كيف تصنع مشروعات صحفية مبتكرة في مختبر دويتشه فيله؟ 

Feb 19, 2024 في استدامة وسائل الإعلام
صورة

تخوض صناعة الصحافة والإعلام، ومشروعاتها، معارك شرسة مع منصات التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي وانصراف الجمهور، ما بين ولادة متعثرة وكفاح للبقاء على قيد الحياة. 

في عالم بلا إعلام. أزمة صناعة تتفاقم بيد أصحابها في ظل تخطيط غير علمي وكوادر غير مدربة لم يصلها قطار التطوير. فارق كبير بين أن تكون صحفيًا ماهرًا وبين أن تصنع وتدير مشروعًا صحفيًا ناجحًا. من هنا تأتي أهمية مختبر دويتشه فيله للإبداع بما يمثله من حاضنة للمشروعات الإبداعية قائمة على التطوير والاختبار من الفكرة إلى المنصة وحتى الجمهور بما يضمن الحد الأدنى من النجاح لتلك المشروعات. 

دانييلا سباث مديرة البرامج في "DW Lab" والخبيرة في الوسائط المتعددة التفاعلية والميتافيرس قَدِمَتْ من ألمانيا إلى مصر لتقدم أسرار التجربة للصحفيين وطلاب الإعلام وصناع المحتوى العرب. كيف يصنعون منتجات صحفية مبتكرة في مختبر دويتشه فيله من خلال ورشة العمل التي عقدتها ضمن فعاليات منتدى مصر للإعلام

 Deutsche Welle Lab 

حقلٌ للتجارب الصحفية والإعلامية داخل دويتشه فيله، تأسس عام 2017، وأنتج أكثر من 50 مشروعًا نموذجيًا مثيرًا للاهتمام. 25% من المشاريع التي أنتجها المختبر تحولت لإنتاجات منتظمة. 

يجمع المختبر بين الابتكارات التكنولوجية والأفكار الصحفية، ويطوّر نماذج أولية للتنسيقات الرقمية الجديدة، ويركز على تجارب المنصات الجديدة، بالإضافة للتقنيات الجديدة والميزات الجديدة من المنصات القديمة القائمة.  

يعمل مع الصحفيين والمراسلين ومحللي البيانات والمصممين، وخبراء التسويق وخبراء الاستراتيجية وخبراء المنصة وخبراء وسائل التواصل الاجتماعي، والباحثين والمطورين المحررين الفنيين والمخرجين وخبراء السوق ومهندسي الصوت ومدراء المشروع، ويتم فيه اختيار المرشحين عبر التطبيقات والمقترحات، وتتم دعوتهم في النهاية للانضمام إلى المختبر.  

"DW Lab" يغطي جميع أنواع التقنيات حيث يقوم بتجربة: 

 Google Assistant - Synthetic voices - Messenger Storytelling - Avatars  Constructive Storytelling - Newsletter - Chabot’s - Virtual Reality Smart Speaker - Google amp Stories - TikTok - Comic Sketch – Twitch - .Interactive Quiz - Igtv - Artificial intelligence 

يهدف مختبر DW إلى: 

  • البحث عن أفكار مبتكرة في الصحافة الرقمية والمساعدة على تحقيقها. 
  • استكشاف إمكانات التقنيات والمنصات الجديدة للمناطق المستهدفة لـ DW. 
  • دعم فرق التحرير في اكتشاف طرق جديدة للوصول إلى جمهورهم. 
  • مشاركة الدروس المستفادة والمعارف - داخليًا وخارجيًا.

كيف تمّ اختبار المشاريع داخل "DW Lab"؟ 

  • استكشاف الاتجاهات والاحتياجات الاستراتيجية (يوم واحد). 
  • البحث في السوق والجمهور المستهدف.  
  • تحليل البيانات. 
  • الإدخال إلى مختبر سبرينت، بعد قرار لجنة الاختيار للمشروعات المقبولة. 

 (أسبوع - أسبوعان) 

  • بعض المشروعات يتم ضمها مباشرة إلى المختبر وفقًا للاحتياجات الاستراتيجية. 
  • يتم في هذه المرحلة تطوير نموذج مبدئي لكل مشروع يخضع لاختبار النموذج الأولي. 
  • تنتقل المشروعات المختارة بناء على قرار تصفية لجنة الاختيار إلى المرحلة التجريبية التي تستمر (3 أشهر). 
  • تخضع المشروعات لاختبار المستخدم. قبل إصدار المشروع يجرى اختبار على عينة من الجمهور عبر الانترنت، إذا لم يلقَ قبولاً لدى الجمهور لا يتم عرضه. 
  • كثير من المشروعات يتم إجهاضها في المرحلة التجريبية قبل التحول لمرحلة الإنتاج. آخر المشروعات المجهضة كان مشروعًا لتطوير أفتار يتحدث بلغة الإشارة موجه للأشخاص الذين لديهم مشكلة في السمع، لكن المشروع لم يستكمل لأنّ إدارة المختبر وجدت أنّ بعض الأشخاص لا يرغبون برؤية الأفتار يتحدث بلغة الإشارة، لشعورهم بأن هذا الأمر فيه نوع من عدم الاحترام. رأى القائمون على المختبر أنّ المجتمع لم يتقبل الفكرة لاعتبارات أخلاقية فلم يسمحوا بصدور المشروع برغم التكلفة المادية الكبيرة. 
  • تجرى عمليات التقييم النهائية، ويصدر قرار من الإدارة العامة بالمشروعات المتأهلة للمرحلة التالية التي ستتحول إلى "الإنتاج المنتظم". 

