"الصورة تحمل ألف كلمة" مقولة ربما سمعتها أكثر من مرة ولكن تعتبر تلك المقولة هي لُب صحافة تصميم البيانات. فِرواية القصص الصحفية بصريًا يساعد القارئ على استيعاب كم هائل من المعلومات والبيانات بطريقة شيّقة وجذابة. لقد نشأت صحافة البيانات لتلبُي احتياجات القارىء المعاصر الذي يبحث عن المعلومة السريعة وعن صورة قد تعبر أكثر من نص كامل.
أكدت الدكتورة أروى الكعلي أستاذة الصحافة بمعهد الإعلام والصحافة في تونس، في وبينار من ضمن برنامج حلول منصات شبكات التواصل الاجتماعي الذي ينظمه المركز الدولي للصحفيين بالتعاون مع مشروع فيسبوك للصحافة، على أن معرفة الجمهور وتحديد الشريحة المستهدفة تعد نقطة مهمة في مساعدة الصحفي في تحديد ما يقدمه للجمهور، مضيفةً أن ليس من المنطقي عرض البيانات في شكل جداول خاصة مع أزمة كوفيد19 حيث أن البيانات أصبحت متاحة بشكل كبير للجمهور، ويأتي دور الصحفي في وضع البيانات في شكل بسيط قابل "للهضم" والفهم.
أشارت أروى إلى أن قبل البدء في التصميم لا بد من مراعاة خمسة خطوات، وهي: تنظيف البيانات وتحليلها، ومعرفة أين ستنشر القصة، وتحديد أي جمهور نستهدف وتبيان إن كنّا سنكتفي بالرسوم فقط، وأخيراً تحديد ما هو السؤال الذي يجيب عنه كل رسم؟ أضافت أروى أن تصميم البيانات يتطلب وجود عناصر أساسية مهمة وهي العنوان والمفاتيح الاسترشادية والمصدر وتاريخ البيانات .
كما لخصت من جهة أخرى، مواصفات الشكل السيء في أنه لا يمثل البيانات بشكل جيد وأن البيانات غير دقيقة والرسم غير سليم وأخيراً التصميم البياني بلا سياق، مؤكدةً على عدم تعقيد الرسم وأن لا يكون غامضاً، لا بل واضحاً يقدم من جديد وغير مبالغ فيه.
اختيار الرسم البياني المناسب
أوضحت أستاذة الصحافة أن ما نريد أن نعرضه هو الذي يحدد شكل الرسومات، في العادة لكل نوع من الرسوم البيانية وظيفة يقوم بها أفضل من غيرها. فمثلاً، استخدام العرض التاريخي (time line) هو الأنسب لإبراز التطور الزمني لشيءٍ ما سواءً لتبيان جوانب سلبية أو إيجابية أو حتى تطور شيء معين مع مرور الوقت.
اما الدوائر البيانية (Pie Charts) فهي الأنسب لتبيان حجم شيء ما مقارنةً بشيء أكبر أو حجم شيء ما مقارنة بالمجموع، أما الخرائط فهي الأفضل لعرض الأشياء ذات الطابع الجغرافي أو المرتبطة بالمعلومات التي تتغير من مكان لآخر.
تجنب الأخطاء
قد يربك التصيم القراء ويحقق عكس الهدف المرجو منه عندما يكون التصميم سيئاً يفتقد للذوق في تصميمه وألوانه، أو أن يكون التصميم معقداً لدرجة تدفع القارىء لإعادة النظر فيه مرات عدة قبل فهمه. وفي الغالب يتوقف القارىء عن مطالعته قبل استيعاب أي معلومة خاصةً عند احتوائه كماً كبيراً من النصوص التي تحتاج للقراءة وهو ما لا يختلف عن الموضوعات التقليدية المكتوبة.
تأكد أروى على أن الهدف من الصورة البصرية هو تسهيل عملية الاتصال بين المرسل والمتلقي، أمّا العنصر الذي يعيق التواصل فيجب أن يتم حذفه. كذلك يجب أن تأخذ في اعتبارك الوقت الموضوع من جانب المتلقي كما المجهود المبذول لفهم الرسم خاصةً عندما تحضر العناصر التالية.
- الأشكال ثلاثية الاضلاع Shapes 3D
- الرسم البياني الدائري عندما يفوق عدد الشرائح عن 5 أو 6 شرائح
- استخدام الظل للحروف والاشكال.
- إدخال معلومات مغلوطة أو غير محدّثة.
أبرز التطبيقات
أشارت أروى إلى ضرورة إتقان الصحفي للأدوات والتطبيقات التي تسهل عملية تصميم البيانات وتمنحها صبغة تفاعلية ومتحركة وتسهل أيضاً من عملية تصفحها على عموم القراء، خاصةً وأن هذه الأدوات الفاعلة تغني الصحفي عن تعلم لغات التكويد أو برامج التصميم الجرافيكي المتخصصة، ومن بين هذه التطبيقات أشارت أروى إلى داتارابر، فلاورش وانفوجرام.
الصورة لبلازس كاتيي من موقع انسبلاش.