تمكين الحقيقة: التواصل الاستراتيجي للصحفيين

بواسطة IJNet
Mar 24, 2023 في استدامة وسائل الإعلام
صورة تعبيرية

يوم الخميس، الموافق 23 مارس/آذار، قدم المركز الدولي للصحفيين وبدعم من مؤسسة سكريبس هوارد، الجلسة الرابعة من المؤتمر العالمي لتمكين الحقيقة "Empowering the Truth"، تحت عنوان "التواصل الاستراتيجي للصحفيين"، قدّمتها المدربة كريمة غانم، وهي من أبرز الخبراء المغاربة في التواصل وناشطة في قضايا النوع الاجتماعي والتنوع والشباب، كما أنّها صحفية ورئيسة تحرير تنفيذية في مجلة The New Africa Magazine وصحفية مستقلة مع جريدة Morocco World News وترأس المركز الدولي للدبلوماسية وهي المديرة التنفيذية لمؤسسة أفريقيا بيتي، ولديها 20 سنة من الخبرة المهنية في المجالات المتعلقة بتطوير وتقييم السياسات العمومية، والتواصل الاستراتيجي والرقمي، والإعلام، والدبلوماسية، وتطوير وإدارة المشاريع والمنح.

وتضمّنت الجلسة محاور مختلفة ومتسلسلة مثل التواصل الاستراتيجي بالنسبة للصحفيين والمؤسسات الإعلامية، التغييرات الحالية في المشهد الإعلامي، أهم أساليب التواصل الاستراتيجي التي يستخدمها الصحفيون، التخطيط الاستراتيجي لخلق نموذج عمل تجاري فعال للمؤسسة الصحفية، الدور الاستراتيجي للعلاقات العامة في العمل الصحفي، التسويق والإعلانات في العمل الصحفي ورهانات أخلاقيات المهنة واستقلالية المحتوى على الخصوص، المهارات الصحفية الجديدة وكذلك الذكاء الاصطناعي والعمل الصحفي.  

في بداية الجلسة، تحدثت المدربة عن أهمية معرفة الصحفي أو المؤسسة الإعلامية لمكانهما أو بمعنى أصح تموقعهما في المشهد الإعلامي، والسعي لتطوير الهوية، نظرًا للتغيرات الكبيرة والمتسارعة التي تعرفها الساحة الإعلامية والتي مسّت مختلف وسائل الإعلام السمعية، البصرية، المطبوعة والإلكترونية. وأشارت إلى نقطة هامة قد يغفل عنها الصحفي أو المؤسسة الإعلامية وهي المحتوى المولد من طرف المستخدم، حيث يشارك المستخدمون الآن بشكل أكبر في إنشاء المحتوى على منصات التواصل، ونتج عن ذلك ما يعرف اليوم بـ"المؤثرين"، و"مشاهير صفحات التواصل"، وهذا لا يمنع أن يستعمل الصحفي المحتوى بما يتناسب وعمله وفق أخلاقيات المهنة.  

وفي تعريفها للتواصل الاستراتيجي، ركزت المدربة كريمة غانم على العملية التفاعلية بين الصحفي والجمهور بهدف تحقيق أهداف معينة وتأثير إيجابي للمجتمع، وأوضحت ضرورة وجود رؤية محددة للصحفي تدفعه للعمل للوصول إلى تجسيدها. 

 ويعتمد التواصل الاستراتيجي على ثلاث نقاط رئيسية: 

  • التواصل الداخلي: ويقصد به مدى تماسك الفريق والالتزام بالأهداف التنظيمية للمؤسسة الصحفية. 
  • التواصل الخارجي: يشمل جميع الإجراءات التي تنفذها المؤسسة الإعلامية لمخاطبة جمهورها الخارجي. 
  • التخطيط الاستراتيجي: يعني تحديد الرسائل الرئيسية لنقلها لمختلف الفاعلين وتحديد قنوات التواصل المناسبة بغرض تحقيق أهداف التواصل. 

صورة من الجلسة

 كما تطرقت المدربة إلى ضرورة امتلاك الصحفي مهارات أخرى من أجل مباشرة العمل على التواصل الاستراتيجي، وخاصة تلك المتعلقة بالجانب التقني في صناعة المحتوى وتواجده على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، ومن أبرز المهارات:

  • المرونة: ستسمح لك بالاندماج بشكل جيد وفي أغلب المشاركات.  
  • الشفافية: حتى يستطيع الصحفي بناء ثقة الجمهور عليه أن يكون صادقًا وواضحًا في كل ما يقول ويكتب.  
  • التركيز: يجب على الصحفي التركيز على القضايا التي تهم الرأي العام.  
  • التواصل: يجب على الصحفي التواصل مع جميع فئات المجتمع، سواء كان ذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال حضور المؤتمرات والأحداث. 

صورة

وتشدد المدربة على إيلاء عناية خاصة بشبكة العلاقات العامة للصحفي، لأنها تساعده في تحقيق أهدافه المهنية وتطوير علاقته مع المجتمع. 

