حالة التكنولوجيا في غرف الأخبار هي أوّل دراسة إستبيانيّة حول اعتماد الصحفيين على التكنولوجيات الرقمية في غرف الأخبار العالميّة. المركز الدولي للصحفيين وبالعمل مع جامعة جورج تاون قاد الدراسة بـ12 لغة، وحصل على أكثر من 2700 إجابة من صحفيين ومديري غرف الأخبار في 130 دولة.
لم يكن الفهم الشامل لهذا العصر الجديد وما يعنيه أمر طارئًا من قبل، في حين نواجه المشهد الاعلامي العالمي مع الكثير من عدم اليقين والاثارة.
سعى مسحنا اللإستبياني للإجابة على سؤال جوهري: هل يسير الصحفيون مع الثورة الرقمية؟ على الرغم من الخطوات الكبيرة المهمة في الاستفادة من التكنولوجيات الجديدة، نستنتج أن الاجابة هي لا!
لقد اكتشفنا الاتجاهات الرئيسية التالية:
لا تزال غرف الأخبار تواجه فجوة تكنولوجية عميقة.
لا يزال عدد خبراء التكنولوجيا ضئيلاً في غرف الأخبار. 5٪ فقط من موظفي غرفة الأخبار لديهم إجازات تعليمية ذات صلة بالتكنولوجيا، و2٪ من غرف الأخبار توظّف مختصّين بالتكنولوجيا. وتستخدم 1٪ منها فقط محرري التحليلات.
المدراء أكثر مهارة في وسائل الإعلام الرقمية من موظفيهم. جرى توظيف 64٪ من مدراء غرف الأخبار ممن يمتلكون خلفية في وسائل الإعلام الرقمية، مقارنة مع 45٪ من الصحفيين.
معظم غرف الأخبار لا تعيد تحديد الأدوار للعصر الرقمي. 82٪ من وظائف غرف الأخبار لا تزال في الأدوار الثابتة (المراسلون، المحررون، وكتاب التحرير). حوالي 18٪ هي من الأدوار الرقمية الجديدة (محرر وسائل الاعلام الاجتماعية، منتج المحتوى الرقمي، محرر تحليلات).
يستخدم الصحفيون مجموعة محدودة من المهارات الرقمية. من بين 23 من المهارات الرقمية التي قمنا بمسحها، معظم غرف الأخبار تستخدم في المقام الأول أربعة: النشر/التعليق على وسائل الاعلام الاجتماعية (72٪)، التقاط صور رقمية (61٪)، إشراك الجماهير على وسائل التواصل الاجتماعي (58٪)، وتوزيع المحتوى عبر منصات متعددة (56٪).
حقّقت الصحافة الرقميّة بعض المكاسب الموضوعية
تتجاوز غرف الأخبار الرقمية حصراً والمختلطة منها الغرف التقليدية في سبع من المناطق الثماني التي شملتها الدراسة.
تصدُّر أوراسيا/ اتحاد الجمهوريات السوفياتية السابقة العصر الرقمي، مع أعلى نسبة من غرف الأخبار الرقمية فقط (55٪) مقارنة بأي مكان آخر في العالم.
المنطقة الوحيدة حيثُ لا يزال ميراث وسائل الإعلام مهيمنًا هي جنوب آسيا. فهي ما تزال بطيئة في الرقميّة. ما يقرب من نصف وسائل الإعلام (43٪)، هي غرف أخبار تقليدية.
في الوقت الذي تكاثرت فيه الأخبار الوهميّة والقرصنة، اتخذ عدد قليل من الصحفيين الاحتياطات المناسبة.
فقط 11٪ من الصحفيين يستخدمون أدوات التحقق من وسائل الاعلام الاجتماعية، على الرغم من أنّ الاغلبية (%71)يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للعثور على أفكار جديدة لقصصهم.
أكثر من نصف الصحفيين (54٪) وغرف الأخبار (52٪) يفشلون في تأمين اتصالاتهم.
