بقلم نتاشا تاينز
إن التدوين بالنسبة للمدون المصري وائل عباس هو ليس فقط بغرض كتابة مذكرات شخصية على الإنترنت، فلدى عباس مهمة معينة. بالنسبة لعباس فإن مدونته عبارة عن وسيلة للتعبيرحر بداخل بلد يفتقر إلى ذلك حيث يتعرض الصحفيين هناك إلى العديد من المضايقات القانونية. وبحسب الهيئة المصرية لحقوق الإنسان، تم رفع 85 قضية جنائية ضد الصحفيين في الفترة ما بين عام 2004 و 2006.
وقد أطلق عباس مدونته في هذه البيئة المعادية لحرية الصحافة وأطلق عليها اسم "الوعي المصري". وبالإمكان مشاهدتها على العنوان التالي: http://misrdigital.blogspirit.com/. ويقول عباس أنه مصمم على الكشف على انتهاكات حقوق الإنسان في المجتمع المصري و تسليط الضوء على قضايا الفساد والتعذيب وغيرها.
وقال عباس لشبكة الصحفيين الدوليين أن الذي دفعه للتدوين هو الحاجة إلى "صحافة مستقلة وحقيقية وشفافة تغطي قضايا يتم عادة تجاهلها من قبل الإعلام التقليدي."
ويرى عباس أن التدوين عن طريق الفيديو هو وسيلة لإخماد أصوات المشككين في تغطيته. وأشار: " لقد ركزت على الصور ومقاطع الفيديو حتى لا يقوم أحد بالتشكيك في أعمالي. ويستخدم عباس اللهجة المصرية العامة على موقعه حتى يجذب الجيل الجديد الذي قد يجد اللغة العربية الفصحى "مملة". وقد كانت أبرز إنجازاته عندما نشر مقطع فيديو يظهر بعض أفراد الشرطة المصرية وهم يتخذون إجراءات صارمة ضد مجموعة متظاهرين. وقام أيضا بنشر فيديو يظهر فيه جنود وهم يمزقون العلم المصري. وقد أغضب هذه الفيديو المسؤولين المصريين لدرجة أنهم أصدروا مذكرة اعتقال بحقه. وقال عباس لشبكة الصحفيين الدوليين أ ن الحكومة المصرية شنت "حملة تشويه" لسمعته حيث قال احد المسؤولين لتلفزيون محلي أن لدى عباس "ماضي جنائي."
و أشار: "توجب علي أن أنشر السجل الجنائي الخاص بي على مدونتي." وأضاف أنه هنالك إدعاءات أنه شاذ جنسياً وأنه اعتنق الديانة المسيحية. " أرادوا أن يشككوا في أعمالي ويجعلوني أخسر جمهوري."
وقال الصحفي المصري المخضرم هشام قاسم أن الحكومة تعاملت مع ظاهرة التدوين بطريقة تعسفية. وقال لشبكة الصحفيين الدوليين أن رد الحكومة كان كما يلي: "دعنا نعتقلهم الآن وسنحاول فهم موضوع التدوين لاحقاً."
ومن جانبه قال عباس أنه يأمل أن يكو قد أحدث فرقاً إيجابياً في المجتمع المصري. " آمل ذلك وخاصة في مجالات التوعية والحرية." وقال أنه يعتقد أن المصريين حاليا أصبحوا على وعي أكبر بحقوقهم. "عندما يحدث الظلم فأنهم يتكلمون وهذا يختلف عن ما كان يحدث في السابق عندما كانوا خائفين من التحدث علانية."
وبالرغم من المضايقات المستمرة، فقد حظيت جهوده باهتمام من أشخاص آخرين حيث أعلن المركز الدولي للصحفيين (الذي يقوم بنشر الشبكة الدولية للصحفيين) الشهر الماضي أن عباس سوف يستلم جائزة نايت العالمية الصحفية. و تكرم هذه الجائزة الأشخاص الذين يرفعون من مستوى التميز في الإعلام في بلدانهم.
وأشار عباس: "لقد سعدت جداً بهده الجائزة." وأضاف: "ولكن كان لدي مشاعر مختلطة لأن الجائزة لم تقدم من بلدي. أتمنى لو أن بلدي يقدر أعمالي." وبحسب عباس فإن هذه الجائزة ستساعد في جعل عمله أكثر مصداقية وتسكت الأشخاص الذين يتهمونه أنه بأنه ليس صحفياً. " هذه الجائزة ستخمد أصوات الأشخاص الذين يهاجموننا وذلك بسبب أجنداتهم المخفية."
ومن بين المشككين في أعمال المدونين الصحفيين العاملين في الصحافة التقليدية. ويقول قسام أن عدد قراء المدونات في مصر هو قليل. وأشار لشبكة الصحفيين الدوليين أن "التدوين لن يقوم بزعزعة النظام الحاكم." ولكنه أضاف أن التدوين " خلق مساحة للنقاش في المجتمع المصري."
أم بالنسبة لعباس فهو مصمم على المضي في مهمته. " لا شيء سوف يوقفني. الشعب المصري يستحق أن يعرف الحقيقة."