تحدي أخبار "كورونا" الكاذبة عبر منتدى فلسطين للنشاط الرقمي

بواسطة أماني شنينو
Apr 2, 2020 في تغطية كوفيد 19
ويبينار منتدى فلسطين

اختُتمت أعمال منتدى فلسطين للنشاط الرقمي الافتراضي "رقمنة فلسطين بين التحديات والفرص من 24 - 26 آذار/ مارس 2020"، الذي أقامه مركز حملة "لتطوير الإعلام الاجتماعي"، هادفاً للعمل على حماية الحقوق الرقمية الفلسطينية، وتوفير مساحة لتبادل الخبرات، وإيجاد حلول للتحديات والمشكلات الرقمية خاصةً مع تحدي انتشار الأخبار الكاذبة الذي تزايد بشكل ملحوظ بالتزامن مع وباء كورونا العالمي.

محاربة الأخبار المغلوطة في زمن كورونا

ناقشت الجلسة الأولى في اليوم الأول هذه المحاور: محاربة الأخبار في زمن كورونا، وانتهاكات الحقوق الرقمية الفلسطينية، وكذلك تحديات وفرص التجارة الرقمية في فلسطين.

قال فارس العقاد، رئيس الشراكات الإعلامية في الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا في شركة فايسبوك، حول سبل محاربة الأخبار الكاذبة: "عند إبلاغ المستخدمين عن أخبار كاذبة أو خاطئة يتم تقليص نشرها بنسبة تصل إلى 80%، ويتم معاقبة الصفحة الناشرة بإغلاق الحساب، في المقابل ندعم جهود نشر الأخبار الصحيحة المُدققة، فعلى سبيل المثال عند بحث المستخدمين عن "كورونا" فإنهم سيجدون أولاً وفي المقدمة المعلومات المؤكدة مثل التعليمات التي تنشرها منظمة الصحة العالمية". وبحسب العقاد، إن فايسبوك تدعم مدققي الأخبار تكنولوجياً ومادياً بحيث أطلقت منحة بقيمة مليون دولار لخدمة هذا الهدف ولتوعية المستخدمين على أهمية التحقق من الأخبار والنظر إليها بطريقة استكشافية.

من جهته، قال إياد الرفاعي الإعلامي ومدير مركز "صدى سوشال"، وأحد القائمين على مبادرة تيقّن للتأكد من الأخبار: "في استطلاع قمنا به تبين أن 58% من الجمهور يستخدمون فايسبوك بشكل أساسي، ونسبة كبيرة منهم ترى أنه ينشر أخبار مضللة". وأضاف: "أخبار فايروس كورونا تمس صحة وسلامة الناس في كل مكان، لذا يكمن دور الصحفي إنسانياً ومهنياً، في حال عدم وجود أخبار مؤكدة، في الانتظار حتى التأكد منها من مصادر موثوقة، لأنه وبحسب استطلاعنا غالباً ما تميل الناس لتصديق الأخبار الكاذبة". في حين أن 44% من المستخدمين يطلعون على صفحة وزارة الصحة الفلسطينية بشكل يومي لمتابعة أخبار الفايروس، وهذا يزيد من المسؤولية على عاتق مثل هذه الجهات الموثوقة، بحسب الرفاعي.

من جانبه، قال منسّق الأبحاث والسياسات في مركز تطوير الإعلام بجامعة بيرزيت صالح مشارقة: "منذ خمس سنوات والمؤسسات الإعلامية قد بدأت بالإحساس بالمسؤولية أكثر تجاه الأخبار وضرورة التأكد منها، فلا يكمن الهدف فقط في السبق الصحفي، لا بل الأهم منه المصداقية والشفافية، لذا على الصحفي تصفية المعلومات قبل النشر".

نمطان للتأكد من الأخبار بحسب مشارقة

النموذج الأول هو عبارة عن مجموعات مغلقة بين الصحفيين للتحقق من الأخبار. لكن الآفة في هذا النموذج هو أنه غالباً ما يكون تابع لحزب أو جهة ما، بالتالي صحة الأخبار تتبع أجندة معينة.

النموذج الثاني، وهو التحقق المفتوح في الفضاء الالكتروني وعبر وسائل التواصل الاجتماعي. على الرغم من إيجابية هذه الطريقة لكن يجب الحذر من نشرها قبل أوانها خوفاً من انتشارها السريع قبل التحقق من صحة الخبر أو المعلومة.

