أدوات ونصائح لإنتاج برنامج تلفزيوني هادف وناجح

بواسطة IJNet
Jul 17, 2019 في موضوعات متخصصة
دورة

خلال دورة في الجزائر، أقامتها رابطة الصحفيين الجزائريين بالخارج حول البرامج التلفزيونية، التقت شبكة الصحفيين الدوليين بالمدرب ناجي إبراهيم احمايد وهو صحفي ومنتج في برنامج BBC EXTRA على قناة بي بي سي عربية، لتسأله عن أهم الأدوات والنصائح لإنتاج برنامج تلفزيوني هادف وناجح.

شبكة الصحفيين الدوليين: ما هو البرنامج التلفزيوني الناجح؟

ناجي: البرنامج الناجح هو الذي يقدر أن يحافظ على انتباه المشاهد لأطول مدة ممكنة، كان بإمكاني القول الحفاظ عليه حتى الدقيقة الأخيرة ولكن هذا صعب ولا يمكن لأي برنامج فعل ذلك إلا إذا كان هذا البرنامج عبارة عن فيلم أو مسلسل أو منتج إعلامي خيالي. ولكن في برامجنا التي تعنى بقضايا الساعة سياسيا واجتماعيا فهو أمر صعب لأن المشاهد عادة يهتم بجزء من الحلقة وهذا هو التحدي أن تجعل مشاهديك على اختلافهم يتابعون مختلف الزوايا والفقرات وما جهزته في هذه الحلقة.

شبكة الصحفيين الدوليين: ما هي الوسائل والنصائح من عمل تلفزيوني جيد؟

ناجي: كما قلت خلال الدورة فإنّ إنتاج البرامج التلفزيونية ليس عملا فرديا، من المستحيل على الصحفي أن ينجح في انتاج برنامج تلفزيوني إذا عمل لوحده، فالعنصر الأهم هو العمل الجماعي. الصحفي والمنتج والمعد والمقدم والمخرج، هؤلاء كلهم عناصر مهمة في إنجاح البرنامج ويجب على واحد من هؤلاء اللاعبين المهمين في صناعة البرنامج أن تكون عنده ثقة في أفراد الفريق وهذا ما حاولت تدريبه للصحفيين اليوم من خلال عملهم في مجموعات من أجل أن يثق كل فرد في المجموعة التي يعمل معها، وهو صعب في بداية الأمر كما لاحظنا خاصة في الاتفاق حول الموضوع وزوايا المعالجة والضيوف وطريقة التصوير والأفلام التي ستعرض. ولكن حتى لا نقع في خلاف يجب على كل فرد أن يقتنع بأن الهدف هو إنجاح الحلقة وليس الفرد، بنجاح البرنامج سيكون اسمك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مرتبط بنجاح البرنامج حتى لو لم تكن الفكرة فكرتك أو لم تظهر في الحلقة نهائيا، باختصار عليك أن تضمن نجاح البرنامج و فقط، أما النجاح الشخصي فهو تحصيل حاصل.

ناجيشبكة الصحفيين الدوليين: كيف نختار الضيف أو المشاركين المثاليين للبرنامج؟

ناجي: طبعا لكل برنامج أهداف. يجب أن يكون الضيف يخدم هذه الأهداف.

يمكن أن تتنوع الأهداف، أو أريد أن تتابع هذا البرنامج شريحة معينة فالضيف يجب أن يلاءم تلك الشريحة .

مثلا، من أهدافي أن أتحدث عن موضوع ما بطريقة لم يسبق أن تم تناولها. في هذه الحالة من الصعب أن أحضر ضيفا رأيناه كثيرا على الشاشات لأنه سيقوم بتكرار ما قاله من قبل أي انه مستهلك. فالضيف الناجح هو الذي يقدم الإضافة وليس المتاح على الدوام أو سهل الوصول إليه. وليس بالضرورة أن يكون مشهورا أو لم يظهر من قبل على الشاشات، المهم أن يعطيني الإضافة التي ابحث عنها والتي تخدم الأهداف التي وضعتها للحلقة والبرنامج على العموم.

شبكة الصحفيين الدوليين: ما هي العناصر التي يجب على الصحفي توفيرها (أو احترامها) خلال إعداد البرنامج؟

ناجي: على الصحفي بشكل عام خلال البرامج التلفزيونية أو التغطية الصحفية أو في أي عمل صحفي يقوم به أن يحترم ثلاث نقاط أساسية وهي: الموضوعية و الحياد و العدالة.

الموضوعية هي تناول الموضوع في برنامجي بغض النظر عن خلفياتي وتجاربي الشخصية وبغض النظر عن حبي أو كرهي للضيف أو الموضوع. يجب أن أكون موضوعيا بشكل تام تجاه موضوع الحلقة.

الحياد مشابه جدا للموضوعية ولكن الحياد متعلق أكثر بالمسافة بيني وبين أطراف الموضوع. مثلا عندي ضيوف من ثلاث خلفيات مختلفة فأنا كصحفي يجب أن أكون على نفس المسافة من كل الضيوف سواء الضيف الذي "مع " أو الضيف الذي "ضد" . أنا هنا لأعرض أراء الضيوف و ليس رأيي الشخصي.

العدالة، هل هذه الحلقة تمثل حقيقية مشاهدي؟ هل عدد النساء و الرجال من الضيوف متساوون؟ لماذا ضيوفي كلهم رجال، أليس للنساء رأي في هذا الأمر؟ يجب أن تكون هناك عدالة تجاه الضيوف.

العدالة في الطرح أيضا. مثال: قمت بانجاز برنامج حول أجواء رأس السنة الميلادية في لبنان وكيف يحتفل اللبنانيون برأس السنة الميلادية. هل يكفي أن أحضر رجال فقط وأقول هكذا يحتفل اللبنانيون؟ يجب أن يكون هناك رجال ونساء.

هل يكفي أن أحضر كبار السن فقط أو صغار السن فقط؟ هل يكفي أن أرى كيف يحتفل المسلمون أو أرى المسيحيين فقط؟. فهذه الخلطة التي سأحضرها لبرنامجي تعتمد على الاعتبارات والنقاش الذي سيقوم به المعد مع زملائه للخروج بالطريقة الأمثل التي تضمن العدالة في طرح الموضوع.

الصورتان من الدورة التي أقامتها رابطة الصحفيين الجزائريين بالخارج