تجارب صحفية رائدة في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي

بواسطة Asma Qandil
Jan 17, 2024 في استدامة وسائل الإعلام
صورة تعبيرية

تناولت النسخة الثانية من "منتدى مصر للإعلام" التجارب العالمية الرائدة في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في توليد المحتوى الإعلامي، وانحياز الخوارزميات، والآليات الجديدة في السرد القصصي الرقمي، وتحديات التحقق من المعلومات المغلوطة، و"الكشف عن التهديدات الرقمية للانتخابات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" والتي قدمها أنس بنضريف، المدرب في مركز تدريب راديو هولندا، و"التحقيقات الصحفية" التي قدمتها رشا قنديل الأستاذة بالجامعة الأميركية بالقاهرة، و"سنة أولى صحافة"، وهي الورشة التي قدمها علي السطوحي، صانع أفلام وثائقية، وغيرها من الموضوعات المهمة التي لاقت إقبالاً وتفاعلاً.

توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار

استهلّ خبير الإعلام الرقمي خالد البرماوي جلسته التي جاءت بعنوان "من الترافيك إلى الأرباح: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز ربحية الصحافة"، بالحديث عن أهمية تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي في مساعدة الصحفيين والوسائل الإعلامية في توفير الوقت والجهد، وتقليل الخسائر، وزيادة الإنتاجية، وأشار إلى أنه يمكننا الاقتداء بتجارب المؤسسات العالمية الرائدة مثل:

-مؤسسة الأسوشيتد برس: التي استخدمت الذكاء الاصطناعي في توليد التقارير والقصص الخبرية المتعلقة بأرباح الشركات، والتغطية الرياضية، وكتابة الملخصات، وأداء الكثير من مهام الأخبار الروتينية الأخرى، مما ساهم في زيادة تدفق المحتوى الإخباري.

-بي بي سي: وظفت الذكاء الاصطناعي في ترجمة التقارير الإخبارية إلى لغات مختلفة لتوسيع رقعة انتشارها الجغرافي.

-نيويورك تايمز: استخدمت الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوكيات المستخدمين، والنقاشات في مجتمعات السوشيال ميديا، وتحديد الموضوعات الرائجة في وسائل التواصل الاجتماعي من أجل توظيفها في التغطيات الإخبارية.

-الفاينناشيال تايمز: وظفت الذكاء الاصطناعي في تحليل سلوكيات القرّاء وتفضيلاتهم، واقتراح أنظمة اشتراكات تتلاءم مع طبيعة قرّاء الموقع.

-Fullfact: مؤسسة بريطانية معنية بالتحقق من المعلومات المضللة وفحص الادّعاءات الموجودة في خطابات السياسيين، والصحفيين، والمؤسسات الكبرى، والمحتوى الفيروسي/ذائع الانتشار على السوشيال ميديا.

وأعطى البرماوي مثالاً لأداة "Trint" المدعومة بتقنية الذكاء الاصطناعي والتي يمكن استخدامها في تحرير مقاطع الفيديوهات، والبودكاست، بالإضافة إلى تفريغ محتويات المقابلات الصوتية أو المسجلة بالفيديو، وهذه الأداة سهلة الاستخدام وتُقدّم خدماتها بأربع لغات، ولها نسخ مدفوعة متنوعة ونسخة تجريبية.

وهناك خمس مراحل في المشروعات الإعلامية المعتمدة على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي وهي:

-إجراء دراسات مستفيضة، وتحديد المشكلات التي تعاني منها المؤسسة الإعلامية بدقة.

-جمع البيانات وتنظيفها، وفلترتها، وتحليلها.

-بناء نماذج التعلُّم الآلي وتدريبها لحل الوظيفة التي تريدها في مؤسستك.

-تقييم النتائج التي تمّ التوصل إليها.

-تكرار تجارب أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي على أنماط مختلفة من المحتوى الإعلامي لحين الوصول إلى مرحلة الرضا التام عن نتائجه.

نماذج رائدة في تخصيص تفضيلات المستخدمين

وقد أشار البرماوي في حديثه إلى تجربة كل من "واشنطن بوست" و"نيتفلكس" في استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل تفضيلات وعادات مشاهدة المستخدمين، واقتراح محتوى يلائم احتياجاتهم، وهو ما يطلق عليه "المحتوى المدفوع بتفضيلات المستخدمين" والذي يتم بثه في تطبيقات الأخبار والمواقع الإلكترونية لاقتراح مقالات، وفيديوهات، وبودكاست اعتمادًا على عادات القراءة لدى المستخدمين، وذلك من أجل زيادة تفاعل المستخدمين مع المحتوى الإعلامي وضمان بقائهم في الموقع الإلكتروني لأطول فترة ممكنة.

وأضاف البرماوي إلى أنّ النموذج الربحي للمؤسسات الإعلامية منذ عشرين عامًا كان معتمدًا بدرجة كبيرة على الإعلانات والاشتراكات، ولكن حدث تحوُل جذري في هذا النموذج بسبب الكثير من المتغيرات التكنولوجية، والاقتصادية، والسياسية التي ألقت بظلالها على المشهد الإعلامي، وبالأخص أن الجمهور في المنطقة العربية لا يدفع أموالاً للحصول على المحتوى الإعلامي، بالرغم من حرصهم على دفع مقابل مادي مقابل استمتاعهم بالمحتوى الرياضي، والترفيهي.

واستطرد البرماوي قائلاً: "تحتاج غرف الأخبار في وقتنا الراهن إلى فريق من الصحفيين القادرين على صنع المحتوى الإعلامي، وتسويقه وتوزيعه على كافة منصات التواصل الاجتماعي، ومطوري البرمجيات القادرين على التعامل مع تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي وحل المشكلات البرمجية، وفريق من مصممي الجرافيك وذلك للنهوض بالصحافة وتماشيًا مع الاتجاهات الحديثة في غرف الأخبار العالمية".

وأشار إلى أنّ المؤسسات الصحفية المصرية والعربية العريقة لديها أرشيف ضخم يحتوي على سرد تاريخي لأهم التحولات والفترات الزمنية للأحداث التي مرت بها البلاد، وهو ما يمكننا أرشفته، وحفظه، وتدريب أدوات الذكاء الاصطناعي على تصنيفه وفلترته لاستدعائه عند الحاجة إليه.

نصائح مهمة للصحفيين للتعامل مع تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي

-أنصح الصحفيين باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في اقتراح عناوين مناسبة للموضوعات بشرط التأكد من صحة أي محتوى قبل اعتماده في النص.

-يمكن للصحفيين أن يستخدموا بعض الأدوات التي تساعدهم في تفريغ مقابلات المصادر.

-يمكن أن يستخدم الصحفيون روبوت الدردشة لحل المشكلات التي تواجههم عند كتابة الأكواد البرمجية.

-هناك العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في التحقق من صحة الصور والفيديوهات والتي تفيدنا جدًا في عملنا اليومي، ويتم الاعتماد عليها بدرجة كبيرة في منصات التحقق من صحة المعلومات.

-أن يستخدم الصحفيون المدخلات الدقيقة للحصول على النتائج المناسبة لطبيعة الأسئلة التي يبحثون عنها.

-التحقق من صحة المحتوى الإعلامي من كافة أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي قبل نشره في مؤسساتنا الصحفية.

-أن يقوم الصحفيون بتجربة الأدوات الجديدة ومحاولة توظيفها في تغطيتهم الصحفية بما لا يخل بالمعايير والضوابط المهنية.

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة برامود تيواري.