في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية لعام 2023 في نيجيريا في فبراير/شباط، قادت الصحفية الحائزة على الجوائز، هانا أجاكاي، جهودًا لمكافحة الكميات الهائلة من المعلومات الخاطئة والمضللة المتعلقة بالانتخابات والمتداولة على الإنترنت.
ودققت أجاكاي – وهي حاصلة على زمالة نايت التابعة للمركز الدولي للصحفيين ورئيسة FactsMatterNG وهي مبادرة لتعزيز التثقيف الإعلامي ونزاهة المعلومات في نيجيريا – الاقتباسات المزيفة ودحضت الادعاءات غير الدقيقة عن أحجام الحشود في الحملات على سبيل المثال.
وقالت أجاكاي: "يُمثل استقطاب الحشود الضخمة رمزًا للسلطة بالنسبة لبعض السياسيين في نيجيريا"، مستكملة "ونتيجة لذلك، شارك بعض الفاعلين السياسيين صورًا مُلتقطة في تجمعات دينية كبيرة على سبيل المثال، وتظاهروا بأنّها تجمعات خاصة بهم لزيادة حشودهم".
وشاركت أجاكاي رؤيتها عن تجربتها في تدقيق المعلومات أثناء الانتخابات في جلسة نظّمها منتدى باميلا هوارد لتغطية الأزمات العالمية التابع للمركز الدولي للصحفيين.
محاربة المعلومات المضللة
وأثناء جهودهم لتدقيق المعلومات، اكتشفت أجاكاي وفريقها توجهًا يدور حول سعي المرشحين نحو تحريف إنجازاتهم.
وقالت أجاكاي: "حاول السياسيون صقل مؤهلاتهم"، موضحة "كان لدينا بعض السياسيين الذين يزعمون حصولهم على درجات الدكتوراه، أو بناء أشياء رائعة أو تجديد الوضع الاقتصادي للبلاد في مناصبهم السابقة".
وشرحت أجاكاي أنّ البوتات والمتصيدين على تويتر إلى جانب المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي المدفوع لهم، نشروا روايات مزيفة حول المرشحين السياسيين. وقالت أجاكاي: "تلاعب الناس بخوارزميات تويتر لتشويه صور الخصوم السياسيين الآخرين، بما في ذلك بعض السيدات المتحدثات في السياسة لثنيهن عن المشاركة في الانتخابات".
وحللت أجاكاي البيانات الوصفية لدحض مقاطع الوسائط المتعددة المضللة المنشورة على الإنترنت عن المرشحين. وفي إحدى الحالات، تمكنت أجاكاي من تدقيق مقطع صوتي مُفبرك من المفترض أن يُظهر المرشح الرئاسي أتيكو أبو بكر وهو يحاول تزوير الانتخابات.
كما استخدمت أجاكاي أيضًا أدوات رقمية مثل البحث العكسي عن الصور من جوجل للتحقق مما إذا كانت الوسائط المتعددة المنشورة على الإنترنت تم التلاعب بها أم لا. وقالت أجاكاي: "ستُخبرك هذه الأدوات توقيت الصورة لتتمكن من المقارنة، وفي بعض الأوقات يكون هناك حالات من السياقات المضللة. كما تتوفر Tin Eye، التي يمكن استخدامها للتحقق من صحة الفيديوهات".
تدقيق المعلومات التعاوني
وعملت منظمات تدقيق المعلومات معًا أثناء الفترة التي سبقت الانتخابات للتحقق من الادعاءات، وشكلت الائتلاف النيجيري لمدققي المعلومات لتنفيذ جهودهم التعاونية.
وأوضحت أجاكاي: "أجرى الائتلاف أيضًا مراقبة حيّة لجميع المجالس السياسية والمناظرات الرئاسية"، مضيفة "كان لدينا عدد من المنظمات الإعلامية والمدنية التي تُنظم المناظرات وتولى الائتلاف النيجيري لمدققي المعلومات مسؤولية تدقيق المعلومات".
كما أنشأ الائتلاف أيضًا غرفة عمليات في يوم الانتخابات لدحض الأخبار المزيفة. وشرحت أجاكاي: "وأُلحق بهذا تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي قدمتها Full Fact بالتعاون مع مبادرة جوجل للأخبار، والتي ساعدت في جهود التدقيق المباشر للمعلومات". واستكملت أجاكاي: "تمكن مدققو المعلومات من نسخ الخُطب والحصول على المزيد من المعلومات في وقت الحدث".
التحديات
وأشارت أجاكاي إلى أنّ الوصول إلى الجمهور بالمعلومات المُدققة في الوقت المناسب يُشكل تحديًا كبيرًا، إذ إنّ عادة ما يستغرق تنفيذ العمل وقتًا كثيرًا، موضحة "تدقيق المعلومات عملية، وينبغي عليك الالتزام بإجراءات الشفافية، وأن تكون حُججك دقيقة، وتتطلب هذه العملية الكثير من الوقت والموارد".
ومع ذلك، لحسن الحظ تُحسّن التكنولوجيات الجديدة من هذه العملية، وقالت: "يُمكن الانتهاء من تدقيق المعلومات بسرعة أكبر الآن، وذلك بفضل الذكاء الاصطناعي، ويمكنك حتى الحصول على نسخ مكتوبة حيّة من الذكاء الاصطناعي".
كما عقدت أجاكاي أيضًا ورش عمل للتثقيف الإعلامي قبل الانتخابات العامة لإعلام الناس بالمعلومات المضللة عن الانتخابات، وتنبيههم من طول الفترة المُستغرقة لتدقيق الادعاءات.
وشرحت أجاكاي: "نصحت الناس بالانتظار حتى ظهور النتائج الرسمية، كما نصحتهم بعدم تصديق ما يقرأونه على منصات التواصل الاجتماعي، وفي المقابل، ينبغي عليهم الانتظار حتى يحصلوا على المعلومات من المصادر الرسمية، ويجب ألا يصدقوا المعلومات إذا لم تأتِ من هذه المصادر".
كما شددت أجاكاي على أنّ تدقيق المعلومات لا يتوقف عند فتح أبواب الاقتراع، وإنّما يستمر خلال عملية عد الأصوات، موضحة "كنت أُدقق المعلومات حتى أثناء الانتخابات، والآن مع الطعن في نتائج الانتخابات الرئاسية في المحاكم لم أتوقف أبدًا عن مراقبة العملية الانتخابية".
الصورة حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة إنجين أكيورت.