وتابع مشارقة في حديثه عن "خلط الجمهور أحياناً بين الرأي والمعلومة، والصحيح أنه يجب أن تكون المعلومة قبل الرأي، وهذه الجملة عليها أن تكون بمثابة قاعدة أساسية لأن المعلومة أهم وأقوى"، أما الرأي فهو إمّا عاطفي أو مرتبك أو غاضب أو متسرع ويمكن أن يتغير مع مرور الزمن أو تغيّر المواقف.

وفضّل مشارقة مبادرات الشباب والصحفيين والأفراد للتحقق من الأخبار والمعلومات على تدخل الجهات الرسمية لضبط نشر الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي، لأن تدخل هذه الأخيرة عادةً ما يكون صارماً وضد حرية الرأي.

صالح حجازي، مدير منظمة العدل الدولية في فلسطينانتهاكات الحقوق الرقمية الفلسطينية

وناقشت الجلسة الثانية من المنتدى انتهاكات الحقوق الرقمية الفلسطينية من قبل الطرف الآخر، والسلطة في الضفة الغربية، وكذلك الحكومة القائمة في قطاع غزة.

حيث قالت رانيا محارب، من مؤسسة الحق: "إنّ أخطر هذه الانتهاكات هو حذف المحتوى الفلسطيني على فايسبوك عبر التحريض من قبل الطرف الآخر، كذلك هناك تحدياً ثانياً وهو تأخير قرار الحق في الوصول للمعلومات" الذي يقف عائقاً أمام توثيق الانتهاكات الرقمية الفلسطينية. وتابعت محارب، أنه علينا استخدام آليات الأمم المتحدة باتجاه المناصرة الدولية فيما يخص حرية الرأي والتعبير على المنصات الرقمية لمواجهة هذه الانتهاكات. من جهة أخرى، يقع على عاتق المجتمع المدني دور كبير في مواجهة الانتهاكات عبر إرسال تقارير رصد للمساءلة الدولية.

وفي السياق نفسه، قال صالح حجازي، مدير منظمة العفو الدولية في فلسطين: "نحن بحاجة لرفع الوعي وبناء القدرات إضافةً إلى ضغط ممنهج دولي لحماية حقوق الأفراد الرقمية، وضرورة التأكيد أن مواجهة الانتهاكات هي مسؤولية جماعية".

بينما ذهبت منى شتية، للتأكيد على أهمية المطالبة بتقارير وبنود شفافة من قبل فايسبوك وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي حول المحتوى الذي يُزال والسبب وراء ذلك، ومن يقف خلف طلبات الإزالة ومدى الاستجابة لها من عدمه. وأعطت شتية مثال على ذلك، وهو "تقرير الشفافية الذي تقدمه جوجل."  

تحديات الحقوق الرقمية والممارسات الرقمية الخاطئة

وفي هذه الجلسة التي أقيمت بالشراكة مع نادي الإعلام الاجتماعي تطرّق المحاورون إلى محاور الاقتصاد الرقمي بين التحديات والفرص، ممارسات رقمية "التحرش والتنمر في الفضاء الافتراضي"، وأمن المعلومات في شبكات الإنترنت المحلية.

وأشارت الإعلامية نور السويركي إلى أن ظاهرة التحرش الالكتروني هي ظاهرة عالمية وغزة لها نصيب منها، خاصةً ضد النساء والأطفال. تضيف أن "السبب يعود إلى المساحة الواسعة من الحريات وانعدام الرقابة على المنصات الرقمية. وإذا كنا سنتحدث بالأرقام فبحسب دراسة سابقة لمركز حملة فإن واحدة من ثلاث نساء تتعرض للتنمر الالكتروني في فلسطين".

ويبنار منتدى فلسطينأبرز التحديات التي تواجه شبكات الانترنت المحلية

أوضح محمد أبو جاموس الخبير في أمن المعلومات أنّ "أمن المعلومات له جوانب أساسية: الخصوصية والسرية، سلامة البيانات، وتوافر الخدمة عند الحاجة".

1.عدم مراعاة الخصوصية والسرية: كاستسهال كلمة المرور أو اعطائها لشخص آخر. وحل هذه المسألة يتمثل بضرورة أن تكون كلمة المرور مركبة بكلمة ورقم، ويصعب تخمينها.

