تأسيس اتحاد الصحفيين

بواسطة Anonymous
Oct 30, 2018 في أساسيات الصحافة

إن تأسيس اتحاد للصحفيين هو ليس صعب بالضرورة لأنه ليس هناك قواعد ثابتة أو عالمية عن كيفية إنشائه, على أية حال, هناك خطوات إرشادية تعتمد على خبرات الآخرين. إن الإتحاد بشكله الأساسي هو ببساطة عبارة عن مجموعة من الناس متماثلي التفكير اللذين يقررون الاجتماع ببعضهم من وقت إلى آخر لمناقشة (و, ربما, يحل) قضايا ذات تهمهم جميعاً. إن الحق في التجمع كمجموعات من دون تدخل هو شيء متأصل في المجتمعات الديمقراطية.

كلما كانت المهمة أكبر كلما أصبح العمل أصعب؛ مثلاً, إذا أُنشئ اتحاد مع ترقب تمثيل مهنة بكاملها فهذا يصعب مهمتها بشكل هائل, أولاً؛ المؤسسون سوف يحتاجون إلى جذب الدعم و العضوية على الأقل من القسم الأعظم في المهنة, أو لا يمكن أن يسمى هذا الإتحاد " بممثل ."عند تشكيله, فإن على الإتحاد أن يكسب إجماع أعضاءه في كل المبادئ, الممارسات و القرارات الهادفة. العديد من المنظمات تتباطئ في أنظمتها الخاصة ونزاعاتها الداخلية وهذا يعني تدمير كامل الهدف للمنظمة.

لقد أثبت التاريخ أنه من الحكمة أن تبدأ صغيراً ثم تكبر بشكلٍ طبيعي جاذباً المؤيدين من خلال استحقاق قضيتك و أدائك عوضاً عن إدعاءات القوة و النفوذ. يبنى الإتحاد على أساس متآلف من ثلاث طبقات :

1.     المعتقدات (فلسفته أو عقيدته)
2.     هدفه (سبب وجوده)
3.     وظيفته (سياساته و ممارساته)

هذه الطبقات الثلاث هي الانتداب المسيطر على الإتحاد, في بعض الحالات هناك مستندان : " قائمة المهام " أو (لائحة المعتقدات) و " القانون الداخلي " و التي هي قوانين المنظمة بشكلٍ أساسي, لكنه لا يوجد سبب لعدم قدرتهما على الاندماج ضمن ملف واحد شامل. إن المبدأ الوحيد المسيطر هو أن كل شيء ينبع من التعبير الأولي الأساسي للمعتقدات.

يجب أن يرسم مخطط تمهيدي للملف أو الملفات الرئيسية و يوافق عليها من قبل الأعضاء المؤسسين. لكي يبدأ الإتحاد بداية صحيحة, فمن الأفضل أن يوافق كل المؤسسين على صياغة هذه الوثيقة الأساسية؛ و إلّا فإن المنظمة سوف تبنى على أساس مصدّع أصلاً من قبل المنشقين. ومن المحتمل للتوصل إلى الإجماع في هذه المرحلة البدائية أن يتطلّب تسوية تكون بمثابة الوقود الذي يسيّر كل منظمات العضوية الناجحة. للتقليل من مستوى الصعوبة و لتثبيت المنظمة قدر الإمكان, ينصح بأن يكون الملف الأساسي بسيطاً, واضحاً و مرناً لأنه إذا كان معقداً, متبلداً أو صارماً فإن المنظمة سوف تسير من قبل الورق بدلاً من الناس.

فيما يلي اقتراحات عن كيفية الشروع في عملية تأسيس اتحاد:

1.   اجتمعوا للتخطيط للمنظمة فإن الاجتماع الأول مخصص للأساسيات العميقة و ليس للتفاصيل. إن طريقة الصحفيين التقليدية في طرح الأسئلة : من, ماذا, متى, أين, لماذا و كيف تشكل نظام جيد للمناقشة. أجيبوا عن الأسئلة السابقة و سيصبح الباقي سهلاً. فلتكن المناسبة مثلاً الإنفاق على أسم للمنظمة. من المفترض أنه مع انتهاء الاجتماع سوف يبقى هؤلاء اللذين وافقوا على تلك النقاط الأساسية, أما اللذين لم يوافقوا فسوف يغادرون. و هكذا يصبح هؤلاء اللذين بقوا " هيئة الإدارة " المؤسسة. ليس على المجموعة الأساسية أن تكون أكثر من أربعة أو خمسة أشخاص طالما أنها ترى نفسها قادرة على تمثيل عدد كبير من الأنصار و لديها القدرة على النماء.

