على الرغم من أن الحرب ليست بمادة مضحكة، يحاول شاب ليبي-أميركي، رسم ابتسامة عريضة عبر صفحات الانترنت، من خلال تجميعه لمواد متنوعة تغطي الأزمة الجارية في ليبيا بشكل طريف وملاصق للحدث في آن. مسلطاً الضوء على مجريات الحرب الموجعة ومحافظاً على الموضوع الليبي في الواجهة، في محاولة منه للإحتفاء بالمطالبين بالحرية.
تتبعت شبكة الصحفيين الدوليين "الليبي الملحمي" epiclibyan الذي ظهر فجأة عبر رابط على موقع Tumblr، والتي استخدمها كـ"هاش تاج" على تويتر ليحصد الكثير من المهتمهين لأسلوب توثيقه للأحداث الراهنة.
عدد كبير من المدونيين والمواطنين الصحفيين عملوا على استخدام وسائل الاعلام الاجتماعي، لإبقاء أخبار ليبيا في الواجهة، كما فعل على سبيل المثال موقع ليبيا 17 شباط /فبرايرLibyaFeb17.com و موقع من أجل ليبيا، لكن epic Libyan أي "الليبي الملحمي" فيقوم بذلك مستخدماً النكتة.
وفي وسط تكاثر التقارير الصحفية المتحدثة عما سمى بـربيع العرب اثار "الليبي الملحمي" انتباه برنامج قناة الجزيرة، وتحديداً البرنامج المتخصص بمحتوى وسائل الاعلام الاجتماعي The Stream ، الذي عمل على تغطية الموضوع.
يبلغ حمزة مالك، 24 عاما، وهو طالب في كلية الطب في ديترويت. يعرّف عن نفسه بأنه من أب ليبي وأم أميركية وأنه عموما "يحب ممارسة الرياضة ، واللعب ببرامج الكومبيوتر والتسكع مع الأصدقاء".
في الـخامس من آذار/ مارس ، بدأ بوسم الصور بواسطة "هاش تاج" : "الليبي-الملحمي" "# EpicLibyan". ثم تطورت الفكرة الى تدوين عبر "تمبلر". والتي انطلقت في 28 آذار/مارس، مظهرة جانباً مغايراً للصراع في ليبيا، من خلال تعليقاته على صور بشيء من الدعابة والسخرية السوداء، كما فعل بالتعليق على مقاتل شاب متلحّف بـ"قلادة [من]الذخيرة"، أو امرأة "مسلحة بأحذية متفجرة". وخلال أيام معدودة حصل IbnOmar 2005، أي ابن عمر 2005 (مذكراً بأنه من ابناء عمر، أي عمر المختار)، وهو حسابه على "تويتر" المرتبط بحسابه على "تمبلر"، على شعبية واسعة حاصداً أتباعاً يصل عددهم الى أكثر من 2000 مدون على موقع التدوين المصغر تويتر.
بتجربة فريدة من نوعها، قامت شبكة الصحفيين الدوليين بإجراء مقابلة مع مالك عن طريق "تويتر".
شبكة الصحفيين الدوليين: ما الذي دفعك لتبدأ كل ذلك؟
حمزة مالك : بدأت عندما رأيت لأول مرة مناضلاً من الزاوية. من الصعب جداً أن أصف ما شعرت به عندما رأيته للمرة لأولى. لكنه ظهر أمامي كبطل ملحمي.
صورته هي الأولى على "تمبلر" Tumblr. بمجرد النظر الى وجهه، بدا لي أكبر من الحياة. لذا قررت إضافة تعليق توضيحي إلى صورته، شيئا شبيهاً بـ"حقائق تشاك نوريس" في محاولة لجعله "حديث الانترنت".
بعد فترة من الزمن، اقترح على أحدهم، جمع كل هذه الصور التي كتبت التعليقات عليها، ووضعها في موقع واحد، ففعلت.
شبكة الصحفيين الدوليين : ما كنت تأمل تحقيقه من خلال ذلك؟
ح. م. : يحتاج الناس حقاً لرؤية الحماسة الفعلية للمقاتلين من أجل الحرية ومن أجل هذه الثورة. هذا الرجل ربما لم يحمل بندقية في حياته، ولكن عندما سمحت له فرصة للكفاح من أجل الحرية، لم يتردد في ذلك. ويمكن أن ترى ذلك من الصور أنه كان يستمتع بكل لحظة.
ومع استمرار الثورة، كان هناك أكثر من صورة مميزة، اظهرت "براءة" المقاتلين من أجل الحرية، لذلك كنت أشير اليها في "تويتر" وإضيف عبارة : هاش تاج #EpicLibyan، كما كنت أضيف اليها تفسيري الخاص، في محاولة مني لجذب الانتباه الى إنسانيتهم وشجاعتهم. وهكذا بدأ كل شيء.
شبكة الصحفيين الدوليين : ما قصة الاسم؟
ح. م.: حسنا، بالنسبة للجانب لتعبير"ملحمي" أعتقد آن الموضوع واضح [هناك اشارة الى العمل البطولي]. أحصل على العديد من الصور من خلال reddit.com، حيث يحمّل الناس الصور ويقومون بالتعليق عليها. أشعر أن المقاتلين من أجل الحرية الليبية، فريدين من نوعهم للغاية. فليبيا لم تكن بلاداً تمزقها الحرب من قبل، وفجأة حصل ما حصل.
شبكة الصحفيين الدوليين : والدك ليبي، ماذا يقول عن ذلك؟ هل لديك عائلة هناك؟
ح. م. : يعجبه ما أقوم به ويقدّم لي بعض الإقتراحات. عائلتي وأصدقائي هناك، في ليبيا. وأنا عشت في ليبيا لبضع سنوات هناك، فبالطبع أقلق كثيراً عليهم.
شبكة الصحفيين الدوليين : ما الدور الذي تعتقد أن وسائل الاعلام الاجتماعي تلعبه في الوقت الحالي؟
ح. م.: أشعر بأن وسائل الاعلام الاجتماعي والانترنت هي المكان الذي يحصل الناس فيه على معظم أخبارهم في الوقت الحاضر. في السابق كان يجري ذلك عبر التلفزيون، وقبله الإذاعة، وقبله الصحف، وقبله بتناقل الأخبار شفهياً، الخ. لكن ما يجعل وسائل الاعلام الاجتماعي وسيلة عظيمة هو إمكانية أن يساهم الجميع في بث المعلومات، وكم من السهولة بمكان أن تنتشر الرسالة بسرعة في جميع أنحاء العالم. لا ضوابط على وسائل الاعلام الاجتماعي، فيتم التحكم فيها من قبل الأشخاص. فعندما تقوم مجموعة كبيرة بالتحدّث عن حدث معين، فلا بدّ أن يستمع بقية العالم إليهم.
شبكة الصحفيين الدوليين: كيف للدعابة أن تساعد برأيك، عندما نتحدث عن شيء مثل الاشتباكات في ليبيا؟
ح. م.: أعتقد أن ذلك يجعلها أكثر قرباً من الناس، أكثر إنسانية. يفضّل الناس رؤية أشياء تجعلهم يبتسمون، وتحويلها الى مصدر إلهام.
في وقت لاحق، عندما سينظر الناس الى صور الحرب، المحبطة والحزينة، سيشعرون بالإكتئاب. ولكن هذه الثورة هي شيء سعيد، شيء جيد. إنه شيء يجب أن يحتفل به الجميع. هذه البطولات "لليبيين ملحميين" أشعر بأنها مصدر الهام.