مقابلة صحفية: مؤسس يمن بورتال يتحدث عن أسباب حجب الموقع

بواسطة ijnet_admin
Oct 30, 2018 في أساسيات الصحافة
 لم يعد سراً أن حرية الصحافة في اليمن في حالة مزرية حيث تم تصنيفها في المرتبة السادسة والعشرين ضمن قائمة البلدان ال 169 الأكثر تقييداً وذلك حسب دليل حرية الصحافة الصادر في العام 2007 من قبل مجموعة مراسلون بلا حدود.

ولقد أصبح موقع الأخبار الإلكتروني اليمني ذو الشعبية العالية "يمن بورتال" www.yemenportal.net آخر ضحايا حملة الحكومة ضد حرية الصحافة. فقد تم حجب هذا الموقع منذ التاسع عشر من كانون الثاني وقد منعت الحكومة أيضاً سبعة مواقع أخرى على الأقل منذ تشرين الأول الماضي.

بالرغم من أن تصنيف مراتب حرية الصحافة اليمنية قد أظهرت تحسناً طفيفاً مابين عامي 2006 و2007 إلا أن جهوداً أخرى لإسقاط الصحافة قد سببت إدانة عالمية واسعة حيث شجبت جماعات الحقوق الإعلامية عملية الحجب التي قامت بها الحكومة ضد أجهزة الإعلام. وأشارت مجموعة مراسلون بلا حدود في بيان صحفي " سيترتب على حكومة الرئيس علي عبد الله صالح عندها التعامل مع الاضطراب الاجتماعي المتزايد وانتفاضة زيدي. إلا أن هذا لا يجب أن يشكل ذريعة لاستهداف أجهزة الإعلام والمواقع الالكترونية".

التقت شبكة الصحفيين الدوليين بمؤسس ومحرر بوابة اليمن السيد وليد السقاف لمناقشة الحظر المفروض مؤخراً. وكان لها الحوار التالي:

شبكة الصحفيين الدوليين : هل قدمت أي أسباب لمنع موقع بوابة اليمن ؟

السقاف : لم يتم تقديم أية أسباب . وليس هذا فقط بل وقد منع أيضاً مزود خدمات الإنترنت الحكومي موقع يمن بورتال سوية مع مواقع الأخبار الأخرى . وقد أنكر ضابطه المسؤول هذه العوائق كلياً. وبدلاً من ذلك افترض أن يكون التقصير من الموقع نفسه حين يعطي رسالة (خطأ) للمتصفح اليمني بدلاً من الرسالة الاعتيادية عند حجب الموقع ( هذا الموقع محجوب) .

 vspace=


لقد تم تبني هذ التقنية لتشويش أولئك الزوار الغير ملمين بمسائل الانترنت ودفعهم للتفكير بأن هناك سوء إدارة أو فشل تقني في الموقع نفسه.

شبكة الصحفيين الدوليين : ما هو باعتقادك الدافع الحقيقي وراء الحجب؟

السقاف : أطلعت من مصادر موثوقة بأن جهاز الأمن القومي اجتمع عشية اليوم الذي تم فيه حجب موقع الويب وقرر منع مواقع الويب الأخرى الخاصة بنشر المقالات التي يعتبرونها تمس بالأمن القومي للبلاد.

لقد تم إعلامي من قبل أشخاص مقربين من أجهزة الأمن بأنه بسبب نشر yemenportal.net لمقالات وآراء والتي لربما روجت لافتراق جنوب اليمن. وتم الاتفاق على قرار بأن هذا الموقع كان يتعاون مع مواقع الويب الأخرى التي تسعى ضد مصالح البلاد.

بعبارة أخرى فإن السبب الوحيد الذي أغلق لأجله محرك البحث هذا هو كونه حيادياً في عدم حجبه لبعض المقالات والتي إعتبرته الحكومة بأنه موقف هجومي.

شبكة الصحفيين الدوليين : كم عدد الزيارات التي يتلقاها الموقع كل يوم؟

السقاف: إن معدل الزيارات التي يحققها الموقع http://yemenportal.net كانت حوالي مئتي ألف يومياً لكن الأرقام كانت تتزايد بشكل ثابت حتى فرض الحظر على الموقع في 19 كانون الثاني ويمكنك زيارة الرابط التالي http://yemenportal.net/stats.gif لرؤية كيف أثر الحظر على الموقع.

شبكة الصحفيين الدوليين : هل تستطيع أن تصف لنا موقع بوابة اليمن؟

السقاف : إن موقع بوابة اليمن هو مشروع رائد في العالم العربي. هو عبارة عن موقع الكتروني يجمع المواد الصحفية والأخبار والمنتديات والأفلام بشكل آلي من آلاف المصادر. ويركز المحتوى بالدرجة الأولى على اليمن لذا تستطيع أن تفترض بأن كل تفصيل مهما كبر أو صغر أو أي خبر أو وجهة نظر عن اليمن سوف تكون موجودة في ذلك الموقع الذي يستجمع حوالي 1000 مادة جديدة يومياً تتضمن الأخبار ومقالات الرأي والتعليقات والصور والأفلام.

