تعرفوا إلى أسس إنتاج قصة رقمية ناجحة

May 1, 2019 في الصحافة الرقمية
يحيى زين الدين في العمل

يزداد الاهتمام بإنتاج القصص الرقمية في الوسط الإعلامي المرئي بشكل لافت، وذلك نظرًا لما تتمتع به من مميزات على مستوى بساطة العرض وتعدد عناصر المحتوى وانخفاض تكلفة إنتاجها بالإضافة إلى سرعة تجهيزها مقارنة بالأنواع الأخرى من المحتوى الرقمي "الموشن جرافيك" مثلا.

وتعد شبكة الجزيرة الإعلامية من أوائل المؤسسات في المنطقة العربية التي اهتمت بإنتاج القصص الرقمية عقب إطلاق قناتها الرقميةAJ+  في 15 سبتمبر/أيلول 2014.

والجدير ذكره أن استخدام القصص الرقمية لا يقتصر على الجانب الصحفي بل تستخدم في مجالات أخرى كالتسويق، وأيضا باتت القنوات التلفزيونية والمواقع الإلكترونية تُفرد مساحات لعرض قصص رقمية رغم أن الاستخدام في بداياته كان يقتصر على منصات التواصل الاجتماعي.

ولمعرفة تفاصيل ونصائح يتوجب الالتزام بها عند إنتاج القصص الرقمية قابلنا يحيى زين الدين وهو منتج محتوى رقمي لدى موقع الجزيرة نت ومدير شركة "بالم ميديا" المختصة بإنتاج المحتوى الرقمي.

ويبدأ زين حديثه لـشبكة الصحفيين الدوليين من مراحل إعداد القصة الرقمية، قائلاً: "هناك أربع خطوات أساسية لعملية الإعداد وهي اختيار الفكرة وإجراء بحث معمق عن حيثياتها، وثانيا إعداد السيناريو والكتابة للصورة، وثالثا تجميع المادة البصرية، وأخيرا المونتاج ثم النشر".

وفي هذا السياق يبرز سؤال غاية في الأهمية "أيهما يسبق الآخر كتابة النص أم اختيار الصورة؟"، ويجيب زين الدين "لا قاعدة ثابتة هنا (..) المعيار الأهم يرجع إلى القوة فإذا كانت المادة البصرية ذات جودة وأفضلية بالمحتوى فيكتب لها أولا، والعكس صحيح وكلاهما يكمل الآخر".

ومن النصائح التي يجب الأخذ بها أثناء الإعداد لقصة رقمية جديدة، اختيار زاوية محددة وعدم التشتت بطرح الموضوع، والتفريق بين الكتابة الصحفية والقصصية للأعمال المرئية، وإضافة الحبكة إلى القصة، والبحث عن هوية وبصمة جديدة بالشكل الفني للعمل النهائي.

وفي مرحلة المونتاج، يؤكد زين الدين على ضرورة الاهتمام بالثواني الثلاث الأولى فهي كفيلة بجذب المشاهد للقصة أو تنفيره منها، مع الاجتهاد على استخدام مواد بصرية لا تقل جودتها عن hd، بجانب الاهتمام بجعل عناصر القصة "الصوت، والصورة، والنص، والمؤثرات" وحدة واحدة متناسقة من الثانية الأولى إلى الأخيرة.

ويربط زين الدين المدة المناسبة للقصة الرقمية بأربعة عوامل:

1. المحتوى: ما طبيعة الموضوع الذي سيطرح وما كمية المعلومات التي ستقدمها القصة؟، فمثلا من الصعب طرح "الاقتصاد الهندي" في دقيقة ونصف الدقيقة، ولكن يمكن طرح قصة نجاح طفل موهوب بتلك المدة.

2. الجمهور: دراسة خصائص الجمهور الذي يتفاعل مع المحتوى يلعب دورا محوريا في تحديد مدة القصة، فهل هو جمهور متخصص يبحث عن العمق أم يفضل المحتوى البسيط والمعلومة المختصرة؟.

3. المنصة: أين ستنشر قصتك؟ هل على إنستجرام الذي يحدد المدة بـ 60 ثانية، أم تويتر الذي يحددها بـ 2:20 دقيقة، أم فايسبوك ويوتيوب لا مدة محددة لهما.

ويتعلق العامل الرابع بسياسات جهة النشر وأهدافها، والتي على أساسها تصنع كل مؤسسة محتواها وتبني جمهورها، فمثلا بات من المعتاد أن تقدم صفحة ميدان قصص رقمية تتجاوز الخمس دقائق وقد تمتد إلى 15 دقيقة.

ومقياس نجاح أي قصة رقمية هو تحقيق الهدف المرجو منها، كما أوضح زين الدين "إذا كان الهدف الانتشار والترويج فعدد المشاركات والمشاهدات قد يكون مقياسا للنجاح، ولو كان الهدف تسليط الضوء على قضية أو كشف فساد فقد يكون إصدار قرار حكومي أو تغير سلوك مؤشر على النجاح".

تجربة خاصة

عام 2018 بادر زين الدين إلى تأسيس شركة بال ميديا، وذلك بعدما استشعر أن الشركات القائمة في السوق حاليا تركز اهتمامها على الإنتاج التلفزيوني من دون إدراك الحاجة إلى صناعة محتوى رقمي ينسجم مع خصائص منصات التواصل الاجتماعي ومتطلبات الإعلام الجديد.

ويقول "تهتم شركتنا بإنتاج المواد الرقمية بأشكالها كافة للشركات والمؤسسات الصحفية، بالإضافة إلى ابتكار حلول رقمية تساعد على التسويق من خلال منصات التواصل الاجتماعي"، مشيرا إلى أن القصة الرقمية هي من أكثر أنواع المحتوى الرقمي رواجا لذلك.

وتوقع المدير التنفيذي لبال ميديا زيادة الطلب على المحتوى الرقمي بأنواعه كونه مرتبط بتطور منصات التواصل الاجتماعي وتوجهات الجمهور، مبينا أن الإنتاج الرقمي هو مجال متشعب وقابل للتوسع في الفترة المقبلة.

وختاما تطرق زين الدين إلى إشكالية محدودية مصادر تعلم فنون إنتاج القصة الرقمية، قائلا "لدينا نقص كبير في هذا الجانب عربيا هناك محاولات ولكنها لا ترقى لأن تتحول إلى أكاديمية أو مرجع قوي.. اعتقد أن هذا المجال بحاجة ماسة إلى تطوير وتحويله لمساقات معتمدة".

ومن الأهمية الإشارة إلى أن منصة إدراك قد نشرت في مطلع العام الجاري 2019 مساق "السرد القصصي الرقمي" الذي أعدته شبكة أريج  للصحافة الاستقصائية، لتشرح فيه بعض الأدوات التي يمكن من خلالها تحويل القصة الصحفية إلى قصة رقمية في إطار سرد ممتع ومفهوم.

يمكنكم الحصول على مزيد من التفاصيل ومتابعة المساق الذي تقدمه صانعة الأفلام والمستشارة الإعلامية "روان الضامن" من هنا.

الصورة الرئيسية لـيحيى زين الدين في العمل.