ولأنّ الاهتمام بالمهارات اللازمة قد يعرض الصحفي لضغوطات، اقترحت غانم أهم أساليب التواصل الاستراتيجي التالية:   

  • فهم الفئة المستهدفة: فهم الجمهور واحتياجاته. 
  • تحديد الأهداف: تكون ملائمة، محددة زمنيًا، قابلة للقياس، وقابلة للتحقق. 
  • اختيار القنوات المناسبة: مثل وسائل التواصل الاجتماعي، النشرات الإخبارية عبر البريد الإلكتروني أو البودكاست.  
  • صياغة رسالة مقنعة: أن تنقل المعلومات الأساسية بطريقة تلقى صدى لدى الجمهور المستهدف. 
  • بناء العلاقات: يجب أن يركز الصحفيون على بناء علاقات مع جمهورهم من خلال الانخراط معهم بانتظام والرد على ملاحظاتهم.  
  • قياس النجاح: سيساعدك هذا الأمر في تحديد مجالات التطوير وصقل استراتيجيتك بمرور الوقت.  
  • الأخلاقيات في التواصل الاستراتيجي: يجب على الصحفيين الالتزام بالمعايير الأخلاقية.  

وبالنسبة للمؤسسة الصحفية، فقد نصحت المدربة كريمة غانم باستعمال التخطيط الاستراتيجي لخلق نموذج عمل تجاري فعال للمؤسسة، لضمان استدامتها ونجاحها في المستقبل، ومع الأخذ بعين الاعتبار ما يلي:  

  • تحديد أهداف المؤسسة: يجب أن يكون الهدف متناسبًا مع اهتمامات الجمهور.  
  • اختيار نظام تشغيل مناسب لإدارة عملية إصدار الأخبار.
  • الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة لإيصال رسائلها بشكل فعال.
  • استغلال شبكات التواصل الاجتماعي في نشر محتوياتها.  

إنّ نموذج العمل التجاري الفعال يحتاج أيضًا إلى عملية تسويق فعالة، وفي هذا الصدد أشارت المدربة إلى التسويق والإعلانات الصحفية كأهم الأدوات التي يستخدمها المسوقون لترويج المنتجات والخدمات وزيادة المبيعات. ولكن يجب أن يتبع المسوقون بعض الأخلاقيات المهنية في هذا المجال، ويتمثل ذلك في:   

  • الصدق والشفافية 
  • عدم استغلال الأطفال 
  • احترام خصوصية المستهلك 
  • تحديث الإعلان 
  • احترام قانون حقوق التأليف والنشر 
  • تجنب الأخبار الزائفة 

وبينت المدربة أهمية التواصل الاستراتيجي الذي له دور فعال في المسار المهني للصحفي وكذلك للمؤسسة الصحفية، فهو يساهم في إعداد برامج إعلانية مستهدفة والاستجابة لطلبات محددة. 

وقبل أن تختم كريمة غانم الجلسة، خصصت جزءًا للحديث عن الذكاء الاصطناعي والعمل الصحفي، الذي يمكن استغلاله في توجيه الصحفيين للموضوعات الأكثر اهتمامًا لدى القراء، ولتحديد القنوات الأكثر فعالية في التواصل مع الجمهور. وذكرت المدربة بعض الآليات مثل استخدام chatbots لتزويد القراء بإجابات سريعة للأسئلة الشائعة، أو استخدام أدوات مثل WATSON ANALYTICS ،MELTWATER، لاكتشاف وتتبع إشارات الوسائط الاجتماعية وتحديد القصص. أما في المجال السمعي فهناك التقنيات مستندة على الذكاء الاجتماعي مثل OTTER أو TRINT التي يستخدمها الصحفيون لنسخ التسجيلات الصوتية مما يسهل تحرير المحتوى وإعادة استخدامه.   

إشارةً إلى أنّ هذه الجلسة هي رابع جلسات المؤتمر العالمي لتمكين الحقيقة "Empowering the Truth"، الذي يقدمه المركز الدولي للصحفيين كل خميس من شهر مارس/آذار الجاري. وقد تناولت الجلسة الأولى البودكاست في المنطقة العربية وكيفية توظيف الصوت في السرد القصصي، والجلسة الثانية كانت عن رواية القصص باستخدام الهاتف المحمول وكيفية إعداد الفيديوهات وتمحورت الثالثة حول إنشاء محتوى لوسائل التواصل الاجتماعي. وتبث الجلسات على صفحة فيسبوك الخاصة بشبكة الصحفيين الدوليين ويمكن مشاهدتها من خلال النقر هنا

يمكنكم مشاهدة الجلسة الأولى بعنوان "رواية القصص الصوتية المتقدمة للصحفيين" التي قدمها المدرب سليم سلامه، من خلال النقر هنا.

يمكنكم مشاهدة الجلسة الثانية بعنوان "إعداد القصص والفيديوهات باستخدام الموبايل" التي قدمها المدرب عبدالله الكفاوين من خلال النقر هنا.

يمكنكم مشاهدة الجلسة الثالثة بعنوان "إنشاء محتوى لوسائل التواصل الاجتماعي" التي قدمتها المدربة سارة حطيط من خلال النقر هنا.

يمكنكم مشاهدة الجلسة الرابعة بعنوان "التواصل الإستراتيجي للصحفيين" التي قدمتها المدربة كريمة غانم من خلال النقر هنا.

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة ديلان جيليس.