"المعلومة نستطيع أن نحصل عليها، ولكن سلامة مراسلينا لا تعوّض" بهذه العبارة بدأت ديانا مقلد مديرة التحرير في منصة درج اللبنانية حديثها في ويبينار بث عبر الإنترنت في شهر يونيو/ حزيران ضمن برنامج حلول منصات شبكات التواصل الاجتماعي الذي ينظمه المركز الدولي للصحفيين بالتعاون مع مشروع فيسبوك للصحافة.
وفي مستهل حديثها حول التحديات التي تواجه الصحفيين في ظل جائحة كوفيد19، أشارت مديرة التحرير في درج أن أزمة كوفيد19 حدثت وسط أزمة إقتصادية خانقة مما ضاعف من الإنتكاسة الإقتصادية تحديداً في المنطقة العربية. وتابعت حديثها مشيرةً إلى معظم وسائل الإعلام التي تعاني من ضائقة مالية، "فهناك مؤسسات أقفلت والتحدي الاقتصادي بتزايد لذلك لابد من الآخذ بعين الاعتبار أهمية استمرارية وسائل إعلام من خلال نجاحها اقتصادياً."
جائحة كوفيد19 قد غيرت آلية عمل غرف التحرير إلى فترة طويلة، حيث أن قنوات إخبارية كبرى مثل البي بي سي عربي حولت برامجها إلى "أون لاين"، والآن يفكرون في اعتماد هذا الشكل من البرامج لسببين، أولها لتوفير عنصر الأمان وثانياً لأنها أكثر وفرة.
وجهت مقلد عدد من النصائح للصحفيين للتكيف مع التحدي الآني، كان منها:
التحول إلى بيئة عمل رقمية
قبل 25 عامًا بدأ التحول تدريجيًا نحو ثقافة "الديجيتال"، فكان هناك بنية تحتية عبر الهواتف والأجهزة المحمولة والتطور التكنولوجي الذي أفادنا في خلق حلول لمواجهة آثار أزمة كوفيد 19. فلقد تحول اجتماع التحرير من لقاء أسبوعي إلى لقاء افتراضي يتم عبر وسائل التواصل التي توفرها تقنية zoom و skype.
حيث تحول تنسيق العمل في غرفة التحرير من عمل واقعي إلى دردشات لحظية عبر تطبيق slack، تتدفق المشاركات والمقترحات والأفكار لحظة بلحظة ويشارك جميع أعضاء الفريق بالتعليق عليها وتبدأ عملية تطوير الأفكار وبناء القصص. مما دفع المؤسسات الصحفية بإمداد المراسلين بوسائل رقمية مثل ”الهواتف الحديثة“ لتقوية البنية التحتية لديهم وتفعيل آليات التواصل اللحظي بين أعضاء الفريق. إلاّ أن مقلّد لا تنفي من خلو هذه العملية التحريرية من التحديات المتمثّلة في هشاشة البنية التحتية في البلدان العربية وضعف الإنترنت في الكثير من البلدان، فضلًا عن ارتفاع تكلفة الاتصال بالانترنت في الكثير من المناطق في العالم العربي.
وأشارت إلى أن المخاوف المتعلقة بالتحول الرقمي وتقليص فرص العمل للصحفيين، ربما تكون صحيحة، لكن في الواقع أن الفرص التي تتقلص تخلق التكنولوجيا فرص بديلة لها، وعلى الصحفي أن يطور من مهاراته ويتفهم متطلبات الظرف الراهن، حيث أن المؤسسات تحتاج إلى صحفيين يجيدون المهارم الرقمية إلى جانب المهام الصحفية التقليدية من إدارة الحوار وكتابة النصوص بشكل جيد.
الآليات القديمة لم تعد فعّالة
أكدت مقلد أن الأمر لم يعد اختيارياً، فإذا لم يستطع الصحفي أن يواكب التطور التكنولوجي سينتهي به الحال خارج الوسط الصحفي. وأضافت أن مؤسسات إعلامية عالمية استغنت عن الاستوديوهات وعن الجمهور الحاضر واستبدلته ببث مباشر من المنزل. كما أشارت إلى أهمية إعادة ضخ رأس المال واستثماره في التكنولوجيا للشركات والمؤسسات الإعلامية التي تمتلك وفرة في رأس المال.
قالت مقلّد "أن من يختار الطرق التقليدية، لديهم جمهورهم، ولكن الإقبال الآن على التكنولوجيا؛ ومن يختار الطرق التقليدية هو من يقصي نفسه عن المشهد، حيث أن الأجيال الأصغر وهم الأكثر عدداً ولم يعودوا يتابعون التلفزيون،" مؤكدةً أنه لابد على الصحفيين أن يكونوا مرنين بتقبّل التغير التكنولوجي.
أضافت أيضًا، أنهم خاضوا تجربة جديدة في موقع درج لانتاج المحتوى وفقًا لتوجهات المتصفحين للموقع، حيث يقوم فريق تقني بدراسة المواد الأكثر قراءة على الموقع وتحليلها، وبناءً عليها يقترح الفريق الصحفي موضوعات تتوافق مع اهتمامات زوار الموقع مما ساهم في ارتفاع عدد المستخدمين للموقع بنسبة 40% مقارنة عن الشهور الأولى من العام قبل انتشار جائحة كورونا.
لا مفر من العمل الميداني لكن بحذر
أشارت مقلد إلى أن العمل الصحفي لا يمكن أن يتم فقط من خلف الحاسوب، فعلى الرغم من كافة الإجراءات الاحتياطية التي يتخذها الصحفي فهو في الغالب مضطر، في مرحلة معينة، لأن يقوم بالعمل الميداني ليشتبك مع الأحداث ويتحقق منها، شرط أن لا يعرض نفسه للخطر. فلا قيمة لقصة صحفية في مقابل حياة الصحفي وسلامته الشخصية، مؤكدةً على ضرورة:
- ترك المسافة الآمنة والحفاظ على التباعد الجسدي بين الصحفي والمصادر
- استخدام الكمامات والتعقيم الدائم
- تجنب التواجد في أماكن مكتظة
- تغطية الميكروفونات بعازل واقي
- تعقيم كافة الأدوات المستخدمة بعد انتهاء التغطية
- إذا لاحظ الصحفي أي أعراض لابد من اللجوء للحجر الصحي وإخبار مؤسسته الصحفية لأخذ الاجراءات الاحتياطية اللازمة له ولفريق العمل.
الصورة لآني سبرات من موقع انسبلاش.