قدمت روان الضامن، وهي المديرة التنفيذية لشبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (ARIJ) ومعدة ومخرجة لأكثر من ثلاثين ساعة من الأفلام الوثائقية الاستقصائية، العديد من النصائح حول كيفية عرض أفكار القصص على اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ. عملت ''روان'' في الإنتاج الإداري والتحريري بشبكة الجزيرة لأزيد من عشر سنوات، حيث أشرفت خلالها على عدة برامج تلفزيونية. كما حازت على جائزة الإبداع الإعلامي من مؤسسة الفكر العربي في عام 2015.
نضمّ هذا الويبينار لسلسلة من الندوات الرقمية التي يعقدها المركز الدولي للصحفيين بالشراكة مع مشروع فيسبوك للصحافة وذلك ضمن برنامج حلول منصات التواصل الاجتماعي، والذي يهدف إلى توفير التدريب للصحفيات والصحفيين في العديد من المواضيع المهمة خلال تغطية أزمة كوفيد-19.
للتسجيل في الجلسات القادمة، انقر هنا.
أهمية كتابة مقترح القصة التلفزيونية بشكل احترافي
في بداية اللقاء أشادت روان بالدور المهم الذي يلعبه "المقترح"، فهو بمثابة البطاقة التي تقدم بها نفسك أو الـ (business card) الخاص بالفكرة. هذه البطاقة مخولة أن تترجم ما بذهن صاحب المقترح بشكل احترافي ومفهوم ومُمنهج . بالتالي، يجب أن تكون هذه الورقة أو البطاقة في حدود صفحتين مع ضرورة احترام الشروط الموضوعة من طرف المحررين أو الجهات المستقبلة للاقتراح. فعدم احترامها غالباً ما يعطي انطباعاً بعدم الاهتمام والالتزام.
العناصر الخمسة لمقترح قصة متميز
نصحت "روان" الصحفيين بتضمين مقترحاتهم بخمسة عناصر أساسية لجعلها أكثر احترافية، وهي كالتالي:
- العنوان : يجب ان يكون معبراً وجميلا في آن واحد وليس من الضروري أن يكون مطابقا لعنوان العمل النهائي طالما يعبر عن الفكرة بشكل واضح في مرحلة أولى.
- المدخل (log-line): يختلف عن العنوان فهو يعطي فكرة شاملة عن المقترح وذلك في أقل من جملتين.
- نوع العمل: على مقترح القصة أن يوضح نوع العمل الذي يعتزم تطبيقه، مثال (قصة إنسانية، تحقيق أو سلسلة).
- فريق العمل: يجب تقديم فريق العمل سواء كان المتقدم صحفياً، مستقلا أو مؤسسة إعلامية مع ضرورة إبراز طرق الاتصال به من أجل أي استفسارات او عند قبول المقترح.
- ملخص القصة: في الختام من المهم كتابة نبذة عامة عن المقترح، تضم تذكيراً عما سبق بالإضافة إلى ما يمكن أن يضيفه اقتراحكم مقارنةً مع الأعمال التلفزيونية الأخرى.
من الفكرة إلى المقترح النهائي
أشارت ضيفتنا روان أنه يوجد نقص كبير في الخبرات في تحويل الأفكار إلى مقترحات، مما يقلل من فرص نجاح الصحفيين في اعتماد مقترحاتهم من قبل المؤسسات الإعلامية. أما بالنسبة لخطوات تحويل الفكرة إلى مقترح نهائي فهي تبدأ من مرحلة معالجة الفكرة بشكل كتابي من خلال الاجابة عن بعض الأسئلة: أن كانت هذه الفكرة ستبقيك متحمساً للعمل عليها لمدة كافية، وقد تطول لاشهر أو سنوات؟ وهل يمكن تحويل هذه الفكرة الى قصة مشوقة؟ وهل يوجد مادة بصرية وسمعية تجعل هذه الفكرة مناسبة للعرض على التلفاز؟
كما تنصح روان بتتبع وتحليل البرامج المعروضة من طرف المؤسسة المستهدفة بشكل جيد، وذلك لتحديد أسلوبها وأولوياتها قبل كتابة المقترح وتقديمه. من المهم أيضاً أن يكون مقدم المقترح على دراية تامة بنقاط ضعفه وقوته لبناء المقترح التلفزيوني بالاعتماد على نقاط القوة. أما بالنسبة لنقاط الضعف فيمكن تجاوزها بالاستعانة بخبراء مختصين فيما بعد.
وجهتك الأساسية لعرض المقترحات
من بين الأماكن المناسبة لعرض المقترحات التي ذكرتها روان، وذلك على سبيل المثال لا الحصر، نجد المهرجانات والمؤتمرات التي يلتقي خلالها كل من الصحفيين والمنتجين بالإضافة لمندوبي المؤسسات التلفزيونية لعرض أفكارهم وتبادل الخبرات والتجارب، إلا أنه نظرا للظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم الآن بسبب انتشار جائحة كوفيدـ19، فقد تم إلغاء او تأجيل العديد منها مما استدعى لإيجاد طرق بديلة عن بعد.
عرض المقترح على المؤسسة المعنية
يمكنك تقديم هذه المقترحات عبر البريد الالكتروني أو بشكل مباشر عن طريق العرض الشفوي خلال اجتماع مع مسؤول بالمؤسسة المستهدفة. من جهة أخرى، تعتقد ''روان'' أنه بالرغم من أن العرض الشفوي يعتمد بالأساس على الكلام إلا أنه يجب إرفاقه وتدعيمه بنسخة كتابية ومرئية لإعطاء المتلقي المواد اللازمة لمراجعة الفكرة فيما بعد.
بعد قبول المقترح تبدأ المفاوضات على جوانب مختلفة منها المالية والتحريرية والتنفيذية… الخ، وبعدها يتم توقيع العقد الذي يهدف إلى تنظيم العلاقة بين مُقترح القصة ومنفذها والمؤسسة التلفزيونية.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة سام ماجهي.