كثيرا ما نسمع أن شخصاً أتته الفرصة، بسبب تواجده في المكان المناسب وفي الوقت المناسب؛ ولكن، بعد التحقق، نجد أنه لم يكن هناك بمحضّ الصدفة.
إذ إن الأشخاص الأذكياء يضعون أنفسهم في الأماكن الصحيحة طوال الوقت، على أمل الحصول على فرصة. وهم يفعلون ذلك، لأنهم يدركون صعوبة معرفة متى يكون الوقت مناسباً والفرصة سانحة، لذلك من الممكن إعتماد تخمينات مدروسة، حول الأماكن المناسبة التي على الصحفي أن يتواجد فيها.
في إحدى المرات، عندما قررت الجمعية الأميركية لمحرري الأخبار عقد مؤتمرها السنوي، في العاصمة واشنطن، قررت زيارة إبني هناك، أمضي الأمسيات معه، وأقضي نهاري في الفندق حيث كان المؤتمر منعقداً.
لست عضواً في الجمعية. وعلى الأرجح لم يكن لتتم الموافقة على عضويتي، لأني لم أكن رئيس تحرير، أو من كبار المدراء التنفيذيين في الصحيفة حيث أعمل. لكنني كنت أعرف بعض الأشخاص في المجموعة المدعوة للمؤتمر. وإعتبرت أنه، لا بدّ أن شيئاً جيداً سيحصل نتيجة بقائي في الفندق حيث المؤتمر.
عندما لمحني أحد رؤسائي هناك، وبادرني بتحية متفاجئة. قلت له أن لا يقلق، وأني هنا على نفقتي الخاصة وضمن إجازتي. ومع ذلك، أبدى إستغرابه لتواجدي بين زملائه ومعرفتي ببعض منهم.
وبعد ذلك بقليل، ما لبث أن اقترح عدد من رؤساء التحرير الذين كانوا في المؤتمر، أن أعمل معهم على مشاريع صغيرة. لم يكن لدي أية فكرة عن التوقيت، لكني كنت في المكان المناسب، عندما كانوا يبحثون عن مساعدة.
في بعض الأحيان، أن يكون الصحفي في المكان المناسب وفي الوقت المناسب، أمر رمزي، أكثر منه حرفي. كان هناك صحفي أعرفه، يبحث عن وظيفة، وكان يبعث اليّ الرسائل بإستمرار، أو يترك لي بطاقة على مكتبي. وعندما سألني زميل يعمل في مركز أنباء آخر، عن شخص بمواصفات هذا النوع من الصحفيين، ما كان علي الاّ أن ألتقط واحدة من رسائله وأقدّمه اليه. كانت الرسالة في المكان المناسب، حيث يمكن أن ينظر إليها على المكتب وليست مخبأة في ملف، وأتى حينها الوقت المناسب.
إذا كنت تريد أن تكون في المكان المناسب وفي الوقت المناسب، عليك بزيارة الأماكن المناسبة، ولا تقلق كثيرا بشأن التوقيت. فعاجلاً أم آجلاً، سيأتي الوقت المناسب، أيضاً.
لأي سؤال في مجال سيرتكم المهنية؟ إرسال الأسئلة [باللغة الإنكليزية] الى البريد الإلكتروني لـ جو غريم : joe.grimm@gmail.com.
الصحفي جو غريم مدرس زائر في كلية الصحافة التابعة لجامعة ولاية متشيغان. لمعرفة المزيد عنه إنقر هنا.
نشر هذا المقال لأول مرّة في "بوينتر أون لاين"، وهو الموقع الإلكتروني لمعهد بوينتر؛ والمعهد عبارة عن مدرسة تخدم الصحافة والديمقراطية منذ أكثر من 35 عاماً. يقدم موقع "بوينتر أون لاين" الأخبار والتدريب الذي يتناسب مع أي جدول زمني، التدريب الفردي، والندوات الشخصية، دورات وندوات على شبكة الإنترنت، وغير ذلك. النص الكامل متوفر على شبكة الصحفيين الدوليين في 6 لغات بموافقة بوينتر.