أدوات ونصائح من الصحافة الاستقصائية لتغطية وباء "كوفيد 19"

May 16, 2020 في تغطية كوفيد 19
مصدر الصورة: خريطة من جامعة جون هوبكنز لرصد كوفيد ١٩

في هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم، وتصاعد التحديات الصحفية بكافة اشكالها وخاصة تلك المرتبطة بتوثيق وكشف ما هو مستجد حول جائحة فيروس كورونا، تقدّم شبكة الصحفيين الدوليين للصحفيين الاستقصائيين أدوات ونصائح لمساعدتهم على حماية أنفسهم صحياً إضافة لتعزيز الكفاءة المهنية لتحسين العمل الصحفي من تغطيات وتحقيقات في ظل الجائحة.

لا نزال اليوم في مرحلة اكتشاف أدوات الصحافة الاستقصائية لتغطية وباء “كوفيد 19″، إلا أن هناك بعض النصائح من صناع المهنة والخبراء حول كيفية ولادة الفكرة وجمع المعلومات، مرورًا بتدقيق الحقائق وإجراء المقابلات مع المصادر، الخاصة بفيروس كورونا وهو ما يخدم العمل الصحفي ويعزز كفاءة الصحفيين.

يتفق معظم الخبراء في مجال الصحافة الاستقصائية الذين تواصلنا معهم على أن عملية جمع المعلومات من مصادرها الأولية سواء كانت مصادر مفتوحة أو من منظمات عاملة على الأرض هي أهم خطوة يمكن اعتمادها في هذا الوقت للانطلاق نحو تحقيق معمق حول الجائحة، كما يمكن الاعتماد على مراكز بحثية وحقوقية لما تتضمن هذه المرحلة من معلومات تفيد في صناعة القصة.

ويؤكد عدد من المهتمين في مجال الصحافة الاستقصائية أن اختيار أفكار التحقيقات ليس بالضرورة أن تكون فقط عن أرقام وضحايا فيروس كورونا، أو مصابين بل يمكن أن تكون عن قطاعات أو جهات أو أشخاص تضررت ايضاً من الفيروس وهو ما يعطي فرصة لتناول مواضيع جديدة بعيدة عن الارقام.

وفي مقال للصحفي توم جونس يؤكد أنه يتوجب علينا كصحفيين البحث عن الحقائق، وليس الخطابات. فيقول: "إنها قصة علمية وليست قصة سياسية". بالطبع، السياسة مهمة، لكن كن منتبهًا لأن COVID-19 لا يجب أن يعرف من قبل مصادر سياسية حزبية، وإنما بالاعتماد على الخبراء الطبيين.

وللبقاء على اطلاع دائم لما يحصل من قبل الصحفيين الاستقصائيين، بداية من تحقق مواقع منظمة الصحة العالمية WHO، ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) ومقرها الولايات المتحدة، والصحة العامة في المملكة المتحدة في إنجلترا(PHE). كما يوصى أيضًا بموقع كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز وكذلك COVID-19 map، وهي خريطة لمركز معلومات الفيروس التاجي وتحديثات الأخبار. كذلك اتبع المنظمات الصحية في بلدك المسؤولة عن تقديم معلومات عن تفشي المرض من سلطات محلية ومستشفيات ومديريات صحة ومرافق طبية وغيرها.

وحول ابرز اساليب الصحافة الاستقصائية والتي يمكن اتخاذها عند تغطية “كوفيد 19″ ومنها إجراءات السلامة للصحفيين، تقول الصحفية المصرية عبير السعدي والتي عملت طوال الثلاثين عاماً الماضية في مناطق الصراع في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، ودربت صحفيين وصحفيات على السلامة المهنية والأخلاقيات والصحافة الاستقصائية والحساسية للنزاعات، بأن  التحقق من سلامة ودقة المعلومات أصبح أكثر حساسية وأهمية.

وقدّمت سعدي نصائح مهنية على الصحفي الالتزام بها، ترتبط بسلامته الجسدية والنفسية خصوصاً عندما يضطر إلى الذهاب بنفسه لأماكن يرتفع بها احتمال الاحتكاك بكثافة بشرية عالية ومناطق موبوءة بالفيروس المستجد، ناصحة الزملاء الصحفيين بأخذ تدريبات على الإسعافات الأولية بالإضافة إلى الاطلاع على أصول وقواعد السلامة المهنية، لإعداد أنفسهم على تغطية الأحداث في ظروف مهنية معقدة بأقل الأضرار المحتملة، مشددة على أن الأولوية في التغطية، وتنفيذ التحقيقات الميدانية تظل حفظ السلامة الشخصية للصحفي، وحثت الصحفيين على عدم الخضوع لضغوط أي مؤسسة إعلامية لتنفيذ مهام قد تهدد سلامتهم وتعرضهم للخطر المباشر.

وطلبت سعدي من الصحفيين الحرص على إعداد "خطة اتصال" بحيث يُعلِم الصحفي شخصاً محدداً من غرفة التحرير بخط سيره وتفاصيل مهمته، مع وجود رقم اتصال للطوارئ يحفظه الصحفي عن ظهر قلب ويرتبط بالشخص المسؤول عنه، إضافة إلى رقم هاتف المحامي، للتواصل السريع في حال حصول أي طارئ قانوني أو حالة اعتقال. كما أشارت إلى ضرورة الاتفاق المسبق مع المسؤول في غرفة التحرير على كلمات مشفرة للإشارة إلى أن الصحفي في خطر ولا يستطيع التعبير عن وضعه بصراحة.

وأصدرت لجنة حماية الصحفيين (CPJ) استشارة تفصيلية للصحفيين تغطي COVID-19 والتي تتضمن الاستعدادات قبل التكليف، ونصائح لتجنب الإصابة في المناطق المتضررة، وتخطيط السفر، والتحذيرات بعد انتهاء المهمة. في ما يلي ملخص للنصائح الرئيسية للتغطية الميدانية:

– استخدام القفازات الواقية إذا كنتم تعمل أو تزور موقعًا مصابًا، مثل مرفق العلاج الطبي. قد تكون هناك حاجة أيضًا إلى معدات حماية شخصية طبية أخرى (ارتداء زي معقم) وقناع للوجه بالكامل.

– لا تقم بزيارة الأسواق الرطبة (حيث تباع اللحوم الطازجة أو الأسماك) أو المزارع في المنطقة المصابة. تجنب الاتصال المباشر بالحيوانات (الحية أو الميتة) وبيئتها. لا تلمس الأسطح التي قد تكون ملوثة بروث الحيوانات.

– إذا كنت تعمل في منشأة صحية أو سوق أو مزرعة، فلا تضع معداتك على الأرض أبدًا. قم دائمًا بتطهير المعدات باستخدام مناديل مضادة للميكروبات سريعة المفعول مثل Meliseptol، يتبعها تطهير شامل.

– لا تأكل أو تشرب أبدًا أثناء لمس الحيوانات أو على مقربة من السوق أو المزرعة.

– تأكد دائمًا من غسل يديك جيدًا بالماء الساخن والصابون قبل وأثناء وبعد مغادرة المنطقة المصابة.

الصورة الرئيسية لخريطة من جامعة جون هوبكنز لرصد كوفيد ١٩