ولقد أشار العديد من زائري يمن يورتال أن الموقع يمكن أن يساعد جداً في جمع أخبار اليوم كله وأخبار الساعة في مكان واحد. ووجدوا أيضاً بأنه المكان الذي يعكس جميع وجهات النظر من مختلف الوجهات السياسية والايديولوجيات المختلفة.

شبكة الصحفيين الدوليين : ماهي الخطوة التالية ؟

السقاف: حسب المعطيات وبما أن الحكومة قد تجاهلت وما زالت تتجاهل التماسنا وسعينا لانهاء الحظر فقد وافق موقع يمن بورتال على أخذ مبادرة جريئة بعرض هذا الحظر على المحافل الدولية.

وبمساعدة مواقع يمينه ومواقع أخرى في المنطقة والعالم تخطط البوابة لبدء حركة مقاومة طويلة الأمد ضد حظر هذا الموقع. وستفتح البوابة مجال جديد وستروجه عن طريق إرسال رسائل إلى أعضائها من خلال المواقع الأخرى. لذا فعندما تغلق الحكومة مجالا ما سيفتح مجالاُ آخر وسيرسل عنوان هذا الخادم إلى جميع المشتركين عن طريق البريد الالكتروني بحيث يستطيعون أن يحدثوا قوائم عناوينهم مستخدمين المجال الجديد.

والشيء الأكثر إثارة في هذا المشروع هو أن البوابة سوف تنشىء قسماُ خاصاً على صفحتها الرئيسية مكرسة لجميع المواقع المحجوبة في اليمن.

شبكة الصحفيين الدوليين : كيف تقيم وضح الحرية الصحفية في اليمن ؟

السقاف: إن الوضع تبعاً لمفاهيم الحرية الصحفية قد تدهور بشكل مطرد في اليمن بحيث أن الكثير من الصحفيين قد فقدوا الأمل . ونقطة التحول التي أشار إليها الكثيرون هي حرب اليمن في عام 1994 بين الشمال والجنوب. وتلك الحرب أنهت التحالف بين نظامين سابقين وأدت إلى نشوء حكومة مركزية جديدة يقودها الرئيس الحالي علي عبد الله الصالح الذي يحتفل بعامه الثلاثين بوجوده في السلطة.

لم يأتي هذا التشاؤم من فراغ لكن من عدة وعود لم تنفذ من قبل النظام ووعود بتحسين الحرية الصحفية وانفتاح البلاد وإنهاء احتكار وسائل الإعلام وأحكام السجن.

شبكة الصحفيين الدوليين : ماهي بعض العقبات التي تواجه حرية الصحافة في بلدك؟

السقاف: إن العقبة الرئيسية تكمن في التخلص من فكر الحرس القديم في النخبة الحاكمة حيث يوجد الكثير من الناس الذين يديرون العديد من المرافق الحيوية للبلد بفكر رجعي يعود للثمانينات والتسعينيات بحيث أنهم يريدون السيطرة على تدفق المعلومات للناس عن طريق إغلاق وحجب المواقع الالكترونية.

ولكن الشيء الذي فشلوا في رؤيته وإدراكه هو أن هذه الموجة هي أعظم وأقوى مما يستطيعون التصدي له. تماماً كما فشل النظام في حجب القنوات الفضائية من الوصول إلى المنازل. لذا فهم سيفشلون بالتأكيد من حجب المعلومات ومنعها من الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر الموجودة لدى الناس في منازلهم ومثله للهواتف النقالة.

شبكة الصحفيين الدوليين : ما الذي يمكن عمله لتحسين حالة أجهزة الإعلام اليمينية؟

السقاف: أخشى بأن جزء من السبب الذي تواصل الحكومة لأجله قمع الحرية الصحفية على شكل توقيفات وحوادث اختطاف وتهديدات وتخويف وحجب وتنصت ومضايقة وكل هذه الأفعال هو عبارة عن عدم كفاءة أو سأقولها هو إحجام الصحفيين في الدفاع عن حقوقهم بقوة.

يشعر الكثيرون بردة فعل عنيفة لأنهم لا يمتلكون الحماية الكافية في أوطانهم بينما يشترى آخرون كثر لأسباب مالية قد تعود للأوضاع الاقتصادية الصعبة في البلاد. لذلك إذا أردنا أن نضع نهاية لسياسات التهديد والتخويف في مجال الصحافة علينا أن نقوي الصحفيين بمساندة من المجتمع الدولي وتوعيتهم بحقوقهم كمواطنين أولاً وكصحفيين ثانياً.