حاضنات الأعمال.. فرصة لتطوير المشاريع الإعلامية 

غالبًا ما يبحث رواد الأعمال في مجال الإعلام عن فرص تمويلية ومبادرات توجيهية، أو عن مساحات عمل منخفضة التكلفة أو حتى مجانية، يمكن أن تتيح الفرص للتشبيك وتبادل الخبرات. 

بالطبع سيكون من المفيد جدًا حصول مشروع إعلامي في بداية نشأته على إحدى هذه الإمكانيات، ولكن الأكثر إفادة هو الحصول على كل هذه الإمكانيات مجتمعة. وهو ما تعمل حاضنات ومسرعات الأعمال على تقديمه لرواد الأعمال بصفة عامة، من خلال تمكينهم وشركاتهم الناشئة من العديد من الموارد، منها ما هو معنوي كالتدريب والتوجيه والتشبيك مع منح فرص التعاون، ومنها ما هو مادي مثل مساحات مشتركة للعمل وتمويلات مالية وقروض.

وبالرغم من تواجد العديد من حاضنات ومسرعات الأعمال في المنطقة، إلا أنّ توجه المشاريع الإعلامية الناشئة للاستفادة منها يبقى ضئيلًا بالمقارنة مع عدد المشاريع الإعلامية التي يتم إنشاؤها، وهو أكدته المديرة الادارية لـ منتدى "MIT" لريادة الاعمال في المنطقة العربية والتي قدرت نسبة المشاريع الاعلامية التي قدمت لهم منذ إطلاق المبادرة بـ 6% فقط. 

في هذا المقال، تقدّم شبكة الصحفيين الدوليين بعض المعلومات للتعرف على أنواع وخدمات حاضنات الأعمال وكيفية الاستفادة منها وكذلك تستعرض بعض حاضنات الأعمال المتخصصة في خدمة المشاريع الإعلامية. 

 ما هي حاضنات ومسرعات الأعمال؟ 

في البداية من المهم جدًا التعرف على الفروقات بين حاضنات ومسرعات الأعمال، لأنه بالرغم من اشتراكها في بعض النقاط إلا أن هناك تصنيفات للتفريق بينها، حتى لا يقع الخلط فيما بينها وذلك حسب الخدمات التي تقدمها، ويمكن تصنيفها كالتالي: 

 حاضنات الأعمال: هي مؤسسات تقدم لحاملي أفكار المشاريع فرصًا عديدة تتمثل بالإرشاد والتوجيه للحصول على الدعم المالي والتقني، أو على استثمارات وقروض، وتعزيز فهم رواد الأعمال لقواعد الدخول أو الخروج الخاصة بجولات التمويل. 

كما تعمل على تقديم التوجيهات بشأن تأمين المشاريع من سرقة الملكية الفكرية، وتساهم أيضًا من خلال خدماتها الاستشارية في تطوير نماذج الأعمال وتحسينها، ويمكن أن تضم مساحات مشتركة للعمل وذلك خلال فترات زمنية محددة. 

مسرعات الأعمال: يمكن اعتبار خدماتها قريبة شيئًا ما من الخدمات التي تقدمها سابقتها أي حاضنات الأعمال، وكما يبدو من اسمها فهي تتميز بتقديم خدمات لتسريع تطور المشاريع الناشئة وتوسعها وحصولها على التمويلات أو استثمارات، وفي أغلب الأحيان يكون ذلك مقابل الحصول على حصة من المشروع، وتستغرق هذه العملية بين ثلاثة وستة أشهر وفي حالة الحاجة إلى وقت أطول ويمكن تمديد المدة حسب الاتفاق بين أصحاب المشاريع ومسرعات الأعمال. 

وغالبًا ما تعمل بعض المنصات والمؤسسات على تقديم الخدمتين مع إضافة خدمة مساحات العمل المشتركة Co-Working spaces. 

هل هناك حاضنات ومسرعات أعمال متخصصة في دعم المشاريع الإعلامية الناشئة؟ 

مع التطور الذي يعرفه ميدان الإعلام وظهور نماذج عمل جديدة تميزت بدمج التكنولوجيا الحديثة في تطوير الإعلام. برزت أهمية مواكبة هذا التطور، بحيث توجهت مؤسسات عاملة في مجال احتضان مشاريع ريادة الأعمال إلى تبني مقاربة تخصصية عبر إطلاق حاضنات ومسرعات أعمال نوعية حاضنة وداعمة للمشاريع الإعلامية الناشئة. 

من بين هذه الحاضنات المتخصصة في احتضان المشاريع الإعلامية، نذكر مركز الابتكار الإعلامي IN5 Media الذي يقدمه مؤسسوه بأنه موطن لمئات الشركات الناشئة في مجال الإعلام. ويقع في مدينة دبي للإنتاج ويقدم خدماته لمختلف المشاريع الإعلامية الناشئة في معظم الدول العربية، ويوفر للشركات الناشئة في مجال الإعلام إمكانية الوصول إلى مرافق مخصصة مثل مساحات العمل المشتركة والمكاتب الخاصة والغرف الخضراء للتصوير، وغرف العرض واستوديوهات التسجيل وأجنحة التحرير ومعدات الإنتاج، كما يوفر فرصة المشاركة في ورش العمل والوصول إلى المستثمرين. بالإضافة إلى ذلك يعطي إمكانية عرض المشاريع الإعلامية في الملتقيات العالمية مثل Dubai Lynx. 

