مع تزايد انتشار المعلومات المناخية الخاطئة والمضللة، تبرز الحاجة إلى استراتيجيات فعّالة لمواجهتها بدون المساهمة في تضخيمها أو تعزيز انتشارها، ومساعدة الجمهور على التمييز بين الحقائق والادعاءات المضللة مثل "الغسل الأخضر" وحملات التضليل الممنهجة.
في هذا المقال، نشارك معكم أفضل 10 ممارسات يُوصى بها للإعلاميين وغرف الأخبار للتعامل مع المعلومات المناخية المضللة، وفقًا لدليل "misinformation Navigating climate" الصادر عن تحالف العمل المناخي ضد التضليل، Climate action against disinformation، وهو تحالف عالمي يضم أكثر من 50 منظمة بارزة في مجال المناخ ومكافحة المعلومات المضللة، يهدف إلى اتخاذ إجراءات موحدة لمواجهة انتشار المعلومات الخاطئة حول تغير المناخ.
وصدر هذا الدليل في تشرين الأول/أكتوبر 2022 ليكون موردًا للصحفيين الذين يغطون قضايا المناخ؛ لمساعدتهم على فهم المعلومات المضللة والتعامل معها بفعالية.
ما هو التضليل المناخي؟
يُعرف تحالف العمل المناخي ضد التضليل (CAAD) المعلومات المناخية المضللة على أنها محتوى يشكك في وجود تغير المناخ أو تأثيراته أو يقلل من دور النشاط البشري في التغير المناخي، أو يثني عن اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجته.
ويشير التحالف إلى أن خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي، وإنفاق شركات الوقود الأحفوري على الدعاية والعلاقات العامة، والمشهد الإعلامي المتغير، والمناخ السياسي المتقلب بشكل متزايد، جميعها ساهمت في زيادة كبيرة في تداول المواد الملفقة أو المضللة على الإنترنت.
أفضل 10 ممارسات لمواجهة التضليل المناخي في الإعلام
هذه الممارسات مستندة إلى تقرير معهد أبحاث البيانات والمجتمع لعام 2020 للإبلاغ عن المعلومات المضللة، وهي كالتالي:
1.قيّم إذا كان الأفضل تجاهل المعلومات المضللة أو كشفها.
ينصح الدليل بتقييم تأثير المعلومات المضللة ومدى تداولها قبل اتخاذ قرار بتفنيدها، فإذا كانت غير معروفة/منتشرة إلى حد كبير، ففي هذه الحالة يُنصح بتجاهل النشر عنها مع الاستمرار في مراقبتها تحسبًا لأي تصاعد في انتشارها.
أما إذا كانت المعلومات المضللة منتشرة بشكل كبير ففي هذه الحالة يتعين كشف التضليل على أن يبدأ التقرير بعرض الحقائق أولا قبل الإشارة إلى الإدعاء المضلل.
2- احذر من أن يتم التلاعب بك
في بعض الأحيان يتم التلاعب بالصحفيين بهدف دفعهم على تغطية المعلومة المضللة للمساعدة على توسيع نطاق انتشارها لذلك يجب الحذر من الوقوع في هذا الفخ. وينصح الدليل بأنه في حال كان هناك حملات ممنهجة تعمل على نشر المعلومات والصور المضللة فيفضل الانتظار لحين تحديد هوية الجهة المُحركة لهذه المعلومات أولًا.
ويتناول تقرير معهد أبحاث البيانات والمجتمع "اختراق المصادر" تفاصيل أكثر عن التكتيكات التي تُستخدم للتلاعب بالمراسلين لحملهم على المساعدة في نشر المعلومات المضللة، إلى جانب توصيات موجزة للصحفيين، منها على سبيل المثال: عدم نشر المواد المضللة بدون فحص وتأكيد مصدرها الأصلي، وخاصة بالنسبة للصور حيث يستخدم المتلاعبون أساليب مختلفة لإخفاء أصول الصور، وهنا يمكن استخدام برامج البحث العكسي عن الصور للبحث عن أصل الصورة واستخدام البيانات الوصفية الموجودة لاستنتاج ما إذا كان هذا من عمل فرد أو مجموعة أو كان هناك شخص متورط في المسألة، وهنا لا ينبغي إعادة النشر بدون التأكد من مصدر موثوق.
