انطلقت تجربة مثالية في عالم الإعلام الرقمي الجديد وهي جديرة للاحتذاء بها، إنها مبادرة عطاء للتطوع الرقمي التي بدأت في السعودية، برعاية وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات.
"التطوع الرقمي"، الفكرة في دمج هاتين الكلمتين جاءت عميقة، وضربت عصفورين بحجر واحد، فالمبادرة تهدف لتعزيز فكرة التطوع لدى جميع المواطنين السعوديين، ولنشر الوعي الرقمي والمعرفة التقنية، تم وضع خُطة لتعليم وتدريب مليون شخص في كافة أرجاء المملكة السعودية.
قابلنا د. فاطمة العقيل مُؤسِّسة "سياج" وهي مجموعة تقنية تطوعية سعودية، وعضو في مجلس إدارة مبادرة عطاء الرقمية، لتخبرنا باختصار عن مشاركتها، فقالت: "تمّت دعوتنا كباقي المجموعات التقنية، كلٍ منها تشارك في مجال تخصصها، لنشارك بالمحتوى العلمي العربي، ونساهم بعرض محاضراتنا ودوراتنا المجانية للمجتمع كسياج من خلال منصة عطاء، إضافة إلى التطوع بالتوعية التقنية كأفراد لتعليم وتنوير الناس".
مبادرة عطاء هي واحدة من أكبر المبادرات الرقمية في السعودية فهي تسعى لتحقيق عصر تقني بحت جديد، يقول الأستاذ فيصل السيف مؤسس شركة تيك بيلز، وأحد المشاركين في المبادرة: "لا نريد المال بل نريد مشاركة العلم بأبسط الوسائل والطرق الممكنة".
"هناك أربعة مجالات للمبادرة:
- التدريب المباشر/ عبر الحقائب التدريبية التقنية المتخصصة، بمستويات معرفية مختلفة.
- التدريب عن بعد/ بإيصال المعرفة والمعلومة عبر منصة إلكترونية للتدريب عن بعد بأقل التكاليف.
- إثراء المحتوى العربي/ حيث يمثل 1% من إجمالي المحتوى في شبكة الإنترنت، لذلك مهمتنا رفع هذه النسبة ودعمه بجودة علمية عالية باللغة العربية.
- التطوع في القطاع الثالث "المؤسسات غير الربحية"/ تعزيز التطوع في هذه المؤسسات".
قابلنا أيضاً المهندس طلال العنزي، محكم دولي في هندسة الاتصالات والإلكترونيات، وهو أحد المشاركين، فقال: "دوري ودور الجميع الآن هو التطوع بما يخدم القطاع التقني في زيادة الوعي للصغير قبل للكبير، فقد باتت التقنية تسكن معنا وتعيش معنا في جل أمورنا الحياتية".
ويضيف العنزي: "نهتم بإبراز القدوات والنماذج التقنية المميزة، واستفادة المجتمع من التقنية في تسهيل الحياة، ورفع الإنتاجية، ونشر ثقافة التطوع في التقنية والتعاون في خدمة المجتمع، المبادرة تستهدف الشباب بشكل أكبر وتحبيب الأطفال للتقنية وسبل رفع إمكانياتهم فيها"
ستقوم المبادرة عبر المتطوعين في إعداد الحقائب التدريبية التقنية المتخصصة، وفي هذا الصدد يستطرد العنزي:" سيكون التدريب للأطفال والكبار للمختصين وغير المختصين وتقديمها كدورات تدريبية، ومعسكرات علمية، وورش عمل تخصصية في كافة مناطق ومدن المملكة بحضور كافة أصناف المجتمع".
حسب دراسة أجرتها المبادرة فإن عدد المستخدمين العرب على شبكة الإنترنت بلغ 8٪ من إجمالي عدد المستخدمين في العالم، ومع هذا فإن المحتوى العربي ضعيف بحاجة لأن يتم العمل عليه وتمكينه بالعلوم التقنية وتدريسها والاهتمام بها.
هناك بعض التحديات التي تواجه هذه المبادرة ومثلها من المبادرات الرقمية، يختتم العنزي بها:" من أهم العقبات هي ضعف الموارد البشرية المتخصصة في المجال التقني بالقطاع الثالث السعودي، لذلك ستهتم مبادرة التطوع التقني بربط المختصين التقنيين بالقطاع غير الربحي بشكل مباشر للعمل على رفع كفاءته التقنية وتمكينه، فالكل متبرع بوقته وجهدة والمعلومات الذي يوفرها أو يقدمها للمجتمع".
رصيد وتبادلٌ معرفي للجميع وأكثر من 10 آلاف متطوعٍ إلى الآن، يتوقع زيادتهم بين حين وآخر، جاءت مبادرة عطاء بعدة أهداف تطمح للوصول لها:
1. تثقيف الناس بأهم القضايا التقنية، عبر نشر الوعي التقني في المجتمع وإبراز القدوات والنماذج التقنية المميزة.
2. استفادة المجتمع من التقنية في تسهيل الحياة ورفع الإنتاجية، فالتقنيات أساسية للتعاملات اليومية في كافة المجالات.
3. نشر ثقافة التطوع في التقنية والتعاون في خدمة المجتمع.