قدّم أربعة من الفائزين في تحدي الصندوق النموذجي لمؤسسة جون س. وجيمس إل. نايت، أدوات واستراتيجيات لمكافحة التضليل وزيادة الثقة في وسائل الإعلام خلال إحدى جلسات الندوة الدولية حول الصحافة الإلكترونية في أوستن، تكساس.
تراوحت المواضيع بين استخدام التعلم الآلي لفصل القصص الحقيقية من القصص المزيفة إلى شبكة من المواطنين في شيكاغو الذين يقدمون تقارير عن الاجتماعات العامة التي تم تجاهلها.
في مقدمة الجلسة، استشهدت نائبة رئيس مؤسسة نايت للصحافة، جنيفر بريستون، بمسح لمؤسسة غالوب صدر في وقت سابق من هذا العام، أظهر انقسامًا واسعًا بين الأميركيين في ثقتهم بالإعلام. يعتقد المستطلعون عمومًا أن الإعلام يلعب دورًا حيويًا في الديمقراطية في الولايات المتحدة، لكن أقل من نصفهم يستطيعون تحديد مصدر يعتقدون أنه ينشر الأخبار بموضوعية. وقد وجد المسح أن الجمهوريين أكثر ميلاً إلى عدم الثقة في الإعلام أكثر من الديموقراطيين.
وقام فريدريك فيلو، زميل في مركز نايت بجامعة ستانفورد، بتطوير أداة تسمى Deepnews تستخدم التعلم الآلي لفصل القصص عالية الجودة عن تلك التي ليس لها مصداقيّة. يعتقد فيلو أنّ هذا سيحسن القيمة الاقتصادية للصحافة الكبرى لمساعدة أفضل وسائل الإعلام على أن تصبح أكثر ربحية.
وأضاف أنّ أفضل وسيلة لفصل الخير عن السيء هي من خلال القرارات التي اتخذها أشخاص حقيقيون، ولكن مع وجود "100 مليون رابط في اليوم يتم نشرها على الإنترنت"، فإن وجود أشخاص يفعلون ذلك يشبه محاولة تنقية نهر الجانج بكوب من الماء في كل مرة، على حد قوله.
بدأ فيلو بسحب 10 ملايين تقرير من مجموعة من المصادر - من أفضل منتجي المحتوى إلى الأسوأ - وقام المتابعون بتقييمها استنادًا إلى معايير الجودة المختلفة. تعلمت أداته من تلك التقييمات وأصبحت الآن قادرة على تقييم التقارير، وأشار فيلو إلى أنّ أداته تتمتع بنسبة دقة تبلغ 90 بالمائة مقارنةً بالقصص التي قام بتصنيفها الناس.
ويمكن للناشرين توصيل قصصهم إلى واجهة برمجة تطبيقات Deepnews.ai والحصول على تقييم. يأمل فيلو أن يُمكّنهم التقييم من "مطابقة سعر الإعلان مع جودة المحتوى" وتسويق أنفسهم بشكل أفضل للجمهور الذي يريد أخبارًا جيدة.
من جانبها، قدمت ليزا فازيو من جامعة فاندربيلت برنامجCrossCheck ، وهو عبارة عن منصة تم تطويرها باستخدام المسودة الأولى لرصد المعلومات المضللة خلال الانتخابات الفرنسية لعام 2017. قامت CrossCheck بتفكيك قصص كاذبة، ثم درست فازيو وفريقها كيف تغير إدراك الناس لتلك القصص بعد قراءتها.
يختلف تقييم القراء للأخبار قبل قراءتها وبعد الغوص بها، وكان من المرجح أن يقيّموا القصة على أنها زائفة - لكن الأميركيين كانوا أكثر ميلاً إلى تغيير آرائهم أكثر من الفرنسيين، الذين عرفوا القضايا بشكل أفضل، وربما لديهم معتقدات متأصلة لم يكونوا على استعداد لتغييرها. بعد أسبوع، طُلب من المشاركين تقييم القصة مرة أخرى. في المتوسط ، ما زالوا يعتقدون أن القصص كانت خاطئة، لكنها ليست بنفس القوة كما كانوا عند القراءة الأولى.
ولعل الأهم من ذلك، كما تقول فازيو، أنّ الدراسة لم تجد دليلا على "التأثير العكسي" - وهي نظرية مثيرة للجدل بأن إعطاء معلومات واقعية للناس يجعلهم في الواقع يمسكون بقوة أكبر بالمعتقدات الخاطئة.
من جانبه، ناقش داريل هوليداي من مكتب مدينة شيكاغو مشروعًا يدرّب المواطنين ويدفعهم لحضور الاجتماعات العامة التي لم تعد تغطيتها بشكل جيد من قبل وسائل الإعلام.
وقد أنشأ مكتب المدينة فريقًا من حوالي 350 "مؤتمن" يحضرون الاجتماعات - من مجلس المدينة إلى مجالس المدارس والإسكان والشرطة - ويقدمون ملاحظاتهم ليتم تجميعها ومشاركتها بشكل عام. لقد حضروا أكثر من 2000 اجتماع حتى الآن، ويتمثل هدف هوليداي في تغطية جميع الاجتماعات العامة في المدينة - وفي النهاية تقليل حالات عدم المساواة في كيفية التعامل مع مجتمعات المدينة.
في إحدى المرات، ذهب أحد الموثقين إلى اجتماع اللجنة ووجد أنه لم يأت أحدًا.
وتخطّط الشركة الآن بتوسيع برنامج الموثقين إلى ديترويت والمدن الأخرى.
وأخيرًا، قام كاميرون هيكي، وهو منتج فيPBS NewsHour ، بتطوير متعقب أخبار، وهو نهج يعتمد على البيانات لتحديد مصادر جديدة للمعلومات الخاطئة.
وقال هيكي: "التحدي هو مثل لعبة. من ينشئ معلومات مضللة، فإنه يحاول تجنب الانكشاف".
وأشار هيكي إلى أنه لا يستخدم مصطلح "أخبار مزيفة"، وبدلاً من ذلك، يدرس "الأخبار غير المرغوب فيها"، التي تتضمن كل شيء بدءًا من المعلومات الخاطئة وحتى النقرات إلى القصص الفائقة الحزبية - بل وحتى بعض التعليقات الساخرة.
ويهدف موقع "متعقب الأخبار" إلى جمع كل معلومة من كل مصدر غير هام، تحديد وتتبع الروايات الجديدة عن التضليل عند ظهورها، كما قال هيكي. وأضاف أن مجالات الأخبار غير المرغوب فيها تظهر بمعدل 80 كلّ شهر، مع أكثر من 4000 تم توثيقها من قبل متعقب أخبار حتى الآن.
يُمكن إيجاد جميع المشاريع هنا.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة المشاع الإبداعي على بيكس باي بواسطة كيمونو.