من مذكرات الصحافة العربية (١)

بواسطة Bayan Itani
Oct 30, 2018 في موضوعات متخصصة

تضيء هذه السلسلة على واقع الصحافة في عدة دول عربية خلال الأعوام القليلة الماضية. وتستذكر السلسلة أسماء أبرز الإعلاميين الذين قضوا في هذه الدول، كما وتدرج نبذة مقتضبة عن آخر الإعلاميين الذين سقطوا ضحايا فيها. تهدف مدونة شبكة الصحفيين الدوليين، عبر هذه السلسلة، الى تكريم وتقدير كل صحفي قتل او اعتُقل خلال تأدية واجبه المهني، والى تسليط الضوء للأخطار المحدقة بمهنة الإعلام.

سوريا: صحفيون حصدتهم الحرب، قتلى ومعتقلين

يعدّ العالم العربي من المناطق الأسوأ للصحفيين حول العالم خلال العقدين الماضيين. فمنذ بداية التسعينات حتى اليوم بلغ عدد الصحفيين المقتولين حول العالم ألف وأربعة وخمسين صحفي، ما يقارب ثلثهم قتلوا في العالم العربي، بحسب لجنة حماية الصحفيين. الأعوام القليلة الماضية كانت من الأسوأ، حيث تم تصنيف سوريا خلالها الدولة الأشد خطراً للصحفيين.

واستناداً للمصدر ذاته، فقد بلغت نسبة الصحفيين الذين قتلوا في سوريا في العام ٢٠١٣ حوالي ٤٠٪ من مجمل الصحفيين الذين قتلوا ذاك العام. كما أن سوريا كانت الدولة التي قتل فيها أكبر عدد من الصحفيين خلال العام الذي سبقه، إذ أنه من أصل ٧٤ صحفياً قتلوا خلالها كان ٢٨ منهم في سوريا.

وحتى شهر آذار مارس الفائت كان عدد الصحفيين الذين قتلوا في سوريا اثنين فقط، إلا أن شهر نيسان شهد ايضاً مقتل طاقم اعلامي من ثلاثة اشخاص. تكريماً لهؤلاء الصحفيين نتعرف إلى بعض منهم في ما يلي:

١) ياسر فيصل الجميلي، مصور، عمل حر

قتل ياسر في الرابع من كانون الأول/ ديسمبر الفائت في إدلب. وكان الجميلي قد غطى عدة عمليات عسكرية أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق، واحتجز ثم قتل اثناء تغطيته للأحداث في سوريا لصالح شركة انتاج اوروبية.

٢) ملحم بركات، مصور، عمل حر

قتل ملحم، وهو مصور حر، في العشرين من كانون الأول/ ديسمير الفائت في مدينة حلب. ومنذ أن بلغ الثامنة عشرة من العمر في ربيع العام ٢٠١٣، بدأت وكالة رويترز للأنباء ترفق مع تقاريرها صوراً بعدسة ملحم.

٣) عمر عبد القادر، مصور، قناة الميادين

قتل عمر في الثامن من آذار/ مارس الفائت في دير الزور، وصودف انه كان يوم ميلاده كذلك. وقالت شقيقته، "إن العائلة التي كانت تتحضر للاحتفال بعيد ميلاد ابنها الوحيد بين ثلاث شقيقات ستحتفل اليوم بشهادته".

٤) علي مصطفى، مصور، عمل حر

قتل علي في التاسع من آذار/ مارس الفائت في حلب. وقال محرر الصور في التايمز، باتريك ويتي، "كانت صوره حية وقوية. هذا مأساوي. كان أمامه مستقبل واعد." وكانت التايمز وصحيفة الغارديان من أبرز الوسائل الإعلامية التي تنشر من صور علي.

٥) حمزة الحاج حسن/ مراسل، حليم علوه/ تقني، ومحمد منتش/ مصور، قناة المنار

قتل حمزة وحليم ومحمد في الرابع عشر من نيسان/ أبريل في معلولا. سليمان زعيتر، زميل المهنة، قال في رثاء حمزة، "صعب أن أصدق أن هذا الوجه البشوش يمكنه أن يرحل باكراً...باكراً جداً." زميل آخر، حسن حمزة، استذكر حليم قائلاً، "هذا الرجل المتواضع الذي كان يخجلنا دوماً بخدماته لنا، يعمل بإخلاص لايكلّ ولا يشكو".

المخاطر التي يتعرض لها الإعلاميون لا تقتصر على القتل فقط بل أيضاً على الاختطاف والاعتقال. وبحسب منظمة مراسلين بلا حدود، فإن هناك ما لا يقل عن 19 إعلامي محتجز في سوريا حتى هذا العام. وقد شهدت الأسابيع القليلة الماضية اطلاق سراح أربعة اعلاميين فرنسيين كان قد تم احتجازهم لعام. وكان قد سبق اطلاق سراح عدة صحفيين يعملون في سوريا احتجزوا من قبل جهات متعددة.

بقي أن نشير أن سوريا شهدت مقتل عدد من أهم الصحفيين حول العالم خلال الأعوام الماضية، ولعل أبرزهم ماري كولفن مراسلة سانداي تايمز، التي قتلت في اليوم ذاته التي كانت ستنتهي فيه مهمتها الصحفية هناك، وأنتوني شديد، مراسل النيويورك تايمز الذي توفي اثر وعكة صحية ألمّت به خلال تواجده لتغطية الأحداث في سوريا.

تحث شبكة الصحافيين الدوليين قراءها على إرسال أسماء ونبذة عن الإعلاميين والإعلاميات الذين تضرروا أثناء قيامهم بمهامهم الصحافية، وذلك استكمالاً لمبادرة الشبكة المتواضعة في تقدير جهودهم.

تحمل صورة المراسل أنتوني شديد رخصة المشاع الإبداعي على موقع فليكر، بواسطة تيريزا شور.