كتب مهيب زوى، وهو أحد المشاركين في برنامج مركز التوجيه التابع لشبكة الصحفيين الدوليين: إذا أردت أن تحدد أو تحصي عدد المواقع الإلكترونية عالميًا فذلك قد يغدو مستحيلًا لأن تعدادها لن يتوقف. لكن، آخر رقم توصّلنا إليه قبل الانتقال لكتابة هذا المقال بلغ "1,726,493,254"، نعم أكثر من مليار و726 مليون موقع بحسب إحصائية Internet Live Stats.
تتنافس هذه المواقع من حيث نشاطها وتوجهها ومحتواها وكلٍ في مجاله سواءً كانت تعليمية، علمية، إخبارية أو ترفيهية وكذلك الأمر بالنسبة للمواقع الفرعية أو المتخصصة في مجالات فرعية.
وبين هذا الكم المهول يصل التنافس مراحل عالية جدًا حد "كسر العظم" ويتم بشكل دائم تطوير آليات ترويجية وآليات ضمنية للمحتوى المقدم لتتكاملان لجذب الجمهور، فيما تلجأ بعض المؤسسات لإنفاق مبالغ طائلة، لجلب مزيد من الزوار والمتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي وتهتم بعدد مشاهدات الموقع وترتيب الموقع على موقع "أليكسا"، دون الاهتمام بجودة المحتوى وكفاءته أو الجمهور المستهدف، في حين يلجأ البعض الآخر إلى أخبار الإثارة كوسيلة لكسب أكثر عدد من المشاهدات.
"المشهد اليمني": نموذج جديد في عالم الصحافة
يقول عبدالرحمن البيل مؤسس موقع "المشهد اليمني" -أحد المواقع المتصدرة على قائمة Alexa للمواقع اليمنية- عن تجربتهم فيما يخص جذب الجمهور: "انطلق المشهد اليمني في وجود مواقع كثيرة وكان التنافس معها يبدو صعبًا بعض الشيء، لذلك ركزنا على الأحداث التي لا يغطيها الآخرون وعملنا على توفير مصادر أوسع للخبر وإشراك الجمهور نفسه كمصادر لنا، وتعاون معنا الكثير منهم وهذا أحد الأسباب الهامة باعتقادي لجذبهم، كما تمكنَّا من جذب جمهور أوسع من خلال تغطية أخبار جريئة".
ويضيف: "أولينا اهتمامًا بأخبار اليمنيين المغتربين في منطقة الخليج وأمريكا وهي ما أعطتنا تفاعلًا ممتازًا ورفعنا وتيرة نشاطنا على مواقع التواصل الاجتماعي بحيث تصل أخبارنا إلى أكبر قدر ممكن من الجمهور، فحصدنا خلال فترة لا تتجاوز عام ونصف قرابة ٢ مليون متابع".
ومن العوامل التي أدت لانتشار "المشهد اليمني" بحسب البيل، "الاهتمام بسرعة تغطية الأحداث المتسارعة خلال أعوام ٢٠١٣ و ٢٠١٤ مما أدى إلى زيادة انتشار الموقع أيضًا. على الرغم من العوائق الكثيرة في الوصول إلى مصادر المعلومة نتيجة الوضع الحالي في اليمن، حاولنا قدر الإمكان أن نحافظ على هذه السمات بجذب شبكة مراسلين أوسع ومتعاونين جدد".
القيمة المضافة في المحتوى
قدمت الكثير من الدراسات وعشرات المقالات نصائح متعددة لخوض هذا التنافس بنجاح وجذب الجمهور لموقعك، إذ يرى محمد عمر – منشئ مشروع "إعلانجي" في موضوع منشور على موقع ijnet بعنوان: كيف تسوّق وسائل الإعلام لنفسها عبر شبكات التواصل الاجتماعي؟
إن تحقيق أي موقع جاد لمشاهدات وزوار كثيرين أو ما يُعرف "بالترافيك" يأتي عن طريق التفاعل بطرق "شرعية" من خلال محتوى مميز، ودراسة سلوك القرّاء وتفضيلاتهم على الموقع، وما يريدون معرفته، وطريقة العرض، وما هي القيمة المضافة التي تقدّمها في موادك الصحفية "هل تجعلهم أكثر علماً؟ أكثر مرحًا؟ أكثر ثقافة؟"... إلخ.
ومع الاهتمام بمحركات البحث وتطبيق استراتيجية ممتازة للصفحات سوف تضمن مشاهدة عالية للمحتوى. وأضاف عمر نقطة أخرى وهي وجود "شخصية" للمنتج، فعندما تكون متشابهًا في محتوى الموقع والمحتوى المقدّم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، فذلك سيحتاج منك إلى تكوين فريق عمل متوافق مع بعضه، يصنع نفس مستوى الخدمة الإعلامية المقدمة من نوعية المحتوى والغرافيك المرافق ومستوى المحتوى الموزّع عبر قتوات التواصل الاجتماعي. وهذا ما يمكن أن يضمن لك جمهور وفي يتابعك ويثق بما تقدّم له.
ويرى عمر أن النجاح لا يقاس بالكمّ، فبعض المواقع استخدمت موضوعات الجنس لتحقيق زيارات عالية، لكنها تركت انطباع سيء لدى القرّاء والكثير من التعليقات السلبية بينما هناك أسماء حققت نجاحاً وحافظت على استمراريتها بمهنية مثل: MBC ،BBC والجزيرة.
ويؤكد الصحفي محمد فاضل العبيدلي - المدرب ضمن شبكة الصحفيين الدوليين ijnet - أن صناعة المحتوى الجيد بقالب جيد "مهم جدًا" ولن يتجاهله القراء، منوهًا، أن على صاحب المشروع أن يحدد أهدافه وجمهوره بدقة وألا يلتفت للكم بل للكيف، مشيرًا إلى أن العديد من المواقع تهتم بالشكل والتصميم وتتجاهل المحتوى أو لا تصنع محتوى جيد،" لكن هذا لا يستمر طويلاً فالقارئ ليس غبيًا". وأضاف "عليك أن تحترم جمهورك وأن تعرف ماذا تريد أن تخبرهم".
نصائح سريعة لجذب القراء
- أن تعرف جمهورك واهتماماته.
- كتابة المقالات المختصّة البعيدة عن العموميات والانطباعات الخاصة للفرد.
- اكتب مقالات مفيدة وملهمة، لأنه سيتم تداولها ومشاركتها بشكل أكبر.
- استخدم عنوانًا مميزًا.
- اهتم بالنوعية قبل الكم، فالمحتوى الموجز، المدروس والمنطقي، سيشجع القراء على التفاعل.
- اسأل القراء عن نوع المحتوى الذي يفضلونه - وقم بكتابة المزيد منه.
- اختر الوقت المناسب لنشر مقالك وتوزيعه على شبكات التواصل الاجتماعي.
- وثق معلوماتك بالأدلة والمراجع، سيساعدك ذلك على كسب المصداقية وزيادة الثقة فيك.
- كن مطلعًا على الأحداث والمستجدات ذات الصلة بالمجال الذي تكتب عنه.
- ضع قائمة بالموضوعات التي شاركھا الجمهور أكثر من غیرھا.
مهيب زوى، هو أحد المشاركين في برنامج مركز التوجيه بدورته الثالثة التابع لشبكة الصحفيين الدوليين بنسختها العربية بهدف تطوير مشروعه الإعلامي من ضمن مشاريع أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
الصورة الرئيسية من موقع أليكسا