"الأزمات والحروب هما من جعلا الأفلام الوثائقية مهمة للغاية" بهذا الكلمات استهل الصحفي وصانع الأفلام الوثائقية علي السطوحي جلسة نقاشية ضمن برنامج ”حلول منصات التواصل الاجتماعي“ الذي ينظمه المركز الدولي للصحفيين بالتعاون مع مشروع فيسبوك للصحافة، بثّت الجلسة عبر الإنترنت وتمحور الحديث حول كيفية التوثيق وصناعة الأفلام الوثائقية خلال جائحة كوفيد19.
قدم علي السطوحي بعض النصائح للمصورين في تغطية جائحة كوفيد19، أبرزها تحكيم العقل والأخذ بكافة الإجراءات الاحترازية، والحفاظ على السلامة الشخصية للصحفي والأشخاص الذين يصوّرهم.
الأزمات والحروب هما ما يجعلا الأفلام الوثائقية مهمّة للغاية
من الأسئلة التي وُجهت للصحفي علي السطوحي هي، هل من المهم أن يحاول الصحفي أن يوثق الأزمات أم يجلس في المنزل يشاهدها من بعيد؟ فأكّد بإجابته أن أفضل وقت للتوثيق هو حدوث الأزمات، حيث أنه من المهم جداً أن يكون لدى الصحفي مواد بصرية عن أزمة أثرت على العالم أجمع.
كما أعرب علي عن احترامه وتقديره للصحفيين الذين لم يتسنى لهم الفرصة لتوثيق الجائحة، وعن سعادته أن هناك الكثيرين حاولوا توثيق الأزمة والأحداث والتفاصيل الصغيرة.
عرض علي السطوحي فيلم قصير عن ظاهرة الطائرات الورقية التي بدأت في سماء القاهرة بالتزامن مع جائحة كوفيد19 بعنوان ”عندليب“، موضحاً أنه يعد من الجوانب الإيجابية لهذه الأزمة، مؤكداً أن الفيلم الوثائقي ليس مجرد لقطات جميلة بل تسلسل درامي له بداية ووسط ونهاية.
ابدى علي اعتراضه عن الموجة المنتشرة مؤخراً بين صانعي الأفلام وهي الاعتماد علي حركة الكاميرا وجودة الصورة علي اعتبار أن تلك الأشياء فقط هي ما تصنع فيلم، مضيفاً أننا يمكن أن نطلق عليه مُسمى "مادة بصرية جيدةً وليس فيلم وثائقي، لأنه لم يستطيع أن يحرّك مشاعر المتلقي.
شارك ”علي“ فيديو بعنوان ”درس موسيقي“ قام بصنعه بنفسه عن "مدرس مسيحي" يعلم الأطفال الموسيقى في العريش، موضحاً أن الصحافة في الأساس هي مسودة أولى لكتابة التاريخ وإن لم يكن لدينا ما يكفي لدعم تلك المسودة ستكون هناك مشكلة كبيرة.
ما هي نقطة بداية توثيق الأفلام الوثائقية؟
قال علي أن نقطة البداية في أيٍ من تجاربه كانت البحث عن مادة، موضحاً أن المعدات لا تصنع فيلم بحسب مقولة لمدير التصوير ”سعيد شيمي“، ويمكن للصحفي أن يصنع فيلم بواسطة هاتفه فقط.
عرض علي صورة للمعدات التي تساعده في صنع فيلم، وغلب علي الصورة معدات صوت، موضحاً أن الصوت بالنسبة له في الفيلم مهم جداً، بالإضافة إلى هاتف صغير ومايك وزووم، مؤكداً أن الحد الادني هو تصوير بتقنية HD وهي موجودة بكافة الهواتف المتاحة للجميع، أما بالنسبة لبرامج المونتاج فرشح علي برنامج I movie على هاتف الiphone، والبروميار على الكمبيوتر.
أضاف أيضاً أن التخطيط الجيد للفيلم هو أهم عامل في العمل، وأن تصوير الفيلم ما هو إلّا مرحلة تنفيذية.
قال السطوحي أن المقابلات لا تظهر الموضوع إنما تظهر أناساً يتحدثون حول الموضوع، بالتالي كن مشاهداً لفيلمك. "المقابلات لا تصنع الفيلم" بحسب الكتاب الشهير صناعة الأفلام الوثائقية لـ ”باري هامب“. يجب على صانع الفيلم الوثائقي أن يفكر بصرياً في الصورة أولاً ثم في مرحلة لاحقة يفكر في الصوت الذي يحتاجه الفيلم، موضحاً أن الصوت الطبيعي للمكان أهم كثيراً من الموسيقى، بالإضافة إلى أنه لا يفضل استخدام خاصية التقريب zoom في الأفلام الوثائقية.
لم يحدد علي معدل زمني لإنتاج فيلم وثائقي، موضحاً أن كل قصة مختلفة عن غيرها من الممكن أن تطول من ساعات إلى شهور أو أسابيع أو ممكن أن تصل إلى سنين، موضحاً أن الغرض من الفيلم عامل مهم في تحديد الوقت. أشار أيضاً إلى أن قبل صناعة الفيلم لابد أن يكون هناك زاوية مختلفة لمناقشة الفكرة، بالإضافة إلى المعادل البصري أو الحركة و الصورة.
أما بالنسبة للسلامة، فقد نبّه ضيفنا إلى أن التصوير بالهاتف يُعد من الوسائل الآمنة في البلدان التي بها خطر على الصحفين والتصوير في الشارع، بالإضافة إلى أنه لا بد أن يكون هناك تواصل بين الصحفي وأحدهم لمتابعته في أي وقت ويجي على هذا الأخير ارتداء ملابس الناس المحليين لعدم لفت الإنتباه. كما أوصى باستخدام برامج التتبع حتى يتم الاستدلال على مكان الصحفي في حال الخطر.
لمشاهدة الجلسة كاملة يمكنكم زيارة صفحة شبكة الصحفيين الدوليين على فيسبوك.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة كال فيجويل.