أدوات مساعدة من إنتاج وحدة ابتكار DW Innovation: 

أحد مبادئ "DW Innovation" التوجيهية هو "تطبيق واحد لكل مشروع".  

وهي وحدة ابتكار تضم تحت سقفها وحدة مشاريع (DW) للأبحاث والتعاون ومختبر (DW).

وهذا يعني أنّ الوحدة لا تقوم بالبحث والتطوير من أجل البحث والتطوير فحسب، بل يهدف أيضًا إلى تحقيق نتائج قابلة للاستخدام.  

وبرغم صعوبة إكمال المشاريع وتحويلها لمنتجات ناضجة، إلا أنّ الوحدة نجحت في إصدار العديد من الأدوات والنماذج الأولية والموارد المقدمة لمساعدة الصحفيين والإعلاميين أبرزها:  

DIGGER: اختبار تفاعلي يركز على اكتشاف الوسائط الاصطناعية والمتلاعب بها بمساعدة أدوات الطب الشرعي الصوتية.

Fader: منصة لسرد قصص XR التفاعلية على الويب. أداة مؤسسية مستقرة ومصممة جيدًا ومناسبة لغرف الأخبار الدولية. لا يزال الإصدار الخاص الأساسي مجانيًا للاستخدام. 

كاشف الأخبار الكاذبة: من أفضل الأدوات في مجتمع التحقق الدولي. عبارة عن مكون إضافي لمتصفح Chrome يسمح بالتحقق/تحليل الصور ومقاطع الفيديو على الويب.  

ترجمة جورميه: أداة مجانية تعتمد على NMT تشبه إلى حد كبير DeepL أو Google Translate. تقوم بترجمة النص إلى عدد من اللغات المعروفة بنقص الموارد (حاليًا: البلغارية، الغوجاراتية، القيرغيزية، المقدونية، الصربية، السواحلية، التاميلية، التركية).  

اذهب للتحقق: لعبة محاكاة لوسائل التواصل الاجتماعي (تجريبية) تعرّف اللاعبين بأساسيات التحقق بطريقة ممتعة. الكود متاح على GitHub. 

KID Toolbox: موقع صغير به كل ما يحتاجه الوافدون الجدد إلى عالم التحقق من الحقائق وكشف الزيف للبدء. يقدم شرحًا للمصطلحات الأساسية، ومقدمة لعملية تحليل المحتوى، وبالطبع مجموعة من الأدوات والخدمات اللازمة للتحقيقات الرقمية.  

KID: How to Verify: رسم بياني معرفي تفاعلي يساعدك في أن تصبح محترفًا في التحقق خلال وقت قصير.  

مجموعات بيانات MULTIDRONE: عبارة عن 36 مجموعة من بيانات فيديو للطائرات بدون طيار (مشروحة جزئيًا) والتي قد تساعد في تسهيل البحث في مجال الرؤية الحاسوبية المتقدمة (اكتشاف وتتبع الأشخاص والأشياء).  

Monitio: منصة تجارية تستخدم أحدث خدمات الذكاء الاصطناعي وواجهات الويب لمراقبة وتحليل الوسائط المتعددة اللغات. 

plain X: منتج شقيق لشركة Monitio (يعتمد على تقنيات متشابهة جدًا)، يعمل على تسريع وتحسين سير عمل النسخ والترجمة وتوليد الصوت. 

Screener: أداة  DDJ مجانية لصحفيي الأعمال، يساعدهم في العثور على معلومات الشركة والتحقق منها ومراقبتها عبر قواعد البيانات الدولية.  

SUMMA: منصة مفتوحة المصدر لمراقبة الوسائط متعددة اللغات. تعمل على تجميع الأخبار، والترجمة الآلية، والنسخ، والتلخيص، وتوليد البيانات الوصفية، وتحليل المشاعر، والبحث المتطور.  

حقًا وسائل الإعلام: (المعروف سابقًا باسم Verify Media) هو تطبيق تحقق تعاوني قائم على الويب. يعد هذا النظام حلاً برمجيًا متكاملاً (وموثوقًا) لمجتمع OSINT، وقد تم اعتماد النظام الأساسي من قبل منظمات مشهورة مثل منظمة العفو الدولية ورويترز.  

