خلال فترة قصيرة استطاعت أعمال الكوميكس والكاريكاتير التي يصممها إسلام جاويش أن تحقق انتشاراً واسعاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالأخص فيس بوك وتويتر، نظراً لبساطة الرسوم التي استخدمت نمط "الإسكيتش" في عرض الأفكار المعبّرة ببساطة عن أفكار الشباب من خلال صفحة "الورقة".
شبكة الصحفيين الدوليين التقت رسام الكاريكاتير إسلام جاويش، للتعرف على تجربته وكيف يمكن لرسامي الكاريكاتير الاستفادة منها.
شبكة الصحفيين الدوليين: حدثنا عن بدايتك مع فن الرسم؟
بدأ حب الرسم معي منذ الطفولة، منذ عمر 4 سنوات ساعدني كثيراً تفهم أسرتى لموهبتي نظراً لأن أختي وخالتي وجدي فنانون تشكيليون، لذلك أعطوني المساحة لإخراج الموهبة، وتطويرها، كما تعلمت منهم الأساسيات لأن الدراسة الأكاديمية مهمة لكن وحدها ليست كافية نظراً إلى ما يمكن أن تقدّمه إلى جانب الموهبة.
شبكة الصحفيين الدوليين: كيف تمكنت من تطوير موهبتك؟
من خلال القراءة المتعمقة في فن الكاريكاتير والكوميكس في العالم، ومعرفة تجارب الفنانين المشهورين في هذا المجال، وفي مجال الرسوم المتحركة أيضاً، وأشهرهم والت ديزني، كما أنني أحرص على حضور ورش رسم الكاريكاتير لتطوير مهاراتي.
كما أنني أحاول الاستفادة من مجال عملي في تصميم وتحريك الرسوم المتحركة في تحويل الكوميكس إلى فيديو قصير، تمهيداً لتحويله إلى أعمال أطول في المرحلة القادمة، من خلال قناة "الورقة"على موقع يوتيوب.
شبكة الصحفيين الدوليين: لماذا اخترت نمط الرسم على ورقة "اسكتش" وهو النمط المميز في أعمالك؟
نمط الرسم المستخدم في الورقة ليس بجديد لأنه شكل عالمي معروف لكنه غير مستخدم عربياً، وهو أسلوب رسم جميل مقرب من الناس وله أشكال متعددة، وعندما قررت استخدامه كان حلمي عبارة عن تقديم مستوى فني قريب من المستوى العالمي يتمكن من المنافسة في المستقبل. أمّا التحدى الذي واجهني كان في تصميم الشخصيات ونمط الكتابة، والأفكار التي أعبر عنها.
شبكة الصحفيين الدوليين: كيف كانت إنطلاقة "الورقة" عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
الورقة فكرة بدأت قبل سنتين، بصفتها كوميكس مصري يحاكي العالمي، على طريقة كريس ويلسون، لأننا ليس لدينا على مواقع التواصل الاجتماعي أشكال ورموز تميزنا بل هي منقولة، مثل شخصية "أساحبي"، ما دفعني لتصميم شخصيات تعبر عن الواقع المصري، فكانت البداية من خلال تويتر الذي يقيد التعبير بـ 140 حرفاً، وقررت تقديم رسوم الكوميكس للتعبير عن أفكاري.
في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي انطلقت صفحة الورقة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وهو ما عمل على زيادة عدد المتابعين ثم انطلقت صفحاتنا عبر مواقع انستجرام وجوجل بلاس و بينتريست، وسوف يصدر الموقع قريباً للتشبيك بين كل وسائل التواصل الاجتماعي بما يضمن الوصول للمستخدم.
شبكة الصحفيين الدوليين: من واقع خبرتك كيف يمكن تحقيق نسبة مشاركة مرتفعة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي؟
وسائل التواصل الاجتماعي ليس لها قاعدة للتحكم في نسبة الإقبال من المستخدمين، في بعض الأحيان رسومات عادية تحقق معدلات عالية من الانتشار، مثل مجموعة كوميكس نشطاء الكيبورد.
شبكة الصحفيين الدوليين: هل تحرص على التواصل مع مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي؟
أتواصل معهم بشكل مستمر، وأنشر التصميمات التي يرسلها المعجبين بالصفحة، وهو ما دفعني لوضع قسم على موقعي الإلكتروني الذي ينطلق قريباً، يمكّن المستخدم من تصميم الرسوم ونشرها، بهدف تشجيع الهواة.
شبكة الصحفيين الدوليين: ما هي النصائح التي تقدمها لفناني الكاريكاتير والكوميكس المبتدئين؟
أنصح بتحفيز جنون الأفكار والابتكار بعيداً عن فخ النمطية والتقليد، لابد للفنان أن يطلق العنان لخياله، وأن يكون واسع الأفق، وقبل ذلك يصدق موهبته أولاً، لأن التميز في الاختلاف. أذكر أنني في بداية مشواري رُفضت أعمالي في الصحف، ولذلك لجأت لمواقع التواصل الاجتماعي واليوم أصبحت إدارات الصحف تتصل بي لنشر رسومي عبر صفحاتها، وهو ما رفضته لأني أستعد لإصدار موقع إلكتروني خاص بي وأيضا طباعة كتاب يساعد على انتشار فن الكوميكس.
أذكر جيداً في بدايتي قيل لي أن خطي غير مقروء ورسومي بدائية لكن أمام إصراري على تحقيق حلمي وتقديم فن محتلف حققت الانتشار، وحاولت التجديد من خلال بعض الرسومات التي أظهر فيها بنفسي وأنا أتحدث إلى "ظيظو" إحدى شخصيات الكوميكس التي ابتكرتها، إلى جانب شخصيات "سكسكه وصابر وصفية وفرج" وبالتدريج تأثر بهم الجمهور وارتبط بهم لأن كل واحد منهم يعبرعنهم.
ومن خلال تجربتي يمكن تحويل حوار عادي إلى لوحات كوميدية وإخراجها بشكل غير تقليدي مثل اسكتشات الفتاة النكدية وانقطاع الكهرباء التي قدمتها.
شبكة الصحفيين الدولية: ما هي أفكارك للتطوير؟
كل ما أحاول الاجتهاد فيه هو تقديم أفكار تعبر عن الواقع الذي لا يخلو من الكوميديا بطبيعة الحال، وهو مخزون من الأفكار جمعته داخل عقلي منذ سنوات، وأسعى للتوسع في تحويل الكوميكس إلى رسوم متحركة وهو ما بدأته بالفعل عبر قناتي على موقع يوتيوب.
كما أنني أعمل من خلال فريق عمل متكامل في الكتابة والتحريك والمونتاج، منهم الكاتب أحمد فتحى، وغالباً ما تكون الأعمال المنشورة هي نتاج ورش عمل، وهي مجرد خطوة لفن جديد مازلت لم أجربه في الشارع، لكن شجعني على تقديم كتاب عن بعض التصميمات التي تمت طباعتها على اللّافتات في الشوارع.
أسعى دائما للاطلاع على التقنيات الحديثة التي يمكن من خلالها تقديم تصميمات أفضل في مدة زمنية أقصر، فبدلاً من استغراق 7 شهور لتصميم فيديو مدته 15 ثانية، أصبح الأمر يستغرق أسابيع وأحياناً أيام قليلة.
للراغبين بتعلّم فن رسم الكاريكاتير، ينصحكم جاويش بالإطلاع هنا، وهنا.
الصورة من أعمال إسلام جاويش، وُضعت بعد أخذ الإذن.