لم يعد دور مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف تصنيفاتها يقتصر على كونها مصدرًا خصبًا ومنوعًا للأخبار والمعلومات لدرجة تغلبت فيه على وسائل الاعلام التقليدية الأخرى من حيث كونها المصدر الاول للمعلومة، فالأمر تعدى هذا بكثير، إذ باتت مواقع التواصل الاجتماعي اليوم ما يمكن وصفه بـ"بارومتر" لقياس حجم و صدى ما يتم نشره أو بثه في الجرائد والمؤسسات الإعلامية المختلفة من مقالات ومضامين اعلامية سمعية بصرية، من خلال التفاعل مع مستخدمي هذه المواقع، فتجد الصحفي يقوم بنشر مقطع من مقال له مرفق برابط المقال على موقع الجريدة أو المؤسسة الاعلامية، والهدف هو قياس مدى تفاعل المتلقين مع ما ينشره من مضامين اعلامية مختلفة والصدى الذي تخلفه.
تسويق وترويج المضامين الإعلامية
الحصول والبحث عن المعلومة والترويج وتسويق المقالات والبحث عن التأثير الواسع للرسالة الإعلامية، هو ما تحققه مواقع التواصل الاجتماعي اليوم للصحفيين الذين لا يمكن ان نتخيلهم بعيدين عن فايسبوك أو تويتر مثلا، فالعلاقة بين الطرفين اليوم هي علاقة تشاركية، ويعزز كل طرف الآخر، والصحفي لا يستفيد مما توفره مواقع التواصل الاجتماعي من أخبار آنية فحسب، بل يجعل منها فضاء مناسبا للترويج لمقالاته ومعرفة درجة تفاعل القراء من خلال التعليقات والمشاركة.
مواقع التواصل الاجتماعي كفضاء للبروز
أصبح من القليل جدًا أن تجد اليوم صحفيًا لا يملك حسابًا على تويتر أو فايسبوك أو قناة على يوتيوب، حتى الاعلاميين من الرعيل الأول اهتدوا لهذا السبيل، والغاية من ذلك البقاء على تواصل دائم مع محيطهم ومعارفهم والحصول على المعلومة والقصص الاخبارية المنوعة وتوسيع قاعدتهم الجماهيرية من خلال نشر ومشاركة مقالاتهم أو اعمالهم السمعية البصرية، فيما يلجأ بعض الصحفيين الذين يعملون في مؤسسات اعلامية مبتدئة أو ضعيفة الانتشار، الى استثمار واستغلال مواقع التواصل الاجتماعي لإثبات قدراتهم والبروز في الساحة الإعلامية والترويج لمؤسساتهم.
خطوات التواجد الفعال والناجح للصحفي على مواقع التواصل الاجتماعي
ترى الدكتورة نوال بومشطة أستاذة الإعلام بجامعة أم البواقي بالجزائر، أن الصحفي يعيش اليوم في عالم يعرف تحولات كبيرة في المشهد الاعلامي، وتطورات أكبر في المجال التقني، وانتقال سريع من الإعلام التقليدي إلى الإعلام الجديد الذي ساعدت في بروزه مواقع التواصل الاجتماعي، هذه الأخيرة التي فرضت قوتها وغيرت الكثير من المفاهيم المرتبطة بالممارسة الإعلامية.
وتحدد الدكتورة نوال بومشطة بعض الخطوات الأساسية، على الصحفي اتباعها لضمان تسويق جيد وناجح لأعماله وتوسيع دائرة متابعته عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع احترام بعض المعايير الأخلاقية ليكون في مستوى تطلعات متابعيه عبر هذه المواقع، وهذه الخطوات تنحصر في ما يلي:
- الالتزام بالاحترافية في العمل من خلال احترام قواعد الكتابة والنشر في مواقع التواصل الإجتماعي ، فالمقال الناجح في صحيفة ورقية قد لا يلقى نفس النجاح على هذه المواقع التي تتطلب الاختصار والمباشرة والتركيز والدقة في اختيار الألفاظ والعبارات وغيرها من القواعد التي قد نعود اليها بالتفصيل في مقال منفصل.
- الاختيار الدقيق للمواقع والمنصات التي تساعد الصحفي على نشر وتسويق أعماله، فموقع فايسبوك مثلا يختلف عن تويتر، وانستجرام عن يوتيوب، فلكل منها خصوصية وزاوية اهتمام وتأثير مختلف على مستخدميها، ولا بد هنا أيضا الانتباه الى نقطة غاية في الأهمية، فإنتاج فيديو موجه لمنصة على فايسبوك يختلف عن الفيديو الموجه للنشر على يوتيوب، الأول يشجع المحتوى القصير ويخصص غالبا للمحتوى الاخباري، والثاني يشجع المحتوى الطويل و يخصص لبث ونشر القصص الاجتماعية والوثائقية.
- اختيار المواضيع الملهمة للجمهور والتي تتماشى مع اهتماماتهم، لكن بطريقة ترفع الذوق العام وتساهم في تشكيل الرأي العام .
- تقديم المحتوى الجذاب والمبتكر الذي يترك انطباعا إيجابيا لدى متصفحي هذه المواقع ، مع التركيز على المواضيع التي تحظى بالاهتمام المشترك والواسع .
- إشراك الجمهور المستخدم لهذه المواقع في صناعة المحتوى وجعله متفاعلا من أجل تحسين جودة المحتوى الذي ينشره الصحفي، وتحويلهم من متابعين إلى مصادر للخبر.
- ايلاء الاهتمام بتوثيق حساب الصحفي عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا فايسبوك وتويتر، وهو ما يزيد من درجة ثقة الجمهور من محتوى صفحتك او حسابك .
- الرد على تعليقات القراء ورسائلهم من باب كسب الثقة وإعطاء انطباع ايجابي حول اهتمامك بتعليقاتهم مهما كانت طبيعتها.
الصورة الرئيسية لصحفي يستخدم مواقع التواصل الإجتماعي بعدسة رياض شعباني