نصائح يقدمها لكم مختبر DW للإبداع: 

  • قم بإعداد بيئة اختبار مناسبة: من المهم إجراء فحص شامل لمشروعك في وقت مبكر. 
  • قم بإجراء المزيد من أبحاث السوق والجمهور المستهدف للتأكد من أنّ الفكرة مناسبة.  
  • إذا كانت فكرتك لا تتناسب مع استراتيجية شركتك، فلا تبدأها. 
  • إذا لم تكن الفكرة مناسبة لبلدك ومجتمعك المحلي لا تنفذها. 
  • ضع خطة مشروع جيدة تحدد كل خطوة من الخطوات العملية وتوثق جميع تواريخ الاستحقاق. 
  • أشرك أصحاب المصلحة المهمين والشركاء منذ اليوم الأول. إن لم يكونوا موجودين منذ البداية لن يكونوا إيجابيين.  
  • معرفة الأمور المالية وتحديدها منذ البداية. اجتمع ولو مرة كل أسبوع لتحديد ومناقشة النفقات المطلوبة، وما إذا كان هناك شيء يمكن تغييره. 
  • استطلع آراء خبراء من الخارج. احصل على تعليقاتهم وقم بزيادة فاعليتهم في المشروع.  
  • ابدأ بشكل بسيط. فكر في البدء بإصدار أساسي، ثم قم بالتحسين لاحقًا عندما يتوفر الوقت الكافي. 
  • أوقف مشروعك إذا لم يكن ناجحًا. 
  • تعلم من إخفاقاتك. افشل مقدمًا واستمتع بالرحلة. 

شبكة الصحفيين الدوليين التقت دانييلا سباث مديرة البرامج في مختبر دويتشه فيله: 

كيف ترون في مختبر DW مستقبل الصحافة واتجاهاتها في ظل الذكاء الاصطناعي؟ 

الذكاء الاصطناعي هو تقنية سريعة التغير للغاية، وتؤثر وستؤثر على العديد من مجالات الصحافة المختلفة في المستقبل، مثل الإنتاج وتحسين محركات البحث. لمواكبة الوتيرة المتسارعة، أعتقد أنه يتعين علينا مواصلة التجارب في مختبر DW باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي من أجل تحليلها من خلال ثلاث وجهات نظر: الأخلاقية (ما يتعارض مع إرشادات الذكاء الاصطناعي لدينا)، والقانونية (ما هو مسموح لنا، أو غير مسموح به) والتقنية (هل سير العمل مناسب بالفعل بالنسبة لنا؟). 

وبصرف النظر عن الذكاء الاصطناعي، نحتاج إلى مراقبة التقنيات والمنصات الجديدة الأخرى التي يمكن أن تكون ذات صلة أيضًا بالمستقبل، وخاصة تلك التي يستخدمها الجمهور الشاب. لهذا السبب، يمكن أن تكون المنصات/الألعاب عبر الإنترنت مثل "Roblox" مجالًا مثيرًا للاهتمام للاستفادة منه. 

كيف يمكننا تحويل الذكاء الاصطناعي من كونه خصمًا إلى صديق مفيد يخدم أهداف الصحافة والإعلام؟ 

غالبًا ما يخاف العديد من الصحفيين من التقنيات الجديدة، لأنهم لا يفهمون بعد كيف يعملون وما هم قادرون عليه. لهذا السبب أعتقد أنه من المهم للغاية البدء في التعرف على أدوات الذكاء الاصطناعي. وكلما زاد عدد الصحفيين الذين لديهم معرفة بـ AI، كلما تمكنوا من تقييم قدراتهم وحدودهم بشكل أفضل. 

طالما أننا نعرف ما يمكن أن تفعله التكنولوجيا، يمكننا الاستفادة منها أو أن نقرر عدم الاستفادة منها على الإطلاق. بهذه الطريقة، لا تملي علينا التكنولوجيا ما يجب أن نفعله، بل إنها في الواقع على العكس من ذلك - بشرط أن نكون قد تعاملنا معها. 

في " DW Lab" فكرتنا في التعامل مع الذكاء الاصطناعي قائمة على سد الثغرات البشرية فقط، وليس سلب الموظفين لوظائفهم. على سبيل المثال استخدمنا أصواتًا صناعية باللغة الهندية في مشروع موجه للهند، ولدينا ما يصل لـ25 نشرة بريدية معدة بالذكاء الاصطناعي. 

ما هي الإرشادات والنصائح التي تقدمونها للصحفيين والإعلاميين وصانعي المحتوى في عام 2024؟  

المحتوى عالي الجودة ليس كافيًا، إذا لم يكن هناك جمهور يلاحظه.  

لكن هل يعني ذلك أنّ عليك أن تتخلى عن كل معاييرك الصحفية؟ مُطْلَقاً! يمكن أن يأتي كلاهما جنبًا إلى جنب إذا قمت بتخصيص وضبط المحتوى الخاص بك وفقًا لاحتياجات النظام الأساسي (من حيث الطول وسرد القصص والتنسيق) واحتياجات جمهورك (ما هي القصص التي يهتمون بها حقًا؟ ما نوعها؟ المحتوى الذي يبحثون عنه؟).  

القصة الجيدة تظل قصة جيدة، بغض النظر عن الشكل الذي يتم تقديمها فيه. 

للاطلاع على المزيد من المقالات ذات الصلة: 

الصورة الرئيسة حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة أندريه نيل.