خطوات ونصائح لإنشاء موقع إخباري عربي ناجح

بواسطة IJNet
Feb 11, 2020 في الصحافة الرقمية
صحفي يستخدم الحاسوب

كتب نعمان عمر، وهو أحد المشاركين في الدورة السادسة من برنامج مركز التوجيه التابع لشبكة الصحفيين الدوليين: يعتمد تصميم المواقع الإخبارية الإلكترونية على مجموعة من الخطوات المدروسة، التي تهدف إلى إبراز المحتوى، بطريقة تجذب القرّاء لمتابعة وقراءة الأخبار والقصص الصحفية التي تم تحريرها مسبقًا، من خلال استثمار الوسائط المتعددة والرسوم المتحركة وألبومات الصور والفيديو، وكذلك استخدام الألوان لجذب انتباههم.

وأتاحت التقنيات الحديثة، الفرصة أمام المستخدمين، للبحث بعمق أكثر عن المعلومات وجمع بيانات حول الخلفيات والتفاعل، والنص التشعبي أو "hypertext" الذي يسمح لهم باختيار ما يهتمون بمطالعته. وتسمح هذه التقنيات بتأمين حالة من التوازن بين الشكل والمضمون والسياسة التحريرية، التي تريدها الوسيلة الإعلامية الإلكترونية، كما أنها تبرز الشكل الجمالي، لتلبية رغبات وأذواق آلاف الزوار على اختلاف مستوياتهم وأمزجتهم (حيث أن جمهور الصحافة الإلكترونية غير متجانس).

ويمنح التصميم الناجح الوسيلة الإعلامية، هوية وشخصية مميزة للموقع الإخباري عن باقي المواقع الأخرى المنافسة، ولا شك أن مرحلة تصميم وإخراج المواقع الإخبارية الإلكترونية هي جزء رئيسي من عملية الإنتاج الصحفي المتكامل، حيث تُشكّل البناء الذي سيتم من خلاله عرض الأخبار والمواد الصحفية.

وتقدّم شبكة الصحفيين الدوليين فيما يلي بعض النصائح والإرشادات الهامة والأساسية التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، من قبل الصحفيين والمصممين عند البدء في تأسيس وتصميم الموقع الإخباري الإلكتروني:

أولاً: التغذية البصرية، تتم من خلال دراسة عدد من المواقع الإخبارية الأخرى الناجحة، والتي تحظى بعدد كبير من الزيارات يومياً، بهدف الاستفادة من بنائها الإخراجي، والتصميم الذي تتخذه في عرض محتواها الصحفي، والتعرف على آخر التطورات والتقنيات الإلكترونية التي توظفها، لتسهيل عملية التصفح من قبل المتابعين.

ثانياً: تحديد الأبواب والزوايا الرئيسية والفرعية، بشكل دقيق، يتوافق مع طبيعة المضمون والخدمات الصحفية التي يراد تقديمها للقراء، والتي تلبي احتياجات الجمهور المستهدف، سواء كان جمهوراً خاصاً أو عاماً.  كما يمكن في هذه المرحلة ومن خلال هذه الزوايا تحديد النطاق الجغرافي للتغطية الصحفية، حيث يمكن أن يكون محلياً أو عربياً أو دولياً، أو جميع ما سبق.

ثالثاً: رسم (الاسكتش)، وهو عبارة عن تصور مرسوم لهيكلة الموقع، يتم فيه توزيع وترتيب القوائم والمكونات الأساسية لصفحة الموقع الرئيسية، بشكل متناسق ومتوازن وواضح، كما يتم وضع "اسكتشات" لصفحات أخرى مثل الصفحات الداخلية (صفحة الخبر)، وصفحة أرشيف القسم، وصفحة ألبوم الفيديو والصور، وصفحات التعريف والتواصل.

رابعاً: التصميم وتنفيذ (الاسكتش): وهي المرحلة التي يتم فيها تصميم ما تم رسمه على السكتش باستخدام برامج حاسوبية، مثل Photoshop، ولكن قبل الشروع بالتصميم يجب الانتباه والأخذ بعين الاعتبار عدة أمور هامة جداً:

  1. تصميم شعار الموقع "اللوجو" ومنحه الوقت الكافي، والاستشارة الواسعة قبل اختياره من التصميمات التي تم تنفيذها.
  2. تحديد السمة العامة لألوان الموقع، والتي تمثل الهوية البصرية، ويجب أن تتوافق وتترابط مع الشعار (اللوجو) بشكل يظهرها كوحدة واحدة.
  3. تحديد أنواع الخطوط المستخدمة سواء للعناوين أو للمتن (نص الخبر) ويراعى في اختيارها سهولة ووضح الخط عن القراءة، وان يكون متوافقاً مع كافة أنواع المتصفحات ونُظم التشغيل المتعددة؛ كما يجب الاستغناء عن الخطوط التقليدية، وتوظيف الخطوط الحديثة التي تمتاز بالوضوح.
  4. مراعاة توافق المقاسات والتقسيمات الأساسية للموقع، مع أحجام الشاشات المختلفة التي يستخدمها المتابعون والقراء.
  5. مراعاة سهولة استخدام الموقع من قبل الزوار، من خلال تحقيق البساطة والوضوح في ترتيب العناصر وتوزيع الأخبار، والتي تساعد المستخدم في الوصول إلى المعلومات التي يريدها بسهولة.
  6. الاهتمام بالصورة لكونها عنصر جذب بالموقع، والعمل على زيادة مساحتها مع التقليل من الكلام على الصفحة الرئيسية للموقع، مع ضرورة استثمار ألبومات الصور والفيديوهات، لما لها من قوة تأثير وجذب للقارئ، إضافة لإيجازها الأحداث.

