كتبت د. ناهد باشطح وهي رائدة أعمال مشاركة في مركز التوجيه للشركات الإعلامية الرقمية التابع لشبكة الصحفيين الدوليين: لا شيء يعادل جمال الحلم، الا أن يراه الإنسان مجسداً بتفاصيله على أرض الواقع، لقد كنت أحلم بأن يكون لدي صحيفة الكترونية متميزة، حيث أنني قد مارست شغفي في العمل عبر شبكة الإنترنت عام 2000 حين أسست بنفسي - من دون الإستعانة بمبرمج- موقعاً الكترونياً أسميته "شبكة ناهد" وكنت أمارس فيه فنون الصحافة الإلكترونية، فاكتب المقالة وأعدّ التحقيقات الصحفية بدون دراسة مسبقة أو حتى معرفة بقواعد هذا النوع من الصحافة، سوى أنني كنت قد امضيت 16 عشر عاما أعمل في صحيفة الجزيرة السعودية، ثم انشغلت بدراستي للدكتوراة في بريطانيا حتى تعرفت في آذار/مارس 2018 على شبكة الصحفيين الدوليين حينما حضرت المؤتمر الأول لصحافة البيانات، وتابعتُ حينها حساب الشبكة في منصة تويتر واشتركت في الرسائل البريدية الخاصة بموقعهم الإلكتروني، وبدأت أتابع الأخبار المتنوعة، والفرص التي تقدمها الشبكة إلى الصحفيين من كافة مناطق العالم العربي.
كان حلم الصحيفة الالكترونية لا يزال يراودني ولكن كيف تكون البداية؟
ولأنني مؤمنة بأن ما يركّز عليه الإنسان يجده، فقد وجدت غايتي حين كنت ذات يوم أتصفح الموقع الإلكتروني لشبكة الصحفيين الدوليين، فوجدت استمارة الترشيح لمركز التوجيه التابع لشبكة الصحفيين الدوليين للشركات الرقمية الناشئة في العالم العربي، كان لدي أمل كبير بأن أحظى بدعم الشبكة والنجاح في الحصول على دعم من البرنامج، وبالفعل تحقق لي الحصول على فرصة ان أكون أحد المرشحين لهذه التجربة، وهو ما مثّل لي دعماً معنوياً كبيرًا للإستمرار في مشروعي رغم الصعوبات والتحديات.
إن تجربة انضمامي لمركز التوجيه التابع لشبكة الصحفيين الدوليين للشركات الرقمية الناشئة في العالم العربي مع اصحاب المشاريع السبعة الذين حصلوا على الاشتراك في البرنامج غنية بكل المقاييس فمن خلال اجتماعاتنا بالموجهين نستطيع ان نحدد وقع اقدامنا في تعاملنا مع مشاريعنا كما ان فكرة التعرف على المشاريع الأخرى تمنحنا الفرصة لتبادل الخبرات فضلا عن خضوعنا للتدريب وهذا ما كنت افتقد اليه، اذ كنت شغوفة بالتعرف على تقنيات الإعلام الجديدة وكنت ابحث عن برامج التحق بها لأستطيع ان امارس الصحافة الالكترونية.
صعوبات المرحلة الأولى
يبدأ الحلم كبيرا وجميلا ثم يبدأ صاحب الفكرة التي لازمته حلما في النزول إلى أرض الواقع حتى يدرك امكانياته وقدراته، وعادة ما يكون التمويل غالبا هو العقبة الرئيسية للبدء بثقة في تأسيس المشاريع.
على أن هناك عقبات أخرى في مجال عمل المؤسسة وهي الكوادر المؤهلة لصناعة محتوى حديث ليس له اقسام في الجامعات الخليجية، وهناك أيضا عقبة أخرى معنوية تتمثل في اقناع المستثمرين بجدوى فكرتك اذا ما قررت البحث عن التمويل.
ومهما كنت مقتنعا بفكرتك، فإنك معنويا تحتاج الى من يؤكد لك جدواها وهذا بالضبط ما قدمه لي مركز التوجيه التابع لشبكة الصحفيين الدوليين للشركات الرقمية الناشئة في العالم العربي حين اختار مشروعي للانضمام الى برنامج مركز التوجيه التابع للشبكة للشركات الرقمية الناشئة في العالم العربي، بعد ذلك استطاع الموجهون في هذا البرنامج ان يساعدوني في اعداد مخطط نموذج العمل التجاري وذلك حتى أتمكن من إعداد النموذج الخاص بمشروعي من خلال تحديد الأنشطة والشركاء والعملاء والقيمة المضافة لمشروعي بالإضافة إلى تحديد تكلفة المشروع وكيفية جني الأرباح، كما تم وضع خطة عمل للبدء في مشروعي وهي خطة عملية ممتازة جددنا فيها أهداف المشروع وإطاره ونقاط القوة والتحديات التي سوف نتغلب عليها.
البداية الحقيقية:
بدأت الفكرة تراودني منذ العام 2017، كانت عبارة عن انشاء صحيفة إلكترونية مختلفة لا تشبه الصحف الالكترونية في منطقة الخليج، لكنها اليوم بدأت تتبلور حتى وصلت الى مشروع ابتكاري عبارة عن مؤسسة اعلامية اسمها " أبعاد لصناعة المحتوى الرقمي" هدفها تطوير صناعة المحتوى العربي الرقمي خاصة وأن "تقرير اقتصاد المعرفة العربى 2015-2016"، الذى تمّ إطلاقه من قبل "أورينت بلانيت للأبحاث" في 29/مارس/2016، قد اعلن توقعاته بأن النمو فى عدد مستخدمى شبكة الإنترنت سوف يصل إلى نحو 226 مليون مستخدم بحلول العام 2018. وإلى جانب ازدياد عدد المستخدمين لشبكة الانترنت في العالم العربي الا أن المحتوى العربي مازال ضعيفا حيث تبلغ نسبة مساهمة المحتوى العربي في الإنترنت” حوالي 3% من المحتوى العالمي!
وتسعى مؤسسة أبعاد لصناعة المحتوى الرقمي إلى استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى ليصبح محتوىً رقميًا، ومن ثم يتم تقديمه للقطاع الحكومي والأهلي عبر مواقعه الالكترونية واصداراته الصحفية وتغطية أنشطته وفعالياته في المجتمع كما وتعمل على التنوير بأهمية تطوير المحتوى في تحقيق التواصل والتفاعل الأمثل مع الجمهور من خلال تقديم الاستشارات الإعلامية التي تركز على استطلاعات رأي الجمهور الخارجي وقدرة الجمهور الداخلي في أي منشأة على اكتساب المهارات التقنية في مجال صناعة المحتوى.
وتصدر المؤسسة صحيفة متطورة تستخدم في محتواها البيانات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتقدم المؤسسة الكثير من الخدمات لتطوير وتدريب الصحفيين.