استقبل منتدى الأزمات الصحية العالمية الذي أطلقه المركز الدولي للصحفيين الصحفي توماس أبراهام وهو أستاذ مساعد في مركز دراسات الصحافة والإعلام بجامعة هونج كونج، والذي ألّف كتبًا حول السارس وشلل الأطفال وكان قد عمل في المقر الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية في جنيف خلال انتشار الإنفلونزا. وأدار الحوار باتريك باتلر، نائب رئيس المحتوى والمجتمع في المركز الدولي للصحفيين.
وتحدّث أبراهام عن التغطية الصحفية لفيروس "كورونا" المتفشي وقارنها بالعمل الصحفي إبان تفشي فيروس السارس عام 2003، معتبرًا أنّ المسألة الرئيسية التي يجب التركيز عليها هي الجانب الإنساني في التقارير المتعلقة بالصحة والعلوم.
بالنسبة لتغطية "كوفيد 19"، أشار أبراهام إلى أنّ أي تقرير يجب أن يتضمّن 3 ركائز، الأولى هي الفيروس وما نحتاج إلى معرفته عن هذا الفيروس، أمّا الركيزة الثانية فهي ماذا يحدث عندما يصاب أي إنسان بالفيروس، وتتمثّل الركيزة الثالثة باستجابة الناس والمجتمعات والعلماء والحكومات للفيروس. وقال ابراهام إنّ الصحفيين أعدّوا الكثير من التقارير الجيدة، وأعطى أمثلة على التقارير التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية والمواقع المتخصصة بالأخبار الصحية مثل STAT News.
وحول الدروس من تجربة تغطية فيروس سارس عام 2003، أوضح أنّ الدول وضعت خارطة للتعامل مع الفيروسات بعد "سارس"، أي أنّ الكثير من التدابير المفروضة اليوم وقيود السفر هي إجراءات تتكرّر مع تفشي الفيروسات، والأهم هو أنّ "سارس" كان مقدّمة لوضع الدول نموذجًا لكيفية تبادل معلومات.
وتطرّق أبراهام إلى الموارد التي يمكن أن يستعين بها الصحفيون في أعمالهم، ومنها موقع منظمة الصحة العالمية الذي ينشر الكثير من المواد المهمّة، إضافةً إلى المؤتمرات الصحفية اليومية التي يعقدها المدير العام للمنظمة وفريقه والتي توفّر المعلومات لجميع الناس، الذين بإمكانهم طرح أسئلة أيضًا حول الفيروس. ونصح أبراهام بالتواصل مع أشخاص أصبح لديهم خبرة في تغطية "كورونا"، والبحث عن المصادر على "تويتر".
كذلك شدّد أبراهام على ضرورة الإنتباه إلى الرقم والتفكير بالقصص الإنسانية والحالات الكامنة وراء كلّ رقم، وما هو تأثير الأرقام الجديدة على الجسم الطبي وعلى المرضى. وأشار إلى ضرورة البحث عن حجم المبالغ المالية التي يتم إنفاقها على المعدات والأفراد والأشخاص المسؤولين عن توريد المعدات ومن هم التجار الذين يبيعونها، ونصح أبراهام بتشكيل شبكات من الصحفيين للتعاون في إنجاز التقارير.
عن حرية الصحافة، أعرب أبراهام عن قلقه من حجب المعلومات، مشيرًا إلى أنّ القمع وعدم السماح بالوصول إلى المعلومات أو إيصالها إلى الناس يتسبب بوقوع خسائر بشرية، موضحًا أنّ هذا الأمر من أبرز الدروس المستقاة من أزمة "سارس".
وحذّر أبراهام من المستقبل، قائلاً: "آمل أن يدرك الجميع أنّ الصحة أساسية ويجب الحفاظ عليها والبحث عن الأمراض المعدية وغيرها، فالميكروبات يمكن أن تدمّر العالم"، مضيفًا أنّه يجب أن تزيد التدريبات المتخصصة بالصحافة الصحية لكي يستطيع الصحفيون التعامل مع هذه الأزمات.
يقدّم المركز الدولي للصحفيين وشبكة الصحفيين الدوليين منتدى تغطية الأزمات الصحية العالمية لتغطية آخر مستجدات "كورونا" عبر استضافة خبراء وأطباء وتقديم موارد للصحفيين. لمعرفة المزيد عن المنتدى إضغط هنا ويمكنك الإنضمام إلى المنتدى من خلال فايسبوك.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة ماكسويل ريدجواي.