تعرفوا على "شعب قنا" تجربة صحافية محلية من جنوب مصر

بواسطة Ahmed Abbas
Oct 30, 2018 في مواضيع متنوّعة

تعاني الصحافة المحلية في مصر من مشاكل عديدة، أهمها ضعف التمويل، وضعف القدرات الصحافية والتحريرية لدى العاملين فيها، لكن الصحافي الشاب سعيد عطية قرر أن يخوض بنفسه تجربة إصدار صحيفة ورقية وموقع الكتروني في مدينة قنا جنوبي مصر معتمداً على نفسه فقط.

يقول سعيد: "في الحقيقة فكرة إنشاء جريدة محلية كانت تراودني منذ أن كنت طالباً في المرحلة الثانوية، كنت هاويا للصحافة آنذاك، ولم أكن أتخيل انه سوف تتحول إلى عمل". أصدر سعيد في تلك الفترة نشرة غير دورية تحمل اسم "صرخة وطن" داخل الجامعة، كما أصدر مجلة "صوت الطلبة"، وبعد أن عمل في الصحافة المحلية لمدة عامين رأى أن هناك خللاً في مستوى الصحافة المحلية وانحيازاتها.

أعتقد أنه كان من الضروري وجود صحيفة لا تنتمي إلى أحد وتقدم مادة صحفية جيدة يحررها ويشرف عليها أبناء البلد ويشارك فيها القارئ وتنمو وتكبر وتواجه الصعاب تحت أعين أبناء المحافظة.

يضيف سعيد أعتقد أن السوق المحلي في قنا يحتاج إلى تجارب صحفية عديدة ومتنوعة وتتصف بالمهنية في ظل وجود "صحافة العلاقات العامة" المنتشرة بشكل كبير في المحافظة والتي تقوم فيها المطبوعة على شخص معين لفترة قصيرة ثم تختفي، ولذلك قررت إصدار "شعب قنا".

وعن كيفية حصوله على التراخيص اللازمة يقول سعيد، هناك أنواع مختلفة من التراخيص للصحف والمجلات المصرية طبقاً للقانون وقد أخذت بأيسرهم وما ينطبق عليه من شروط وفي حدود الإمكانيات المتاحة وحصلت على ترخيص من شركة مصرية تعمل في إصدار وترخيص الصحف والمجلات.

تابع سعيد حواره معنا حول مشكلة التمويل والتي تعد العقبة الكبرى أمام كل من يفكر في إصدار صحيفة، "ما زالت جريدة شعب قنا تعاني من مشكلة في التمويل في ظل رفضنا أن نعمل في صحافة العلاقات العامة أو ننحاز إلى شخص يقوم بتمويل الجريدة ونحاول أن نتخطى هذه العقبة بالحصول على بعض الإعلانات التجارية التي تغطي بشكل بسيط طباعة العدد".

اجتذبت الجريدة العديد من الشباب المتحمسين لمهنة الصحافة والذين يعملون في شعب قنا بشكل تطوعي وهو ما يخفف العبء المادي عن المطبوعة. هناك العديد من الشباب الراغبين بممارسة العمل الصحفي لشغفهم به، وفريق العمل في شعب قنا ينقسم إلى قسمين قسم ممارس للمهنة بالفعل ويريد أن يصنع معي تجربة مختلفة وبالتالي هم ليسوا في حاجة إلى مقابل مادي. وقسم آخر جاء للتدرّب معنا وقدمنا لهم كل المواد التدريبية المتاحة، إلاّ أننا لا نستطيع على المدى القريب دفع مرتبات، على الرغم من ذلك تمسّكوا بالعمل معنا وغالبيتهم يرفضون أيضاً أن يحصلوا على نسبة من الإعلانات التي يقومون بجلبها للجريدة.

تقدم "شعب قنا" إلى قرائها ثلاثة أنواع من المحتوى: الثقافة بسبب ما تمتاز به محافظة قنا من تراث شعبي،  والسياسة المحلية على مستوى المحافظة خاصة في أوقات الانتخابات - وهذا ما ميز جريدة شعب قنا في أول صدور لها - والقضايا المحلية وهموم المواطن القناوي.

فاقت نسبة مبيعات الجريدة 85% بحسب سعيد، "آراء الجمهور فاقت ما كنا نتوقعه، لقد توقعنا أن ننجح في تقديم أنفسنا كتجربة صحفية جديدة تشق طريقها بصعوبة في سوق الصحافة المحلية لكن ما حدث بدايةً مع العدد الأول وبيع هذه النسبة العالية كان مفاجئة.

الصورة هي غلاف جريدة شعب قنا.