استدامة المشاريع العلمية الإعلامية في العالم العربي

بواسطة سيرين عبيدي
Feb 23, 2024 في موضوعات متخصصة
صورة

تعد ريادة المشاريع الإعلامية من بين أصعب التحديات التي يواجهها المبدعون ورواد الأعمال في عالم الإعلام.

يشكل بناء مشروع إعلامي ناجح واستدامته تحديات متعددة تتطلب رؤية استراتيجية متقدمة وقدرة على التكيف مع التغيرات المستمرة في البيئة الإعلامية. يتنوع هذا التحدي بين التنافس الشديد، والتغيرات التكنولوجية السريعة، واحتياجات الجمهور المتغيرة، مما يجعل عملية بناء وتحقيق استدامة المشاريع الإعلامية أمرًا معقدًا.

في هذا السياق، يواجه رواد ورائدات المشاريع الإعلامية ضغوطًا هائلة لابتكار محتوى فريد وجذاب يجذب الجماهير ويحافظ على انتباههم في وقت تتسارع فيه وتيرة التطور التكنولوجي، وتزداد تحولات السوق بشكل سريع.

في رحلة استكشاف "نقطة"، نتجه نحو تفاصيل أكثر عن هذه المنصة الإعلامية الرائدة وتجربة السيد عبد الكريم عوير في قيادتها. يبدأ الحديث بالتركيز على مفهوم الصحة العلمية، فقد قدّم تعريفه وتحدث عن تجربته في إطلاق أحد أهم المشاريع الإعلامية العلمية في الشرق الأوسط، حيث يتابعه عشرات الآلاف.

أحد المحاور البارزة في اللقاء كان قصة بداية المشروع التي انطلقت من حوار مع والده حول تحويل الزيت إلى ديزل، لتتحول فيما بعد إلى مشروع إعلامي كبير يضم فريقًا من المتخصصين والمتخصصات في الصحافة والتكنولوجيا والبيئة. تحدث عبد الكريم عن أهمية العمل على فهم الجمهور المستهدف واحتياجاته بدون التخلي عن هوية المشروع، حيث كان ربط العلوم بالحياة اليومية للمواطن العربي تحديًا كبيرًا نجح عبد الكريم في تحقيقه بصحبة فريقه، من خلال صناعة محتوى هادف وتطوير نموذج أعمال فريد.

تطرّق عبد الكريم إلى تجربته في برنامج مركز التوجيه التابع لشبكة الصحفيين الدوليين، فقد عملَ على بناء تجربة مستخدم متميزة على الموقع الإلكتروني للمشروع، ولفت إلى أنّ كل مقال يمثل تحديًا فنيًا وعلميًا يتطلب الجهد والوقت لكتابته، وخصوصًا عمليات صياغة العناوين التي تُعتبر بوابة للاستكشاف في المحتوى، كما أكد عبد الكريم أن كل مقال يأخذ وقتًا لكتابته، ووقتًا أطول لكتابة العنوان.

وشدد عبد الكريم على أهمية بناء علاقات تعاون قوية مع العلماء والأطباء والمنصات الإعلامية الشريكة، مشيرًا إلى أن هذه العلاقات تُعدّ مصدرًا ذهبيًا لضمان دقة المعلومات وترقية جودة المحتوى. وتحدث عن تجربة البودكاست "عالمات عربيات" الذي قامت "نقطة" بإنتاجه بالشراكة مع منصة "قصص نساء سعوديات"، والتي تشرف عليها الصحفية السعودية شيخة الدوسري. وأطلق المشروع لسرد قصص العالمات العربيات وترسيخ سردية عربية بأصوات عربية عن نجاحات عربية.

وأكد عبد الكريم على أهمية صناعة شبكة علاقات قوية مع العلماء والأطباء والعاملين للاستفادة منها كمصادر أصيلة في التدقيق وحضور المؤتمرات العلمية لتوسيع هذه الشبكات. وشدد على أهمية متابعة عدد كبير من العالمات العربيات على وسائل التواصل الاجتماعي للاستفادة مما ينشرنه.

ناقشنا تحديات الذكاء الاصطناعي وعلاقته بالصحافة العربية، حيث أكد عبد الكريم أن الذكاء الاصطناعي سيف ذو حدين، حيث يكون مساعدًا لتوليد الأفكار ولكن يجب دائمًا التدقيق والبحث والتركيز على العنصر الإنساني، مشيرًا إلى أن التعويل عليه في الكتابة يجعل المقالات متشابهة، وأكد على أهمية أنسنة القصص العلمية والبحث عن علاقتها بالحياة اليومية العربية وهواجس المواطن. وأضاف أن التعامل مع معلومات طبية وعلمية دقيقة فرضت على مشروع "نقطة" إطلاق منصة "تحري" لتدقيق المعلومات العلمية.

وأكد المدير التنفيذي لـ"نقطة" على أهمية البحث عن الأشياء المتقاطعة لا المتشابهة، ودعا رواد المشاريع الشباب إلى عدم الالتفات إلى اليمين أو اليسار إلا للحصول على المعلومة والتدقيق فيها. وأكد دائمًا على أهمية التركيز المباشر على الهدف، والذي هو صناعة مشاريع قوية ومفيدة تقدم سردية عربية تشبهنا وتحتفي بالعلم وترفض التضليل والروايات المغلوطة.