أسماء نصار أول صحفية مصرية في الامم المتحدة

بواسطة عمرو الأنصاري
Oct 30, 2018 في موضوعات متخصصة

آمنت الصحفية المصرية بمجلة روزاليوسف أسماء نصار بمقولة الكاتب الشهير باولو كويلو في كتابه الخيميائي "عندما ترغب في شيء، يتآمر الكون كله ليسمح بتحقيق رغبتك". بدورها سعت جاهدة لتطبيق المقولة في مشوارها الصحفي، البالغ 9 سنوات، ملأتها بالتغطيات والتحقيقات الصحفية المتفردة والمثيرة للجدل، سواءً كمراسلة صحفية لصحيفة الشرق الاوسط والشروق واليوم السابع والبوابة نيوز ووكالة اونا، أو كمراسلة تلفزيونية لقنوات سي بي سي ودريم والنهار، حتى وصلت الى المحطة الأهم في تاريخها، وهي الانتقال إلى نيويورك، للعمل كمراسلة في الأمم المتحدة.

كان لشبكة الصحفيين الدوليين هذا الحوار مع أسماء نصار:

شبكة الصحفيين الدوليين: كيف كانت البداية؟

لم أخطط للعمل في الامم المتحدة تحديداً، لكني كنت ومازلت أمتلك طموحات كبيرة للارتقاء والتميّز في مهنتي التي أعشقها. كانت لدي رغبة جامحة في التجديد، فتركت موقعي بقسم التحقيقات وانتقلت للعمل كمندوبة عن مجلة روزاليوسف لتغطية شؤون وزارة الخارجية.

بعد تسلمي للعمل ببضعة شهور كانت هناك زيارة مقررة لوزير الخارجية المصري الى نيويورك، والجمعية العامة للأمم المتحدة وكان لدي رغبة في مرافقته ضمن الوفد الاعلامي، إلاّ ان الظروف المادية المتواضعة لمؤسستي الصحفية كانت تقف عائقاً امامي. لم استسلم ودبرت المبلغ المطلوب بمعرفتي الخاصة، بينما ساهمت روزاليوسف بمبلغ ضئيل، وتكفلت وزارة الخارجية بانهاء إجراءات الفيزا والسفر.

عدت الى القاهرة، وكنت مشغولة بأوضاع الصحافة المصرية والعربية التي تنال نصيبها من انتقاداتي، ونعاني من سوء حالها جميعاً كصحفيين. فكرت في ترك كل هذا، والانتقال الى نيويورك حيث الامم المتحدة، وساعدتني طبيعتي المحبة للمغامرة على التفكير بهذا المنحى.

شبكة الصحفيين الدوليين : ماهي الخطوات التي قمتي بها للحصول على الاعتماد في المنظمة الدولية؟

ارسلت إليهم رسالة برغبتي  في اعتمادي كمراسلة عن احدى المجلات العريقة بمصر "روزاليوسف"، مصحوبة بصورة من المجلة، ونماذج من تغطيتي لزيارة الوزير المصري للأمم المتحدة على مدار أسبوع، ونماذج أخرى من عملي الصحفي على مدار مسيرتي المهنية، أيضاً ارسلت إليهم خطاباً موجهاً من مؤسستي الصحفية، وصورة عن تأشيرة الدخول وجواز السفر. فضربوا لي موعداً لمقابلة عمل هاتفية وجهوا فيها إليّ عدة أسئلة: منها عن سر رغبتي في الحضور؟ وعن ما إذا كنت أعمل لصالح جهات صحفية أو إعلامية أخرى؟ كذلك أرادوا معرفة أنواع الصحافة التي مارستها من قبل؟ ونوع الفيزا أو التأشيرة التي أحملها؟ ثم أجروا اتصالاً برئيس التحرير وأكد لهم رغبته في اعتمادي، وبعد فترة جاءتني رسالتهم بقبول الطلب.

شبكة الصحفيين الدوليين: ماهي أبرز الصعوبات التي واجهتك وكيف استطعت التغلّب عليها؟

اسماء نصار: اللغة كانت من أبرز الصعوبات، برغم من أنني أتحدث الانجليزية بشكل جيد، إلاّ أن اللّهجة الأميركية كانت مختلفة وأدى ذلك إلى عدم قدرتي على التواصل مع من حولي.

أذكر أنه في الاسبوع الاول لي في الامم المتحدة طرحت سؤالاً على المتحدث باسم الامين العام للأمم المتحدة بلغتي الانجليزية غير المحترفة، فواجهت انتقاداً من أحد زملائي العرب ورددت عليه قائلة "إذا لم أشارك لن أتعلم"، وهو ما اكسبني احترام موظفي الامم المتحدة، وزملائي من المراسلين الأجانب الذين شجعوني كثيراً.

قررت التغلب على تلك المشكلة فوضعت خطة ونفذتها بدقة. إذ خصصت ساعتين في اليوم لدراسة البيانات، واستخراج التعابير التي لا أفهمها، واستعنت ببرنامج لغة صوتي لنطق تلك التعابير وفقاً للّكنة الأمريكية. كما أنني كنت أتعمّد الحديث بشكل مطول مع المواطنين الأمريكيين حتى أعتاد على النطق السليم، كما أنني واجهت مشكلة أخرى في تغطية الاحداث في الشارع الامريكي، لكن ذلك كان قبل أن أنجح في حلها بحصولي على اعتماد من وزارة الخارجية الامريكية ، وقسم الصحافة الخارجية."

شبكة الصحفيين الدوليين: كيف يسير العمل داخل الامم المتحدة؟ وهل هناك خطوات محددة لإجراء حوار مع أحد مسؤولي الأمم المتحدة؟

هناك اجتماع دوري مع باني كي مون واجتماع يومي في الثانية عشر ظهراً مع المتحدث باسم الامين العام وأيضاً هناك بيان يومي يَصدر لاطلاع الإعلام بما يجري. أمّا عن إجراء حوار فهناك جهتان يمكن للصحفي أن يلجأ إليهما لطلب إجراء حوار وهما المنسقة العامة للصحفيين أو مكتب المتحدث باسم الامين العام للأمم المتحدة، على أن يكون الصحفي مصحوباً بمعلومات عن الهدف من الحوار، والجهة التي سينشر عبرها، ومدة الحوار، وحيثياته.

شبكة الصحفيين الدوليين: ماهي أهم الدروس التي اكتسبتها عبر تجربتك؟

تعلمت أنه لا يوجد تكتّم داخل الامم المتحدة بعكس دولنا العربية، فحرية تداول المعلومات متاحة للجميع، وبأقصى قدر من الشفافية، وهو ما يساعدنا كثيراً كصحفيين. من جهة أخرى، أضافت هذه التجربة مهارة الكتابة بدقّة دون حشو، تعلمت كيف أجعل المعلومات فقط تتحدث داخل القصة الصحفية التي أكتبها، بشرط أن تكون منسوبة لمصدر، كما تعلمت أن أدرس الخلفيات التاريخية والسياسية والاجتماعية لما أكتب قبل ان أكتب!

شبكة الصحفيين الدوليين: لماذا عدتي الى مصر، وماهي خطواتك المستقبلية؟

عدت الى مصر لظروف شخصية لكن أُخطط للعودة مجدداً في الوقت المناسب، وربما يكون متزامنا مع اعتماد مصر كعضو دائم في مجلس الامن وهو أمر سيمثل دافعاً كبيراً لي للعودة للأمم المتحدة.
الصورة لاسماء نصار وقد أتاحت لنا استخدامها بعد أخذ الإذن.