2.   انتخبوا رئيساً. لكي يحرز التقدم يجب أن يكون هناك مسؤول. إن قائداً واحداً يكون فعّالاً أكثر من اثنين و يمكن التحقق من سلطة القائد عن طريق تصويت الأكثرية من المؤسسين, علماً أنه ليس من الضروري أن يكون القائد المختار في الاجتماع الأولي هو الشخص نفسه المنتخب في النهاية لترؤس الإتحاد. تلك العملية ستكون على نطاق أوسع, أكثر نموذجية و أكثر رسمية.

3.   ارسموا مخططاً تمهيدياً لقائمة المعتقدات. هذا يشكل وصفاً بسيطاً لفلسفة الإتحاد الجوهرية. يمكن لذلك أن يكون أساسياً إلى درجة القول : " نحن نؤمن بمبدأ الحكم الذاتي و بأن حرية الصحافة ضرورية من أجل نجاحها ". ربما أيضاً يريد أن يتبنّى وقف محايد يستوعب مختلف الجماعات العرقية, العقائد, الأجناس, الأديان و المتقدات السياسية. يمكن أيضاً للإتحاد أن يود تغطية مسائل معينة كالمسؤولية و الاكتفاء الذاتي المادي للصحافة الحرة. يمكنه أيضاً أن يصادق على القيم العالية للسلوك الأخلاقي. يجب ألّا تكون قائمة عقائد المنظمة طويلة و لكن في الوقت نفسه يجب أن تكون شاملة بحيث تنطوي ضمنها أية سياسة أو فعل مستقبلي بشكلٍ كافٍ و وافٍ.

4.   ارسموا مخططاً تمهيدياً لقائمة الأهداف. هذا هو الأساس المنطقي لتشكيل منظمة, و يجب أيضاً أن يكون مختصراً بعض الشيء.أولاً اعرضوا ببساطة الأسباب التي دفعت لتشكيل اتحاد الصحفيين, فمثلاً يكمن أن تتضمن الأهداف :

·        تمثيل الصحفيين المستقلين في الرأي في التعامل مع الحكومة و مع المؤسسات الأخرى داخل و خارج القطر.

·        مشاركة المعلومات المهنية و الخدمة كمنبر للتثقيف الذاتي.

·        تثبيت مجموعة قوانين تخص سلوك الصحفيين و صناعة الأخبار

·        تعزيز مبادئ و سياسات الصحافة الحرة خارج نطاق وسائل الإعلام.

·        تمثيل الصحفيين في التعامل مع أصحاب العمل**

5.   ضع خطوطاً عريضة لوظائف الإتحاد. إن هذا الجزء من ملف الرئيسي – و الذي يشكل انتقالاً طبيعياً من قائمة المعتقدات و الأهداف – يجب أن يصف على وجه العموم ما الذي يخطط الإتحاد أن يكونه و أن يفعله و كيف يخطط أن يعمل, (و هذا سيشكل الأساس لمجموعة رسمية من القوانين الداخلية التي يمكن أن تصاغ في مرحلة للاحقة من التطورات من قبل مجموعة ممثلين من الأعضاء). على سبيل المثال هل يود الإتحاد أن يمثل أوسع نطاق ممكن من وسائل الإعلام المحلية أم أنه سيكون بكل بساطة مجرد تجمع للعضوية الطوعية يعبر فقط عما يتعلق به؟ يمكن له أن يقرر جذب كل المستويات المهنية بما فيها الناشرون و مديرو المحطات, أو أن يحد نفسه بالمناصب الإدارية. يمكن له أن يقرر أن يشمل وسائل الإعلان الإلكترونية و المطبوعة أو أن يحد نفسه فقط بالعاملين في الجرائد. ولربما أيضاً أن يود تمثيل مخرجي الإعلام فقط و بهذا يكون قد وضع نفسه في موضع صوت التعبير عن صناعة الأخبار بحد ذاتها. إن الإجابات على هذه الأسئلة تُملا عادة من قبل " الواقع " أو الحياة العملية. بالإضافة إلى بناء عضوية الإتحاد فإنه يجب أن يكون هناك مخططاً عملياً يخاطب :