خامساً: مراجعة التصميم بشكل نهائي وإجراء أي تعديلات يمكن الإشارة إليها من قبل القائمين على الموقع، ويفضل هنا عرض التصميم على مجموعة من الخبراء والمتخصصين في مجال الإعلام والتصميم، والاستفادة من تجاربهم وآرائهم، والخروج بالشكل النهائي الذي سيظهر عليه الموقع.

والجدير ذكره هنا، بأنه يجب ألا يطغى الجانب الجمالي، على الجانب المهني، حيث يجب مراعاة طريقة تعامل المتصفح مع المواقع الإلكترونية، والتي تقوم على اللمحات السريعة، وعدم التدقيق (على خلاف المطبوعات).

وفي هذا السياق، يجب إجراء اختبارات عملية من قبل القائمين على الموقع، على الشكل، قبل اعتماده (بالشكل النهائي)، تركز على السلوك المحتمل للمتصفحين إزاء تصميم الموقع.

ويمكن في هذا السياق، تصميم شكل الموقع (بشكل مؤقت) وعرضه على عينات عشوائية من المتصفحين، ثم دراسة سلوكهم وطريقة تعاملهم معه.

سادساً: "Frond End"، التكويد وهي مرحلة يتم فيها تحويل التصميم الذي تم الانتهاء منه إلى أكواد html. وهنا يجب الاهتمام بتحقيق عدد من الاجراءات:

  1. مراعاة التصميم المتجاوب Responsive Design، الذي يتفاعل مع مقاسات الشاشات المختلفة، خاصة في ظل انتشار الأجهزة الذكية واللوحية، إضافة لانتشار الشاشات التي تمتاز بالعرض الكبير، فلا بد من تكييف تصميم الموقع مع العرض المتغير للشاشات المستخدمة.
  2. مراعاة أن يتوافق التصميم مع كافة أنواع المتصفحات وإصداراتها المختلفة، مثل: Chrome،   Semantic، Safari Mozilla's Firefox ، Opera.
  3. الاهتمام بتهيئة وتحسين الموقع للعمل مع محركات البحث (SEO )، مثل Yahoo، Google، وBing وغيرها من المحركات المجانية الاخرى، وذلك للحصول على زيارات كبيرة الى الموقع الإخباري الإلكتروني عن طريق الوصول إلى نتائج متقدمة في صفحة نتائج هذه المحركات.
  4.  إدراج وتفعيل مواقع التواصل الاجتماعي ضمن التصميم، وذلك لتوظيفها في مشاركة الأخبار والقصص الصحفية عبر منصاتها، وبالتالي تصل إلى الآلاف من المستخدمين والقراء.
  5. الاهتمام بإبراز القوائم الرئيسية والفرعية من خلال التباين في الألوان، أو استخدام أيقونات خاصة مميزة وجذابة.
  6. تفعيل الاختيارات المتعددة لتشغيل الفيديو وعرض ألبومات الصور من حيث بيئات وتطبيقات تشغيلها المتعددة ومرونتها للعمل ضمن جميع المتصفحات.

سابعاً: اختيار لغة البرمجة المناسبة لإدارة نظام المحتوى: وهنا يجب الإشارة إلى أن هناك العديد من لغات البرمجة التي تدخل في تصميم المواقع الإلكترونية ، ومنها: (PHP, HTML, CSS, JavaScript, XML, AJAX, SQL)، وينصح هنا باستخدام لغة PHP نظراً لما توفره من مميزات، أهمها أنها سريعة جداً، وأنها لغة متعددة المنصات مثل لينكس ويندوز وغيرها، وقدرتها على الاتصال مع معظم وسائل إدارة قواعد البيانات: MysSQL ،PostgreSQL،Oracle،MS SQL Server. كذلك تعتبر لغة مجانية يستطيع الجميع الوصول إليها، بالإضافة إلى توفر سيرفرات (خوادم) لتشغيلها بأسعار منخفضة.

وعلى أي حال عند اختيار أي لغة برمجية يجب الأخذ بعين الاعتبار توافر أمور هامة أهمها:

  • توفير تقنيات سرعة استجابة الموقع.
  • توفير كافة إجراءات الأمان لحماية الموقع من محاولات الاختراق والقرصنة.
  • ملاءمة الموقع لجميع الأجهزة الحاسوبية والذكية واللوحية.
  • إمكانية اضافة عدد كبير من المستخدمين للوحة التحكم مع تحديد صلاحيات محددة لكل مستخدم.
  • تعدد خيارات نشر الأخبار والتعديل عليها داخل لوحة التحكم.
  • توافق الموقع مع محركات البحث وتعزيز توظيف الكلمات الدلالية للموقع، والأخبار.
  • توفير خيارات البحث داخل أرشيف الموقع، وأن تشمل عملية البحث كافة أجزاء الخبر بما فيها العنوان ومقدمة ونص الخبر.
  • تطوير خيارات تحميل وتنظيم الصور وأرشفتها وسرعة استرجاعها.

وتعد هذه النصائح والارشادات خطوة أولى للصحفيين والمؤسسات المقبلين على انشاء وتصميم مواقعهم الالكترونية الاخبارية، وهي في إطار الاساسيات العامة وليست التفصيلية لمراحل تصميم هذه المواقع.

نعمان عمر، هو أحد المشاركين في برنامج مركز التوجيه التابع لشبكة الصحفيين الدوليين بنسختها العربية بهدف تطوير مشروعه الإعلامي من ضمن مشاريع أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

الصورة الرئيسية بعدسة نعمان عمر.