اعترافات محررة وسائل اعلام اجتماعية

بواسطة Yolanda Ma
Oct 30, 2018 في الإعلام الإجتماعي

ماذا يفعل محرر وسائل الإعلام الإجتماعية؟

هذا بالضبط ما كتبته في محرك البحث غوغل قبل أن أبدأ عملي في ساوث تشاينا مورنينغ بوست فى هونغ كونغ كأول محررة للصحيفة في مجال وسائل الإعلام الإجتماعية في صيف عام 2010.

لم تكن نتائج البحث مرضية. أحد أبرز محرري وسائل الاعلام الاجتماعية المعروفين في ذلك الوقت كانت بالطبع جينيفر بريستون من صحيفة نيويورك تايمز.

غير أن الأمور تتحرك بسرعة حيث ألغت النيويورك تايمز منصب محرر وسائل الإعلام الاجتماعي لديها بعد ثلاثة أشهر من بدأ عملي.

تعلمت درسين على الأقل هنا: الأول أنه لا يوجد الكثير من الخبرة الجماعية المتاحة لمشاركتها، والثاني أن الأشياء تتغير بسرعة (إذا لم تتغير بسرعة جداً) في عالم وسائل الاعلام الاجتماعية. لذا، فإن مهنة محرر وسائل الاعلام الاجتماعية تعني بحكم التعريف عدم توقف الاستكشاف والتعلم.

مع ذلك، وحيث أصبحت مهنة محرر وسائل الاعلام الاجتماعية أكثر شيوعاً في غرف الأخبار- في الحقيقة هناك موجة من التوظيف الجزئي- فهناك بعض المهام الوظيفية الملموسة، لعل أهم ثلاثة هي:

1. التخطيط والتنفيذ الاستراتيجي لوسائل الاعلام الاجتماعي:

هناك مواقع تواصل اجتماعي غير فايسبوك وتويتر. بدلاً من تقليد ما يفعله الآخرون، يحتاج محرر وسائل الاعلام الاجتماعية أن ينظر بعناية لماذا وكيف ينبغي أن يستخدم كل موقع كقناة لوسيلته الإعلامية.

من هو الجمهور المستهدف؟ أي نوع من الأخبار يريدون؟ ما الوقت الذي يقضونه على وسائل الاعلام الاجتماعية؟ أي نوع من التطبيقات الإلكترونية يستخدمون؟ كل هذه الأسئلة تصنع فرقاً في القرار.

في الدول التي يهيمن فيها الفايس بوك وتويتر، فالقرار عادة أسهل. لكن بالنسبة للبلدان الآسيوية، يصبح من المهم البحث عن مواقع التواصل الاجتماعي المحلية. إن كنت تستهدف قراءً صينيين، فمن الصعب تجاهل خدمة التدوين المصغر Sina Weibo. تشغيل حساب مؤسستك الإخبارية على Sina Weibo قد يكون مختلفاً عن تشغيله على تويتر.

بعد أن يتم اختيار موقع التواصل الاجتماعي يأتي دور التحرير. تقوم بعض الصحف مثلاً بربط حساباتها على تويتر بحساباتها على فايس بوك، الأمر الذي قد يوفر الكثير من الوقت، لكنه لا يخدم حقاً قراءهم على مواقع الاعلام الاجتماعية.

على صفحة الصحيفة على الفايس بوك، كنت أنشر تحديثات يطغى عليها طابع السؤال لإشراك القراء وخلق المناقشات. في حين كان حسابنا على تويتر يرسل تحديثات بعناوين مباشرة.

2. بناء المجتمعات:

عادة ما أصف القيام بإنشاء وتحرير المواد بالشق التقليدي في عمل وسائل الاعلام الاجتماعية. في حين تصف بعض وسائل الاعلام الاجتماعية مهام الوظيفة كمدير مجتمع اجتماعي، مشددة على أن إشراك المجتمع هو جزء من المهمة. يمكن أن يكون المجتمع ضمن قراءك أو مستمعيك، أو أبعد من ذلك. يمكن أن يكون عبر الإنترنت، أو في الحياة الواقعية.

هناك جميع أنواع المبادرات عبر وسائل الإعلام الجديدة تنطوي على إشراك المجتمع الأكبر، من تقصي الحسابات الحقيقة في الغارديان، إلى موقع هايبر لوكل لصحيفة نيويورك تايمز. في الواشنطن بوست، رأينا خريطة تفاعلية تستخدم الجمهور في قضايا تدمير البيئة في هونغ كونغ تسمى CitizenMap.

حيث يقف مدير المشروع خلف المبادرة، ينطوي العمل على تخطيط وتصميم وتطوير فكرة الموقع والتواصل مع المنتجين والمصممين لتحويل هذه الفكرة إلى مشروع.

ينطوي أيضاً على التسويق وتوعية الجماهير بشركاء محتملين لبناء شبكة قوية من الأشخاص المهتمين بالقضية. ومن ناحية المحتوى، فإن التحرير وإشراك القراء/المستخدمين لا يزال جزءاً أساسياً لضمان جودة الموقع. إن كانت مؤسستك الإعلامية تملك مشروعاً كبيراً كالمواطنين الصحفيين في شبكة سي إن إن وقررت دعم مبادرات مماثلة، فأنت محظوظ. لكن في معظم الحالات، فإنه على محرر وسائل الاعلام الاجتماعية القيام بأكثر من مجرد التحديثات على وسائل الاعلام الاجتماعية أو التحرير.

3. دمج وسائل الاعلام الاجتماعية في غرفة الأخبار:

إن مهنة محرر وسائل الاعلام الاجتماعية هي منصب أنشئ حديثاً في العديد من المؤسسات الإخبارية، فإن دمجها يعني إدخال المواد ضمن الخط التحريري كما يعني تدريب الناس.

للمطبوعات مثل الصحف، هناك الكثير من التجارب الصغيرة التي يمكن القيام به- من نسخ التعليقات من فايس بوك ونشرها في الصحف الورقية (والذي كان محط ترحيب كبير في الواشنطن البوست)، إلى طرح أسئلة بخصوص قصص على صفحتها الأولى وحول الشخصيات البارزة وتوجيه النقاش إلى وسائل الاعلام الاجتماعية. عادة فإن صفحة الرسائل أو صفحة الرأي هي مكان جيد للبدء.

على الرغم من الاعتقاد الحالي بأن وسائل الاعلام الاجتماعية مهمة جداً في الصحافة الحديثة، سوف تتفاجأون بعدد الصحفيين والمحررين الذين لا يتمتعون بأي إلمام بوسائل الاعلام الاجتماعية، ناهيك عن دمج وسائل الاعلام الاجتماعية في عملهم اليومي. تدريب الناس يستغرق وقتاً وجهداً، غير أن تغيير العقلية هو دائماً أكثر صعوبة من تعليم المهارات.