"تلفزيون وائع": فيلم وثائقي أكاديمي يناقش واقع الإعلام المرئي اللبناني

بواسطة Bayan Itani
Oct 30, 2018 في الصحافة متعددة الوسائط

"تلفزيون وائع" هو فيلم وثائقي يناقش واقع الإعلام المرئي في لبنان، وتحديداً قطاع التلفاز. أعدت هذا الفيلم الآنسة مايا مجذوب من لبنان، وهي معدة برامج إعلامية وباحثة.

وقد جاء هذا الفيلم كمشروع لتخرجها بدرجة الماجستير في الدراسات الإعلامية من الجامعة الأميركية في بيروت. وبنهاية مشروعها، حازت مجذوب على جائزة كامل مروّة في الدراسات الإعلامية للعام ٢٠١٥. شبكة الصحافيين الدوليين كان لها لقاء مع مجذوب للتعرف أكثر إلى واقع قطاع التلفزيون في لبنان.

 

شبكة الصحافيين الدوليين: ما سر اختيار هذا العنوان للفيلم؟

مايا مجذوب: عنوان الفيلم هو "تلفزيون وائع"، وقد تعمّدت استخدام الهمزة بدل القاف فيه. يمكن للعناوين أن تعكس بكلمات بسيطة عدة معاني بالوقت ذاته. وهذا العنوان يحمل معنيين أساسيين: الأول يلمح إلى تلفزيون الواقع reality TV وإلى الواقع اللبناني المنقسم. أما الثاني فيأتي بمعنى الوقوع أو الهبوط بمستوى الإعلام اللبناني.

 

شبكة الصحافيين الدوليين: لماذا اخترتِ أن يكون مشروع تخرجكِ عن هذا الموضوع؟

مايا مجذوب: من ناحية لدي فضول شخصي واهتمام بالمواضيع الاعلامية، خاصة فيما يتعلق بالإعلام المرئي والتلفاز. ومن ناحية أخرى، لاحظت أنه في كل صراع في لبنان، يكون التلفاز جزءاً أساسياً، بل وحتى محركاً للصراع في بعض الأحيان. هذه الظاهرة لفتتني، وأحببت أن أوظّف دراستي لتفكيكها وفهمها بمختلف أبعادها.

وبهذا الصدد، اخترت أن يكون مشروعي عبارة عن فيلم بدلاً من أطروحة أكاديمية، لأن الفيلم أقرب للناس ومن الأسهل مشاهدته والاستفادة منه.

 

شبكة الصحافيين الدوليين: ما هي هيكلية فيلم "تلفزيون وائع"؟

مايا مجذوب: الفيلم مدّته 52 دقيقة، وهو باللغة العربية، ويمكن تقسيمه إلى محورين. المحور الأول يُعنى بالجانب التاريخي لقطاع الإعلام المرئي في لبنان، وقد استعنت لتوثيقه بأرشيف التلفزيون الرسمي اللبناني "Tele Liban". أمّا المحور الثاني فهو عبارة عن جولة على المحطات التلفزيونية المحلية في لبنان، يدرس كيف بدأت هذه المحطات، من تمثّل، ما هي سياساتها، وأبرز الأحداث التي تعرضت لها.

 

شبكة الصحافيين الدوليين: ما هي أهم النتائج التي استخلصتيها عن واقع التلفاز في لبنان؟

مايا مجذوب: لعلّ الفكرة الرئيسية هي أن تركيبة القطاع التلفزيوني في لبنان ترسّخ شرعية السلطة وتعيد إنتاج الخطاب الطائفي والشرعية لأمراء الحرب. التلفاز في لبنان ليس فقط جزء من منظومة فاسدة، بل العديد من المحطات المحلية تعيد إنتاج وترسيخ هذه المنظومة.

من الخارج يظهر التلفاز اللبناني بطابع ليبرالي حضاري، لكن من يدرس واقع التلفاز يُدرك أن القوى التقليدية هي المسيطرة على هذا القطاع.

 

شبكة الصحافيين الدوليين: كيف أصبح الإعلام المرئي في لبنان بهذا الحال؟

مايا مجذوب: إذا راجعنا المعطيات التاريخية، نجد أن التلفاز في لبنان كان مملوكاً من القطاع الخاص، وكانت أهداف القنوات الأولى تجارية بحتة. لكن في السبعينيات، خلال فترة الحرب الأهلية، انتشرت العديد من القنوات الجديدة التي تمثّل الأحزاب والجهات المتنازعة، وجميعها كانت تبث بشكل غير شرعي. حتى أنه مع نهاية الحرب كان هناك حوالي 40 محطة تلفزيونية، لكن قانوناً كانت المحطة الوحيدة المشرّع لها البث هي تلفزيون لبنان.

وبعد نهاية الحرب، لم تتم معالجة الفوضى الإعلامية بالشكل المطلوب، بل تم توزيع الرخص الإعلامية على أسس طائفية وسياسية بحتة. ولهذا السبب، نرى أن غالبية المحطات التلفريونية في لبنان اليوم تابعة لأحزاب. لا نجد محطات متخصصة للنساء أو للشباب أو للرياضة. وباعتقادي، كان من الجائز أن يكون الأمر مغايراً لو أن قوانين الإعلام في لبنان صيغت بطريقة أخرى.

 

شبكة الصحافيين الدوليين: لكن أليس هناك من إيجابيات في تاريخ أو واقع التلفاز اللبناني؟

مايا مجذوب: هناك العديد من النقاط الإيجابية، وأذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر اثنتان. الأولى هي أن أول محطة تجارية مملوكة من القطاع الخاص في العالم العربي انطلقت في لبنان في العام 1959. والثانية هي أن الدولة اللبنانية - بحسب العديد من المصادر - كانت ثالث دولة في العالم تعتمد نظام SECAM الفرنسي للبث بالألوان بعد فرنسا والاتحاد السوفياتي السابق.

 

شبكة الصحافيين الدوليين: هل تضمّن الفيلم حلولاً للمشكلة التي استعرضها؟

مايا مجذوب: الفيلم كان مرفقاً بورقة بحثية، وقد تضمّنت هذه الورقة عدداً من المقترحات، منها: تفعيل دور المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع في لبنان بإعطائه صلاحيات لضبط الوضع عوضاً عن صلاحيات استشارية بحتة، وتعزيز الثقافة النقدية عند الجمهور وتوعيتهم اعلامياً وسياسياً لرصد الأخطاء، بالإضافة إلى تعزيز الاختلاط المذهبي في طواقم عمل المحطات التلفزيونية.

 

شبكة الصحافيين الدوليين: هل من كلمة أخيرة ترغبين بإضافتها؟

مايا مجذوب: أريد توجيه دعوة عبر شبكة الصحافيين الدوليين إلى إعادة الاهتمام بالتلفزيون الرسمي اللبناني Tele Liban وتحديداً فيما يخص الحفاظ على أرشيفه. يمتلك تلفزيون لبنان ما يعادل 50 ألف ساعة من المواد الأرشيفية، وهي معرضة للتلف في حال لم يتم إنقاذها عبر تحويلها لمواد رقميّة.

الصورة من مايا مجذوب.