3. تجنب الإشارة إلى المعلومات المضللة في العناوين الرئيسية
تظهر الأبحاث أن معظم الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي يتشاركون الأخبار بدون قراءة ما هو أبعد من العنوان الرئيسي، وقد تتسبب الإشارة إلى المعلومة المضللة في العنوان الرئيسي في ضرر أكبر من النفع وتساهم في تعزيز انتشارها. وينصح بتركيز العنوان على عرض الحقيقة بدل من نفي الإدعاء المضلل.
4. استخدم تقنية "شطيرة الحقيقة" لتفنيد المعلومات المضللة
يوصي مؤلفو دليل "تفنيد المعلومات" بتقنية اتصال تُعرف باسم "شطيرة الحقيقة". وتعتمد هذه التقنية على عرض الحقيقة أولا، ثم ذكر الادعاء المضلل، ثم إنهاء التقرير بالمعلومات الصحيحة لدحض التضليل.
5. لا تضخم التهديد في الحالات غير المؤثرة
يشير الدليل إلى ضرورة التفرقة بين حملات التضليل الواسعة النطاق والمُنسقة التي تتطلب تدخلًا إعلاميًا لكشف الادعاءات المضللة، والحالات الفردية ضعيفة التأثير. ويحذر الدليل من أن المبالغة في إعطاء أهمية لهذه المعلومات يمكن أن يجذب زخم غير ضروري إلى هذه الادعاءات.
6. تجنب تبني لغة الجهات المضللة
ينصح الدليل بعدم استخدام نفس اللغة التي تستعين بها "الجهات المضللة"، مشيرًا إلى أن استخدام نفس أسلوبها قد يؤدي إلى تعزيز أفكارها بدون قصد. وينصح باستخدام لغة رصينة تتميز بالوضوح وتفنيد الحقائق وعرض الأدلة بدون تهكم أو سخرية.
7. تجنب التأطير الحزبي عند تفنيد الادعاءات
ينصح الدليل بالبعد عن الإطار الحزبي والتركيز على العلم والبيانات الموثوقة، مشيرًا إلى أن عندما يصبح التضليل المناخي موضوعًا سياسيًا فإن القراء قد يميلون إلى رفض الحقائق إذا تعارضت مع انتمائتهم الحزبية والسياسية.
8. ضع المحتوى في سياقه الصحيح
لا تحدث حملات التضليل من فراغ؛ فهي تنشأ من خلفيات تاريخية وسياسية وثقافية، لذا من الضروري عند تفنيد أي معلومة مضللة توضيح السياق الذي ظهرت فيه، والجهات التي تروج لها وأهدافها المحتملة.
9. لا تعزز انتشار المحتوى المضلل
ينصح الدليل بتجنب توجيه القراء إلى روابط مباشرة للمحتوى المضلل أو مقاطع فيديو على YouTube حتى لا تمنحه مزيدًا من الظهور في نتائج البحث. ويمكن استخدام لقطات الشاشة وإعادة صياغة المحتوى لشرح التضليل بدون الإشارة إلى رابط المصدر مباشرة.
10. شجع القراء على المشاركة في مكافحة التضليل
ينصح الدليل بإشراك القراء في التصدي للمعلومات المضللة، سواء من خلال التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، أو من خلال مشاركة تقارير التحقق من المعلومات على نطاق واسع خاصة عند مواجهة حملات تضليل كبيرة.
وختامًا، يمثل التضليل المناخي تحديًا كبيرًا للصحفيين والإعلاميين ولكن اتباع هذه الممارسات يمكن أن يساعد في تقديم تغطية دقيقة ومسؤولة تساهم في رفع الوعي وتحد من انتشار التضليل.
الصورة الرئيسية منتجة بواسطة ChatGPT.