السودان وجنوب السودان دولتان شاسعتان تتمتعان بثقافات غنية وحجم هائل من الموارد والتنوع الثقافي. ومع ذلك، فإن أثرهما الرقمي ضعيف ومحدود ومروع في بعض الأحيان ومربك أيضاً. ومع انتشار الإنترنت إلى 7.2 مليون مشترك في عام 2012، ويتزايد العدد بإطراد منذ وقتها (لا تتوفر سوى بيانات قليلة عن جنوب السودان بسبب انفصاله في عام 2011)، لا يوجد سبب كاف لأن تكون البصمة الرقمية ضعيفة وغير منظمة.
تتألف وسائل الإعلام الرقمية في السودان من صحف ومنتديات تناقش القضايا السياسية والقضايا الاجتماعية بشكل عام مع مساهمة كبيرة من المهاجرين والكتاب والصحفيين المحليين. هناك 30 موقعا اعلامياً سياسيا في السودان، مع 12 موقعا آخر للرياضة والموسيقى والدين. تفتقر السودان وجنوب السودان للمحتوى الثقافي على شبكة الإنترنت.
لفهم فرص العمل يجب أن ننظر إلى اختراق الهواتف الذكية، مع نماذج رخيصة ومكلفة وغربية وشرقية الصنع تغرق السوق منذ عام 2012 بأسعار معقولة أكثر عاما بعد عام. كما يتعين على المرء أن ينظر إلى شركات الاتصالات الأربع وموقعها القوي ضمن أكبر خمس شركات كبرى في السودان، مما يشير إلى وجود سوق مطرد أو متنام بغض النظر عن الركود السياسي والاقتصادي الذي ساد السودان منذ أن انفصل جنوب السودان في عام 2011. وعلى صعيد الجمهور، أكبر صفحة وسائل الاعلام الاجتماعية هي صفحة كوميديا، تليها سوداني و أم ت أن، وكلاهما شركات اتصالات. هناك أيضا منتديات اجتماعية كبيرة للعقارات والجمال ومحلات البوتيك والتعليق العام التي تضم أكثر من 100،000 متابع.
يواجه جنوب السودان ظروفا مختلفة؛ في حين أن انتشار الإنترنت لا يزال منخفضا بسبب الصراعات المستمرة، وانخفاض مستويات بالقراءة والكتابة، وضعف الهياكل الأساسية في البلد الذي ولد حديثا. ومع ذلك، ومع وجود عدد كبير من السكان في الشتات والأمل في التنمية والإزدهار، يستعيد جنوب السودان إستقراره منذ نهاية عام 2016 بعد تنسيق عملية السلام.
دولتا السودان أمنيتان فيهما قوانين صارمة. تندرج ممارسات الرقابة الإعلامية ضمن أكثر القوانين تدقيقا وتنفيذا، مما يجعل عمل أي مؤسسة تقليدية غير منحازة للنظام عملية محتمة الإفلاس. وقد لجأت بعض المجموعات التقليدية إلى المواقع الرقمية مثل "الطريق".
الإعلام الثقافي الرقمي في السودان حقل خام ومفتوح، به العديد من الخيارات ومجموعة واسعة من المواضيع للانخراط والمبادرات الشبابية التي تحتاج للتغطية فضلا عن التراث والثقافة لاستكشاف ما وجديد. واستنادا إلى التحليل السابق وبدفع الحوجة لإعادة صياغة السرد في السودان، ولدت أندريا في عام 2015 لتصبح أول منصة ثقافية رقمية ثنائية اللغة في السودان وجنوب السودان تغطي مواضيع المرأة والتكنولوجيا والفنون والثقافة والبيئة والأفلام والكتب وغيرها. تتناول المنصة حاجة ماسة لتوثيق وأرشفة التراث الثقافي والشؤون المعاصرة في السودان باستخدام الوسائط المتعددة الحديثة. وتقوم المنصة بنشر المحتوى تجاه السودان وجنوب السودان و من في المهجر، وإلى المنطقة الأكبر والعالم لإعادة توجيه السرد السلبي الحالي. تعتمد أندريا على موقعها على شبكة الإنترنت ووجودها في وسائل التواصل الاجتماعي. تستخدم المنصة وسائل الإعلام الرقمي لإنشاء المحتوى وتنظيم المناقشات حول المواضيع الثقافية من خلال المحتوى المرئي أو التحريري، أو حملات وسائل التواصل الاجتماعي أو القضايا الإلكترونية المواضيعية. أثبت التواجد الرقمي الحصري جدواه، حيث أن موقع أندريا إستقبل أكثر من 000،106 زائر حتى الآن وأكثر من 000،63 متابع عبر جميع منصات التواصل الاجتماعي التابعة لأندريا ومشاريعها الفرعية < #MyKhartoum، MHub و OneFive32>.
البيانات عن السودان محدودة وقصيرة النظر، وبالتالي جمع البيانات في اندريا كان أمر ضروري للنمو و لجذب المزيد من الجمهور وخدمة غرضها مع تأثير ملحوظ. كانت أندريا تنموعضويا من خلال عملية صعبة بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة منذ عام 1997 ولم ترفع إلا مؤخرا في 9 أكتوبر 2017. وهذا يعني أن كل قارئ وكل متابع يقدم معلومات قيمة عن ما يريده جمهور السودان وجنوب السودان من منصة رقمية عن الثقافة. ويعني هذا أيضا أن المتابعة الشهرية لنمو وسائل التواصل الاجتماعي في أندريا ومشاركة المحتوى والوصول إليه كانتا جزءا لا يتجزأ من تخطيط المشاريع وتيرة نمو الوسائط المتعددة.
أندريا هي منصة فريدة من نوعها، ولها الكثير من الإمكانيات لسرد المزيد من القصص من السودان. ظهرت المنافسة في وقت مبكر من عام 2015 ولكن سرعان ما اختفت (مثل مجلة اكسبو و حوش عزة) محاولة طرح النموذج الرقمي بطرق مختلفة ولكن فشلوا في الاستمرار و النمو. أبرز عامل في تشغيل منصة ثقافية رقمية للسودان هو الوصول إلى مجتمع المستفيدين المستهدفين- أي الثقافيين والعاملين في المناخ الثقافي - وخدمة أهدافهم باستخدام منصة مبتكرة متعددة الوسائط.