إذا كنت قد بدأت عملك للتو في الصحافة، فاعتبر نفسك مؤسساً ورائداً في مجال الأعمال الإخبارية.
لن تعود صناعة الأخبار أبداً إلى ما كانت عليه في الماضي، وذلك حسبما يقول ريتشارد جينجراس من جوجل نيوز، وإذا لم تكن تريد احتواء التغيرات الحاصلة في طريقة إعداد الأخبار واستهلاكها ومشاركتها، فقد تجد نفسك في المؤخرة.
ويقول جينجراس، الذي تمتد خبرته إلى حوالي 30 عاماً في قيادة وكالات الأنباء الرائدة: "ليس من الواضح بالنسبة إليّ متى سينتهي الاضطراب في صناعة الأخبار"، وأضاف: "يعتمد مدى فاعليتنا في بناء نظام بيئي صحفي أكثر ثراء ومعرفة على الأشخاص الموجودين في هذه الغرفة: أنتم من سيعمل على إيجاد النماذج الجديدة واستكشاف الطرق الجديدة، سواء كانت المنتجات التي تعدّونها أو الأشكال الجديدة من الرواية..."
وفي حديثه المعنون بـ"الابتكار في عصر الاضطراب"، تناول جينجراس الطلاب والمجموعات المتنوعة من المهنيين العاملين في وسائل الإعلام، وذلك في حفل نظمته مؤخراً سان فرانسيسكو تشابتر التابعة لرابطة أون لاين نيوز وقسم الصحافة في جامعة ولاية سان فرانسيسكو.
وفيما يلي النقاط الأساسية التي اقتطفتها شبكة الصحفيين الدوليين:
• كن مؤسساً ورائداً للأعمال: "إن الجميع يفكر في تأسيس المشاريع وبدء الأعمال التجارية، ولكنني أريد أن أوسع نطاق هذا التعريف للفرد: تأسيس أعمال الـ"أنا"؛ وذلك لأنها متزايدة الأهمية." ويؤكد جينجراس على حقيقة أن معظم الصحفيين لن ينفقوا عشرات السنين في المؤسسة الصحفية نفسها، لذلك يجب عليهم اعتبار أنفسهم "العلامات التجارية" التي عليهم بناؤها.
• القيام بالمخاطرة: "ما أريد أن أنقله حقاً، وللطلاب خصوصاً، هو أنكم بحاجة إلى المخاطرة. جرب الأشياء، وقم بها، وكن مبدعاً... انتهز كل فرصة لتعلم مهارة جديدة، وانتهز كل فرصة سانحة لاستخدام تلك المهارة. ومن فضلكم، لا تخافوا من الخطأ. لا تخافوا بشأن تحقيق الكمال، فهذا لا يهم." وبعكس كتابة النسخة المثالية الكاملة، فإن التجربة في الصحافة ليست الكمال. قوموا بالأخطاء، وتعلموا منها، واجمعوا المعلومات حول ما يفيد.
• الابتكار: إن الابتكار ليست ترفاً. يقول جينجراس: "إننا لسنا في مرحلة انتقالية بسيطة، والتكنولوجيا الأساسية ستستمر في التغيُّر أكثر فأكثر... إننا لم نكن نفكر بالطبقة الاجتماعية قبل خمس سنوات، إلا أنها كل ما نتحدث عنه الآن. ما الذي سنتحدث عنه في غضون ثلاث سنوات من هذه اللحظة؟" إن التآلف مع التغيير وإعادة التفكير بالأخبار من جميع الجوانب هو مفتاح المهنة المستمرة.
• تعلم أساسيات الأعمال: "ستجلب لنفسك ضرراً كبيراً إذا لم تكن على فهمٍ بالديناميات الأساسية للشركات التي تعمل معها. عليك ببساطة أن تفهمها. هذا لا يعني هدم الجدار الفاصل بين قطاعيّ الأعمال والتحرير ... دعونا لا ندع السعي إلى الأخلاقيات المناسبة يتسبب لنا في العمى عن الديناميات الكامنة وراء الأعمال". واضاف أن الصحفيين في حاجة إلى البيانات من أجل فهم ما يقومون به، سواء كان ذلك متعلقاً بكبار المسؤولين الاقتصاديين أو عدد زيارات الصفحة. ويضيف جينجراس قائلاً: "إن هدف الصحفيين هو التوصل إلى الملاحظات المعرفية التي تدور حول ما يجري، وإيصال ذلك إلى أكبر عدد ممكن من المسؤولين". وإذا كان ذلك يعني أنه من الأفضل كتابة "النفسجسمية" ككلمة واحدة بدلاً من كلمتيّ "النفسية الجسمية" من أجل إظهار التقارير ذات الصلة بهذا الموضوع في أثناء البحث على شبكة الإنترنت، فعلى الصحفيين أن يكونوا أكثر انفتاحاً إزاء ذلك.
يمكنك مشاهدة مقطع الفيديو الذي يبين عرض جينجراس هذا على مدى 90 دقيقة هنا.
*الصورة: ريتشارد جينجراس في جامعة سان فرانسيسكو