بهذه الطرق يمكنكم جلب التمويل لمشاريعكم الإعلامية الناشئة

Dec 7, 2022 في استدامة وسائل الإعلام
صورة لأحمد عصمت

يعدّ التمويل هو التحدي الأكبر والأهم الذي يواجه المشاريع الإعلامية الناشئة ويضعها في مأزق الاستدامة والاستمرارية، ولذلك كانت إجابة السؤال "كيف نجلب التمويل؟" محور ورشة تدريبية بعنوان "نماذج الربحية لوسائل الإعلام الناشئة" ضمن فعاليات المعسكر التدريبي الذي نظّمه مركز التوجيه للمبادرات الاعلامية الناشئة التابع للمركز الدولي للصحفيين لتزويد المشاركين/ات بالمهارات الرقمية والمهنية وربطهم بالمتخصصين/ات في الصحافة والتسويق والاستدامة المالية. 

إلى ذلك، يعتبر استشاري تكنولوجيا الإعلام والتحول الرقمي أحمد عصمت أنه من الخطأ السائد الإعتقاد بأن التمويل يقتصر فقط على المصادر المالية، لافتاً إلى أنه خطأ شائع يقع به كثيرون وشدّد على أنّ "ليس كل التمويل هو مال وهناك أشكال أخرى عبر العلاقات تنتج عنها منافع داعمة لابد من الاستفادة منها بشكل أو بآخر".

ويلفت عصمت إلى أنه لكي يدفع الجمهور مقابل المحتوى المُقدم من الوسائل الإعلامية، لا يحتاج مسؤولو المشروعات الإعلامية للعمل على الميديا نفسها بل يحتاجون للعمل على الجمهور واحتياجاته بعد دراسته بدقة ومعرفة كل شيء عنه لمعرفة ما الذي من الممكن أن يدفع في المقابل له، موضحاً أنه ليس من الضروري أن ينجح "نموذج ربحي" لمشروع ما أو لمبادرة ما مع أغلب أو كل التجارب الأخرى المماثلة، لأن لكل مشروع نقاطه الخاصة في جذب الجمهور. 

فهم الجمهور 

يعتبر عصمت أنّ عملية فهم الجمهور الذي نقدّم له المحتوى الإعلامي لن تحدث خلال الجلوس في المكاتب المكيفة طول الوقت والتحدث عن ما يحتاجه الجمهور ومواصفاته وآلامه، لكن الفهم الحقيقي يكون بالنزول للميدان والجلوس في اجتماعات ولقاءات معهم في كل مكان بالشارع وبالحافلة وفي المقاهي وعلى نطاقات مختلفة. 

ويشير عصمت إلى أنّ نماذج الربحية الجديدة للمشروعات الإعلامية تتطلب تغييرات هيكلية ومؤسسية للمشروع خاصة وأن المنتج الإعلامي لم يعد يصنعه الصحفيون فحسب، بل يساهم به خبراء التكنولوجيا والأعمال والمحاسبون والمطورون وغيرهم. 

نماذج الربحية 

يؤكد عصمت أنّ نماذج الربحية القديمة التي كان يعتمد عليها الجميع بدأت باتخاذ أشكال مختلفة ومتطورة خاصة بعدما حصلت تغييرات مالية وأزمات اقتصادية وجوائح حول العالم، موضحاً أنّ التحولات التكنولوجية بدأت لتناسب الأجيال الجديدة مثل جيل z على سبيل المثال (الجيل زد ‏هو الجيل الذي يلي جيل الألفية، ويشير الباحثون فيه إلى مواليد منتصف عقد التسعينات إلى نهاية عقد الألفين كنقطة بدء الجيل، يتبعه جيل ألفا وهم مواليد أواخر عقد الألفين إلى منتصف عقد الألفين وعشرين كنقطة انتهاء له).

الإعلام والترفيه 

يشير عصمت إلى أن الإعلام والترفيه يشكلان صناعة متكاملة، والأمر تحول لأكبر مما يكون مُجرد جريدة تطبع أو قناة أو راديو، لافتاً إلى أن كل تلك المنصات والوسائل الاعلامية باتت تعتمد على الإعلام والترفيه معاً وباتت الصحافة الرقمية تصنع محتواها بشكل تفاعلي على هيئة ألعاب لجذب أكبر قدر من الجمهور المهتم. 