2.شبكات الانترنت غير الشرعية: حيث أن صاحب هذه الشبكات يستطيع الاطلاع على بيانات المشتركين معه في الخدمة، وهذا بدوره يقود لغالبية عمليات الابتزاز والجرائم الإلكترونية. لذا من الجدير بنا مواجهة هذه الظاهرة بزيادة الوعي حول أهمية الخصوصية وأمن المعلومات، وما نتائج عدم مراعاتها، وكذلك ضرورة أن تقوم الجهات المعنية بإزالة هذه الشبكات العشوائية التي لا تتبع لوزارة الاتصالات بطريقة رسمية وآمنة".

 

السلوك الرقمي.. السبب الحقيقي للمخاطر

من جهة أخرى، قدم المدرب البحريني في مجال الحماية الرقمية محمد المسقطي ويبيناراً بعنوان "السلوك الرقمي، السبب الحقيقي للمخاطر". وأكد أن حالة التحول الرقمي التي اجتاحت المؤسسات اليوم تؤدي إلى العديد من المخاطر. وأضاف أنّ "عدم التخطيط منذ البدء لاحتضان هذا التحول يمكن أن يلاقي العديد من الثغرات والهجمات التي قد تزداد بنسبة تصل إلى 45% وربما أكثر، كما برز خلال الشهر الماضي في بداية أزمة كورونا".

ويقول المسقطي إنّ ما وصلنا له يتحدد بسببين:

السبب الأول، أن المخترقين أو ما يعرفون بالهاكرز يعلمون تماماً بأن الجمهور غير مستعد للتحول الرقمي من ناحية الحماية، مستغلين أيضاً؛ الخوف عند الناس من الفايروس، ما يجعلهم ينقرون على أي موقع وأي رابط يتحدث عن كورونا.

والسبب الثاني هو فقدان الخصوصية، فالبرامج كثيرة التي يقوم الناس بتحميلها، سواء برامج التواصل أو حفظ الملفات، وبالتالي تتعرض المؤسسات للقرصنة، كما حدث مع أكثر من مؤسسة صحية وحتى منظمة الصحة العالمية، بالتالي من المهم عند تغيير السلوك مراعاة الخصوصية والأمان الرقمي.

"نحن لا نستطيع إيقاف الأخطار القادمة من السلوك الرقمي ولكن يمكن تقنينها وتقليلها إلى حدٍ ما، بتحكيم المنطق والعقلانية فعلى سبيل المثال: التطبيقات التي تدعي معرفة أصولك، هل منطقي أن صورة سلفي تتخذها لنفسك سيعرف من خلالها التطبيق أصولك أو حتى حالتك الصحية!".

منصة سفير فلسطين

قدمت هذا الويبينار الإعلامية روان الضامن، حول منصتها #سفير_فلسطين وهي تعتبر مثالاً للديبلوماسية الرقمية.

وقالت الضامن: "مبادرة سفير فلسطين هي منصة للتعلم عن بُعد، حول فلسطين تاريخها وتراثها وجغرافيتها وكل ما يتعلق بها، من خلال أفلام أنيميشن ودراما ووثائقيات. تُقدَّم الخدمة بثلاث لغات أساسية وهي العربية والإنجليزية والإسبانية، لتخريج أفراد لديهم من الوعي والمعرفة ما يجعلهم ممثلين لوطنهم بشكل ناجح ومثالي" .

وأكدت: "ربّ ضارةٍ نافعة، لعل ما يحدث الآن في العالم من جراء وباء كورونا، واتجاههم للمنصات الرقمية هو لإدراكهم بشكل فعلي وواقعي كم أن هذه المنصات مهمة، وضروري تفعيلها في كل شيء في حياتنا، خاصةً فيما يتعلق بمفهوم التعلُّم الذاتي." فقد أثبتت التجربة، بحسب الضامن أن التعليم التقليدي لا يُقدم معرفة حقيقية بقدر التعلُّم عبر الإنترنت، "لذا أرى بأن هذا هو الاتجاه الصحيح الذي علينا الاستثمار فيه لإنشاء جيل واعٍ واقعياً ورقمياً".

الصورة الرئيسية من منتدى فلسطين للنشاط الرقمي