تشكل مسائل الدفاع عن حقوق الصحفيين في العالم أهم التحديات المطروحة للنقاش على طاولة النقابات والهيئات التمثيلية لمهنة الصحافة، فمعظم الدساتير والمعاهدات والاتفاقيات الدولية تضمن الحماية القانونية للصحفي، كما تكفل أيضا حرية الإعلام والنشر والرأي، لكن يبقى تنفيذ هذه القوانين على أرض الواقع يختلف من دولة لأخرى.
لقد لجأ العديد من الصحفيين والمنتسبين لقطاع الإعلام في الدول العربية إلى تشكيل هيئات نقابية تتكفل بالدفاع عن حقوقهم، وفي هذا الإطار شدد الإعلامي رياض بوخدشة رئيس المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين على دور الصحفي في التكفل بانشغالاته والدفاع عن حقوقه كجانب مكمل لما تكفله القوانين، وذلك من خلال التكتل في هيئات نقابية ومجالس تمثيلية تجمع الأسرة الإعلامية بمختلف أنواعها وتوجهاتها، والعمل ككتلة واحدة لاسترجاع المكانة الحقيقية للسلطة الرابعة.
وتكمن أهمية ذلك في توحيد الرؤى بشأن المسائل والمشاكل المرتبطة بعملهم اليومي، والسعي لأجل تحسين الإطار المعيشي لهم، وتوفير ظروف العمل الجيدة كشرط أساسي لتأدية مهامهم، وأشار رياض بوخدشة إلى خمسة نقاط أساسية سيعمل المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين الذي تأسس بداية شهر أيار/مايو الجاري على تحقيقها، يتعلق الأمر بسن القوانين على غرار القانون الأساسي الخاص بالصحفي، ومراجعة القانون العضوي المتعلق بالإعلام، وكذلك تنصيب الهيئات الضابطة كسلطة ضبط الصحافة المكتوبة ومجلس أخلاقيات المهنة، وتحديد معايير توزيع الإشهار على الصحف، و منح الصحفيين حقهم في انشاء مؤسساتهم الإعلامية، إلى جانب العمل بالاتفاقيات الجماعية والقطاعية بين الصحفيين وملاك المؤسسات الإعلامية.
ويرى رياض بوخدشة أن التنظيمات والتكتلات النقابية تبقى من أهم الحلول أمام الصحفيين العرب التي من شأنها المساهمة في ترقية وتحسين الجوانب المهنية والاجتماعية لهم، كما أن مثل هذه التجارب قد تكشف عن "طاقات كبيرة كامنة، وكوادر إعلامية طموحة وشغوفة بمهنة الصحافة ".
ميلاد مجلس للدفاع عن حقوق الصحفيين في الجزائر
تدعمت الساحة الإعلامية الجزائرية بتنظيم نقابي جديد أطلق عليه اسم المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين، والذي أعلن عن تأسيسه عشية الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة المصادف في 3 أيار/مايو 2019 في جمعية عامة حملت شعار "إعلام منظم – صحافة مسؤولة " وحضرتها نخبة من الصحفيين المنتمين لمختلف وسائل الإعلام الجزائرية، حيث تم انتخاب الصحفي رياض بوخدشة رئيسا له، والصحفي زهير مهداوي نائبا لرئيس المجلس.
تنظيم مهنة الصحافة كأولوية للمجلس
أتت فكرة تأسيس هذا التنظيم النقابي الجديد تتويجا لسنوات من العمل والتنسيق والتشاور بين الصحفيين العاملين في مختلف المؤسسات الإعلامية، السمعية والبصرية، المكتوبة والإلكترونية، والهدف الرئيسي من تأسيسه هو "التصدي للانحرافات والعلل التي بدأت تظهر على المنظومة الإعلامية في الجزائر"، على حد تعبير رئيس المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين، الصحفي رياض بوخدشة في حديثه مع شبكة الصحفيين الدوليين، مضيفا أن التحديات المقبلة التي يواجهها هذا التنظيم النقابي والأسرة الإعلامية في الجزائر بشكل عام، هو العمل ككتلة واحدة " من أجل تنظيم مهنة الصحافة والدفاع عن حقوق الصحفيين المهنية والاجتماعية، و العمل من أجل ضمان حياة كريمة لأهل المهنة وحماية مكاسبهم".
تكوين الصحفيين من المهام الرئيسة أيضا
سيسعى المجلس أيضا بكل ما يملك من أدوات عمل على ترقية مهنة الصحافة، وفي هذا الصدد يؤكد رئيسه رياض بوخدشة، العمل مستقبلا من أجل تسطير برامج لتكوين الصحفيين، ناهيك عن المشاركة وخلق توأمات ثنائية ومتعددة الأطراف وشراكات تعاون مع المؤسسات والتنظيمات المهنية العاملة في حقل الإعلام على المستويين الإقليمي والدولي، الهدف منها تبادل الخبرات والاستفادة من تجارب نقابات الصحافة والهيئات الإعلامية المتخصصة في العالم العربي وباقي دول العالم، وتوظيف ذلك في ترقية المنظومة الإعلامية في الجزائر وضمان تكوين جيد للصحفيين، مع الحرص على أن يبقى المجلس منفتحا على كل المبادرات والاقتراحات البناءة، بما يصب في ترقية المهنة وتحسين ظروف ممارستها.
الاهتمام بإعلاميي المهجر
التكفل بانشغالات الإعلاميين الجزائريين الذين يمارسون المهنة في المهجر هو أيضا من صميم اهتمامات المجلس الوطني للصحفيين، بحسب ما أضاف بوخدشة، مشيرا إلى "فتح مجالات الحوار والتنسيق مع الكوادر الإعلامية الجزائرية المغتربة"، التي تعمل في كبريات المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية والاستفادة من خبرتها، إلى جانب "التنسيق والعمل مع الإعلاميين العاملين لحساب المنابر الإعلامية الأجنبية المعتمدة في الجزائر".
الإسهام الفعال في الأنشطة النفعية العامة
يضطلع المجلس الوطني للصحفيين بدوره كاملا في المشاريع والأنشطة التي تخدم المجتمع المدني، انطلاقا من كونه أحد مكوناته الأساسية، وفي هذا الإطار يؤكد رياض بوخدشة أن المجلس وضع هذا الهدف كأحد أولوياته، حيث سيعمل على المساهمة الفعالة والبناءة في الأنشطة النفعية ذات الطابع العام بصفة أشمل، إلى جانب الانخراط بشكل ايجابي في "مختلف القضايا الوطنية والدولية الشاغلة للرأي العام في حدود ما تقتضيه المصلحة العليا للبلاد، وطبقا لروح الدستور الجزائري والقوانين المعمول بها في المجال النقابي"، بدون "الزج به في صراعات غير تلك النابعة من قناعة الصحفيين بعيدا عن الحسابات الظرفية مهما كانت".
الصورة الرئيسية من ميلاد مجلس للدفاع عن حقوق الصحفيين في الجزائر