·        الوضع الشرعي للإتحاد (هل هو مستقل أو منتسب إلى اتحادٍ آخر؟ هل هو ضروري للتشارك مع الحكومة؟)

·        نشاطات الإتحاد الأساسية ( هل هي التعبير عن الرأي, التثقيف, أم التضامن المهني؟)

·        نشاطات الإتحاد اللارسمية (هل هي عقود العمل أم مناصب سياسية؟)

·        مصدر إيرادات الإتحاد الرئيسي (هل هو الرسوم, إعانات الحكومة المالية أم المنح الخاصة؟)

·        بنية الإتحاد الأساسية (المؤهلات للعضوية, الانتخابات, المنضمون, و الاجتماعات)

ملاحظة : إن العديد من عناصر المهام الخمسة الأولى هذه يجب أن ينجز في الاجتماعات الابتدائية للجماعة المؤسسة.

6.   التمسوا الدعم. تهدف هذه الخطوة التالية إلى ترسيخ و توسيع المنظمة إلى ما بعد قواعدها الأساسية. إن السؤال الأساسي الواجب الإجابة عليه هنا هو : من يمثل الإتحادُ؟ و سوف يقرر الجواب بشكلٍ جوهري قدر التأثير الذي سيتمتع به الإتحاد. و كما ذُكر سابقاً في هذا التقرير, ينصح لجماعة الإتحاد ألا يكونوا تواقين جداً أو حتى محط أنظار قوي في البداية. حتى لو كانت أهداف الإتحاد البدائية متواضعة فإنه عند وصولها سوف يكتسب الإتحاد الغر المصداقية مع نفسه. إن الدخول الصاخب و الدراماتيكي بإفراط إلى مجال ما من شانه جذب الانتباه من دون مبرر. و لكسب الدعم المبكر يجب على مؤسسي الإتحاد أخذ البنود التالية بعين الاعتبار:

·      تأسيس العضوية وسط صحفيين متماثلي التفكير من خلال اجتماعات صغيرة و نشرات مطبوعة؛

·      تقديم طلب لوكالة أو مؤسسة عالمية من أجل منحة للابتداء بالعمل؛

·      دعوة خبراء من الخارج لتقديم النصائح الاتحاد فيما يتعلق ببنيته و نشاطاته؛

·      اللقاء مع موظفي وسائل الإعلام و ممثلي الحكومة لشرح هدف الاتحاد و لكسب موافقتهم المبدئية؛

·      تحديد البحث و تعيين لجان مبدئية للعضوية ترسخ العملية التنظيمية و تعطي الأعضاء إحساساً بالمشاركة؛

7.   أطلقوا الاتحاد. اعقدوا اجتماعات ابتدائية للعضوية, ارسموا مخططات مبدئية و أقرّوا القوانين الداخلية , انتخبوا موظفين, و ابدؤوا نشاط الاتحاد.

لقد كتب هذا التقرير من قبل مركز الصحفيين الأجانب و هو مؤسسة مهنية مستقلّة لا تهدف إلى الربح في رستون في ولاية فيرجينيا. المعلومات و النصائح في التقرير صادرة عن ملفات و تجارب عدد من اتحادات صحفيي الولايات المتحدة الأميركية بما فيها الجمعية الأميركية لمحرري الجرائد و جمعية الصحفيين المحترفين.

نظام القانون الداخلي لاتحاد الصحفيين
 

* في الولايات المتحدة الأميركية يمنح التعديل الأول للدستور الحق بعقد اجتماعات سلمية؛ و يمنح أيضاً حرية الكلام, حرية الصحافة, و حق الأشخاص أن يصلوا بالطريقة التي يودونها و الحق بتقديم الشكاوى إلى الحكومة.

** هذا المثال الأخير يخص الاتحادات الحرفية أكثر من غيرها لكن في معظم البلدان ليس هناك قانون أصلي ضد اتحاد يخدم في هذا المجال. و هنا تجدر الملاحظة أن القضايا الحرفية و قضايا كسب الرزق لا تتوافق دائماً بشكلٍ جيد لأنها تميل لأن تتعرض مع بعضها عند إقرار الأساسيات أو عند الدخول في مفاوضات بشأن اتفاق معين ( و بعبارة أخرى " هل تود أخلاقاً أم طعاماً للعائلة؟ "). ما يزال الاتحاد قادراً على إقرار رواتب الصحفيين, الفوائد و الضمان من غير أن يدخل في المفاوضات.