صحفي مصري يؤسّس أول منصة للإنفوجرافيكس باللغة العربية

بواسطة Bayan Itani
Oct 30, 2018 في مواضيع متنوّعة

يشهد مجال الصحافة اليوم تغيّرات متعدّدة كان لبروز مفهوم الصحافة الإلكترونية دور كبير في انتشارها. ومن أبرز هذه التغيّرات انتشار الإنفوجرافيكس أو الرسوم التوضيحية لإيصال معلومات قيّمة بطرق مبتكرة وسهلة للقارىء. إلا أن العالم العربي لم يواكب جملة هذه التغيّرات في عالم الصحافة، حتى أن العديدين فيه ما زالوا لا يؤمنون بمفهوم الصحافة الإلكتروني.

في ضوء هذا الواقع كانت مبادرة مركز الإعلام الحر في مصر لإنشاء أول منصّة للإنفوجرافيكس في الشرق الاوسط، إنفو تايمز، ليتم فيها عرض الرسومات أو الإنفوجرافيكس باللغة العربية ولتحاكي موضوعاتها الشأن العربي.

وكان مركز الإعلام الحر قد تأسّس على يد الصحفي عمرو العراقي إبان الثورة المصرية في العام 2011، بهدف رفع مستوى المهنية الإعلامية ودعم فكرة صحافة المواطن. وقد أقام المركز منذ تأسيسه عشرات الدورات التدريبية عن أساسيات الكتابة والتصوير وإنتاج تقارير الفيديو وغيرها من التقنيات الهامة في مجال الصحافة.

ويقول العراقي أن فكرة إنشاء موقع إنفو تايمز جاءت خلال مشاركته في دورة تدريبية عن استخدام وسائل الإعلام الحديثة في تغطية القضايا العامة والتي نظّمها المركز الدولي للصحفيين. وبعد الدورة ناقش العراقي فكرته مع اثنين من المدرّبين: الأستاذ نصري عصمت، والأستاذة عبير سعدي، اللذيْن دعما فكرته وشجّعاه على المضي قدمًا بها، خاصة وأن الصحافة العربية تفتقر لمثل هذه الابتكارات.

وفي شهر نوفمبر/ تشرين الثاني نظّم مركز الإعلام الحر دورة تدريبية عن الإنفوجرافيكس لحوالي ٣٠ صحفيًا من مختلف المؤسسات الصحفية والتي كان الهدف منها، بحسب العراقي، "تدريب الصحفيين على هذا النوع من الصحافة وتشجيعهم على استخدامه في مؤسساتهم، وهو ما حصل فعلاً في بعض المؤسسات."

وفي شهر ديسمبر/ كانون الأول تم إطلاق إنفو تايمز رسميًا كمبادرة مستقلة بحد ذاتها. ويتألف فريق العمل حاليًا من خمسة مصممّين وعشرة صحفيين، يصدِرون مع بداية كل شهر حوالي ستة رسومات توضيحية أو إنفوجرافيكس. ويشرح العراقي "أن هناك خطة مرحلية لموقع أنفو تايمز لكي يغطّي الشأن العربي في قطاعات مختلفة، ولكي يتم إصدار إنفوجرافيكس بشكل أسبوعي أو حتى يومي. ويضيف العراقي قائلاً: "لكن التركيز حاليًا وفي الأشهر الثلاثة الأولى من الموقع هو في قطاعات محدّدة وهي السياسة والاقتصاد والرياضة ووسائل الإعلام الاجتماعية والتكنولوجيا، وينحصر في الشأن المصري."

أما عن أسلوب العمل، فيوضّح العراقي أنه برغم عدم وجود مركز ثابت أو مكتب لفريق إنفو تايمز، فإن هناك تنسيق متواصل بين الأعضاء، حيث يرسل الصحفيون للمصمّمين رؤوس أقلام عن المعلومات الأساسية المبتغى إبرازها في الإنفوجرافيكس، ومقترحاتهم عن الوسائل البصرية الممكن استخدامها خاصة فيما يتعلق بالألوان التي سيتم استعمالها. ويقول العراقي: "إن هناك معيارين أساسيين لانتقاء الموضوعات التي سيتم تصميم إنفوجرافيكس عنها، وهما أولاً: مدى شعبية الموضوع وتداوله بين الناس، وثانياً: كمية المعلومات المتوفرة عن الموضوع وإذا ما كان من الممكن الوصول إليها."

وعن سبب تأسيسه لمبادرة متخصّصة بالإنفوجرافيكس، يشرح العراقي أن "المؤسسات الصحفيّة العربية تقليدية للغاية، وهي لا تأخذ بعين الاعتبار سيكولوجية القارىء." لكن واقع الأمر، كما يوّضح العراقي، "أن القارىء العصري لم يعد لديه متسع من الوقت لقراءة مقالات صحفية طويلة، وهو في نفس الوقت متعدّد الاهتمامات ومتكيّف مع وسائل التكنولوجيا الرقمية الحديثة." وفي ضوء هذه المعطيات، فإن الإنفوجرافيكس تمنح القارىء الخلاصة ذاتها التي من الممكن أن يستنتجها أو يذكرها من مقال صحفي طويل في وقت أقل وبطريقة أوضح. ويشدّد العراقي في هذا السياق قائلاً: "إن صحافة الإنفوجرافيكس هي نوع من الصحافة الاستقصائية لأنها تقتضي بحثاً وتدقيقًا عميقين، وهي ليست صحافة خبرية."

لا يعتبر العراقي أن في تمويله الذاتي لمركز الإعلام الحرّ ولمبادرة إنفو تايمز هدرًا للمال أو للوقت، بل على العكس هو يأمل أن ينتشر هذا النوع من الصحافة في العالم العربي وأن يكون هناك المزيد من المبادرات المبتكرة والمعاصرة التي تجعل الصحافة العربية مواكبة للمتغيّرات في مجال الصحافة العالمية.