في حين أن معظم غرف الأخبار تجد تحديًا في كسب ثقة الجمهور، هناك استثناءان رئيسيان.
%21 فقط تحدّد بناء الثقة باعتبارها رئيسية في أوراسيا/ اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية السابق.
والمثير للدهشة أن 29٪ فقط من غرف الأخبار في أميركا الشمالية تقول إن الثقة هي قضية ملحّة، متجاوزة الاتجاه العالمي.
نماذج إيرادات جديدة آخذةً بالنشوء لكن ليست سريعة بشكل كافٍ.
أهم مولّد للإيرادات، بعد الإعلانات (70%)، توجد رعاية المحتوى (44%). المنظمات الرقمية فقط هي التي يحتمل أن تحقق عائدًا مرتين أكثر من مصادر بديلة (المساهمات الخيرية والتبرعات الفردية) كغرف إخبارية تقليدية أو مختلطة.
تفيد غرف الأخبار في البلدان النامية بأن هناك حاجة ملحة إلى خلق إيرادات جديدة. حوالي 70٪ من غرف الأخبار في جنوب الصحراء الكبرى الإفريقية، أمريكا اللاتينية، والشرق الأوسط / شمال أفريقيا تحدّد هذا الأمر باعتباره تحديًا رئيسيًا مقارنة مع 44٪ من غرف الأخبار في أميركا الشمالية.
على غرف الأخبار محاكاة تحاليل البيانات بشكل كامل لاتخاذ القرارات
أقل من نصف غرف الأخبار (45٪) تلجأ الى التحليلات يوميا.ً
تستخدم غرف الأخبار في المقام الأول بيانات التحليل لزيادة عدد الزيارات إلى مواقعها.
مشاهدات الصفحة هي المقياس الذي يحظى بأكبر قدر من الاهتمام من غرف الأخبار (%73)ويولى اهتمام أقل بكثير لمقاييس المشاركة: النشر على مواقع التواصل الاجتماعي (%46)، معدل التحويل (18٪)، وعمق التمرير (16٪).
الصحافة هي مهني الشباب.
تتراوح أعمار أكبر عدد من الموظفين في غرف الأخبار الرقمية بين 25 و29 عامًا، وبين 30 و 35 عامًا في غرف الأخبار المختلطة والتقليدية.
التدريب الرقمي الذي يريده الصحفيون لا تقدمه غرف الاخبار.
يريد (52%) من الصحفيين تدريبات على صحافة البيانات، ولكن 40% فقط من غرف الأخبار تقدّم ذلك.
تقدّم 46% من غرف الأخبار تدريب في البحث في وسائل التواصل الاجتماعي والتحقق، فيما يرى 22% من الصحفيين أنّ ذلك يساعدهم.
فقط 9% من الصحفيين يعتبرون التعاون بين أقسام غرف الأخبار أولويّة، ولكن 28% من غرف الأخبار تقدّم تدريبًا في ذلك.
استغرق المركز الدولي للصحفيين كثيرًا للوصول الى غرف الأخبار في ثماني مناطق - أوراسيا / اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية السابق، أوروبا، أميركا اللاتينية، الشرق الأوسط / شمال أفريقيا، أميركا الشمالية، جنوب الصحراء الأفريقية، جنوب آسيا، وشرق / جنوب شرق آسيا. وجدنا أنّ معظم غرف الاخبار متشابهة أكثر من انها مختلفة. مع بعض الاستثناءات، تتكيف جميع المناطق الثماني مع العصر الرقمي بطرق مماثلة. فكلّها تتشارك تبادل العمليات، الأدوات، المهارات والتدريبات. هذا التقرير غني بالرؤى حول الجوانب الرئيسية للتكنولوجيا في غرف الأخبار، والناس الذين يأخذون بالصحافة نحو المستقبل. ونحن نحثك على استكشاف ذلك، ونرحّب بتعليقاتك.