لا تتحدث عن الربحية قبل التكلفة 

تحدث عصمت عن أنه قبل الحديث عن الربحية فى المشروعات الإعلامية، وكم جنينا من أموال ربحية علينا سؤال أنفسنا "ماذا عن التكلفة؟" لأنه علينا كأصحاب مشاريع دراسة المشروع جيدًا وتكلفة المحتوى والرواتب والإيجار والتكاليف الأخرى.  

ويلفت عصمت النظر إلى الأمور التالية لوضعها في الاعتبار فيما يخص النماذج الربحية للمشروعات الإعلامية الناشئة، فما لدينا هو "مخزون قابل للتلف": 

-  مع التطور التقني تصح المعدات الموجودة قديمة كل فترة. 

-  منتج لا ينظر إليه على أنه ضروري. 

-  تعامل الناس مع المنتج الصحفي والإعلامي بشكل موسمي.

 

ويطلب عصمت أن يسأل مسؤولو المشروعات الناشئة أنفسهم بشكل دائم: 

ما هي مصادر الدخل المتوقعة للمؤسسات الاعلامية؟ 

لماذا يدفع الجمهور لمشاهدة فيلم أو مسلسل أو شراء لعبة أو لعبها أونلاين أو شراء خاصية معينة في لعبة ولا يدفع للأخبار؟ 

نظام العضويات 

يُفند عصمت أيضاً أنواع التمويل وطرقها كالتالي: نظام الرعاية - حوائط الدفع المقننة - الفريميوم- الصعبة، موضحاً أن هناك الكثير من التجارب الخاصة بالصحف الأجنبية الشهيرة التي تنوّع طرق العضويات عبر الدفع أولاً بعد الاطلاع على العنوان فقط، وأخرى تجعلك تقرأ فقرتين ثم تطلب الدفع لقراءة المقال كاملاً، وغيرها من باقات الدفع للحصول على باقة مميزة من الموضوعات والنشرات، فيما يعرف بنظام الاشتراكات. 

ويشرح عصمت أن هناك مصادر أخرى لتحقيق أرباح تغيب عن الكثيرين رغم سهولتها وتواجدها بشكل بارز في الدول العربية ومنها: 

-  التعاونيات. 

-  تكوين مؤسسات مجتمع مدني والعمل من خلالها. 

-  استخدام البيانات بكل الطرق المشروعة. 

-  تعليم المواطنين مثل التربية الإعلامية.

-  استغلال المواهب والمهارات الأخرى لدى العاملين.

يذكر أن مسؤولي المؤسسات الإعلامية الرقميّة وأصحاب المشاريع الناشئة يعملون على تطوير أعمالهم وسط تحديات كبيرة، حيث يأتي دور برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلاميّة الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي يستمرّ 10 أشهر لمدّ يد العون ومساعدة ستة صحفيين/ات من أصحاب المشاريع الإعلامية الرقمية الرائدة، في تحقيق أهدافهم الصحفية من خلال تزويدهم بالمهارات الرقمية والمهنية وربطهم ببعض ألمع المتخصصين في الصحافة والتسويق والاستدامة المالية. 

ويحصل المتدرّبون/ات في دورة العام 2022 – 2023، الذين يقيمون في مصر، الأردن، العراق، تونس واليمن على التوجيه حول استراتيجيات التطوّر والاستدامة الإعلاميّة، أبرز الطرق للابتكار، طرق إيجاد مصادر جديدة للإيرادات من أجل دعم أعمالهم ومبادراتهم الناشئة. ويتلقّى المشاركون/ات أيضًا توجيهات وإرشادات لتعلّم كيفية وضع استراتيجيات وتقديم وتطوير محتوى يلبّي احتياجات الجمهور، إضافةً إلى تحسين خطط تسويق المحتوى بشكل فعّال. 

الصورة الرئيسية للموجّه أحمد عصمت.