 وهناك أيضًا برنامج Media Loves Tech  الذي تقدمه أكاديمية دويتشه فيله مع شركائها، ويسعى إلى تعزيز الابتكار في المشهد الإعلامي في تونس، المغرب، والجزائر من خلال تنظيم مسابقة لاختيار مشاريع إعلامية ناشئة في مرحلة التصميم، أو في مرحلة ما قبل التسويق من أجل مواكبتها واحتضانها وتدريب مؤسسيها من قبل خبراء لتطوير هذه المشاريع. وتحصل بعض المشاريع التي تختارها اللجنة على جوائز مالية تصل إلى 1000 يورو، ويمكن متابعة صفحة البرنامج للتعرف على فترات فتح التسجيل من أجل التقديم للمشاركة. 

وسبق أن أطلق المركز الدولي للصحفيين بالتعاون مع معهد الجزيرة للإعلام برنامجًا لاحتضان ودعم المشاريع الإعلامية الرقمية التي يقودها الشباب، عبر تمكينهم من تجربة تدريب تمتد لأشهر في مجال تأسيس وتطوير الشركات الإعلامية الناشئة والمتخصصة في المجال الرقمي، وذلك بغية المساهمة في تقديم الحلول التقنية والفنية الكفيلة بإخراج هذه المشاريع إلى حيز الوجود، والمساهمة في عملية التحول الرقمي لغرف الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي. 

ومع توافر هذه الفرص وغيرها من التجارب الكثيرة، فما على رواد الأعمال في مجال الإعلام إلا البحث عن الفرص المناسبة والتقدم لها للاستفادة من كل المميزات المقدمة. 

كيف يمكن الاستفادة من خدمات حاضنات ومسرعات الأعمال؟ 

بعد التعرف على مميزات كل من حاضنات ومسرعات الأعمال والبعض منها المتخصصة في دعم المشاريع الإعلامية الناشئة، فإن ما يشغل بال رواد الأعمال هو التعرف على كيفية الاستفادة من خدمات هذه المنصات. 

غالبًا ما يكون التقديم من الموقع الخاص بالحاضنة أو مسرعة الأعمال التي يتم اختيارها حسب الحاجة والمنطقة التي يتواجد فيها المشروع، خصوصًا وأن غالبية مسرعات الأعمال بشمال إفريقيا والشرق الأوسط لا تغطي كل دول المنطقة وربما تغطي بلدًا واحدًا. لهذا من الواجب التأكد من كون المنصة تغطي بلد اشتغال المشروع خاصة بكم، لا سيما أنّ بعض المنصات تشترط الحضور إلى مكاتبها من أجل الاشتغال منها أو حضور الدورات التدريبية التي تكون ضمن برنامج الاحتضان. 

 كما أنه المهم جدًا فهم أنه لكل حاضنة أو مسرعة أعمال شروطها الخاصة، وقد تختلف هذه الشروط بخصوص فترات الاحتضان وتسريع الأعمال التي قد تكون بين 3 أشهر و6 أشهر كما ذكرنا سابقا ويمكن أن تمتد لغاية سنة كاملة في بعض الأحيان كما هو حال بالنسبة لـ  Flat6Labs التي تدوم فيها مرحلة تسريع الأعمال على الأقل أربعة أشهر، وتغطي 7 دول هي : مصر، لبنان، تونس، البحرين، الأردن، الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية. 

وهناك منصات تصل فيها فترات التسريع إلى 6 أشهر مثل Oasis 500 وتضم هذه الفترة برنامج تدريب عملي لتسريع الأعمال من خلال برنامج معرفي، يشمل إرشادًا تقنيًا، بالإضافة إلى خدمات إدارية تشمل مساحة مكتبية، خدمات محاسبية وتدقيقية وتغطي فقط الأردن. 

أما فيما يتعلق بتكلفة الاستفادة، فهي تختلف كذلك حسب كل حاضنة أو مسرعة أعمال بحيث يمكن أن تكون الخدمات مجانية كما هو الحال بالنسبة لمسابقة الشركات العربية الناشئة التابعة منتدى MIT لريادة الأعمال  وبالنسبة لبرنامج Media Loves Tech، ولكن في أحيان أخرى يمكن أن تطبق تكاليف للاستفادة من الخدمة وتكون التكلفة عبارة عن حصة من رأس مال الشركة الناشئة وهو ما ينطبق على Flat6Lab كمثال التي تشترط الحصول على 10 في المئة من أسهم جميع الشركات الناشئة المشاركة.  

لهذا يجب قبل التقدم بفكرة المشروع لأي حاضنة أو مسرعة أعمال قراءة الشروط جيدًا أو الاتصال مباشرة للاستفسار عن كل التفاصيل. 

الصورة الرئيسية تحمل رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة جون شنوبريتش.