قدمت الصحفية السورية رشا فائق، مديرة تحرير الفنار للإعلام، العديد من النصائح عن كيفية التخطيط للكتابة من أجل تغطية قضية التعليم في ظل أزمة كوفيد-19 في الوطن العربي. وذلك خلال الويبنار الذي يقدمه المركز الدولي للصحفيين ضمن برنامج حلول منصات التواصل الاجتماعي.
عملت "رشا" كصحفية مستقلة في سوريا على تغطية قضايا المال والأعمال والمواطنة والشباب والثقافة وتعاونت في عملها مع مؤسسات صحفية عالمية. خلال الجلسة تحدثت رشا عن أهمية الكتابة عن التعليم خلال الأزمات وخصوصاً تعليم الفئات المستضعفة والمهمشة، كما قامت بمشاركة بعض التجارب حول أساليب الكتابة الصحفية في هذا المجال.
صحافة التعليم :صحافة متخصصة لجمهور متخصص
في بداية الجلسة، أشارت رشا أن صحافة التعليم هي بالتأكيد صحافة متخصصة بموضوعها ولكن ليس بأسلوبها او شكلها، فهي تستخدم أساليب تقليدية كأي نوع آخر من الصحافة مثل الصحافة السياسية والصحافة الاقتصادية.
فيما يخص جمهور صحافة التعليم، ترى ضيفتنا، أنه يتكون بالأساس من الفئات التي تهتم بقضايا التعليم مثل الطلاب والأساتذة بالاضافة الى صناع القرار والمستثمرين وايضاً اولياء الامور. بناءً على ذلك، فجمهور صحافة التعليم هو ليس جمهوراً متخصصاً بما انه موجه لفئة واسعة جدا من المجتمع بل هو جمهور متنوع في مستوياته التعليمية والثقافية. أضافت كذلك، أن القصة الصحفية حول مجال التعليم مشابهة للقصص الصحفية العامة والتي تستهدف جمهوراً عاماً.
مواضيع وقضايا التعليم في الصحافة
بحسب رشا، إن الطلاب والأساتذة هم الطرفين الأساسيين في العملية التعليمية، يضاف إليهما المناهج والكتب الدراسية وأساليب التدريب والتكنولوجيا المتعلقة بها. من القضايا المهمة في صحافة التعليم هي مواضيع المساواة في السلك التعليمي، قضايا القبول المدرسي والجامعي، الامتحانات والسياسات التعليمية، والقرارات الإدارية، ويضاف إليها أيضاً مواضيع القضايا النسوية في قطاع التعليم وحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها أيضاً.
أهمية الكتابة حول قضايا التعليم
تقول رشا أن "التعليم حاجة أساسية لأنه حق من حقوق الإنسان ويهم شريحة واسعة من المجتمع كونه قطاع اقتصادي حيوي يخصص له مبالغ هامة من ميزانية الدول".. وفي ظل الحروب والأزمات والأوبئة، تبرز أهمية الكتابة عن التعليم بشكل أكبر كون هذا القطاع هو المتضرر الأول خلال الأزمات والكوارث. إذ تستمر نتائجها لسنوات او قد لا تظهر نتائجها الكارثية إلا بعد حين. و تشدد هنا على اهمية التعليم كونه منقذاً للحياة، "فهو لا يوفر الأمان والحماية فحسب، بل إنه يغرس الأمل في مستقبل أكثر إشراقا".
التعليم في سوريا: بيانات تعكس حجم الضرر
استعانت رشا ببيانات الأمم المتحدة حول حالة التعليم بسوريا، خلال عامين فقط، فلقد سجلت الأمم المتحدة 380 هجوم على المرافق التعليمية واستخدام أكثر من 50 مدرسة لأغراض عسكرية، كما تعرضت حوالي ٪40 من البنية التحتية للمدارس للضرر أو الدمار.
هناك أكثر من مليوني طفل، أي ثلث الأطفال السوريين خارج المدارس بينما يواجه 1.3 مليون طفل خطر التسرب المدرسي في ظل الحاجة الماسة إلى الدعم النفسي والاجتماعي المختص لتحقيق تعليم فعال.
تأثير كوفيد 19على التعليم في العالم العربي
لقد تسببت جائحة كوفيدـ19 حالياً في أزمة حقيقية تطال قطاعات مختلفة على رأسها التعليم. بدأت الجائحة منذ نحو أربعة أشهر ومرشحة للاستمرار لنهاية العام على أقرب تقدير. المدارس والجامعات هي أولى المؤسسات التي تم إغلاقها مما أدى إلى تغيير شكل وأسلوب التعليم في المنطقة العربية. توضح رشا بأن قطاع التعليم لم يكن جاهزاً لمواجه هذه الأزمة إذ اضطر العاملين في هذا القطاع لعمل نقلة غير مسبوقة عن طريق استخدام التعليم الالكتروني (التعليم عن بعد) ما يمثل فرصة جيدة لتطوير هذا المجال.
ختمت ضيفتنا قائلة، بأن الكتابة حول التعليم اليوم يجب أن تشمل ثلاث مستويات، وهي المدى القصير (الحلول والبرامج البديلة المتاحة الآن للاستخدام)، المدى المتوسط (إعادة إلحاق لأشخاص الذين استبعدوا من العملية التعليمية) وعلى المدى البعيد (إنشاء انظمة تعليمية للتخفيف من المخاطر وإدارتها في حالة الطوارئ مستقبلاً).
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على إنسبلاش بواسطة جون شنوبريش.