في حين بدأت الأخبار التلفزيونية التقليدية تفقد هيمنتها، يفضل المزيد من المتابعين الحصول على الأخبار عبر الإنترنت، وتحلّ الهواتف المحمولة مكان شاحنات الأقمار الصناعية بسرعة، حيث يمكن للجميع تقريبًا بث الأحداث باستخدام هواتفهم الذكية.
نتيجة لذلك، يتخذ العديد من وكالات الأخبار أشكالاً مختلفة، بما في ذلك مقاطع الفيديو القصيرة مصحوبة بموسيقى ونص لجذب انتباه المشاهدين في الثواني القليلة الأولى.
وتظهر إحصاءات عرض الفيديوهات المباشرة وأبحاث الجمهور أنه من المتوقع أن يتجاوز الإنترنت التلفزيون في عام 2019 باعتباره المصدر الأكثر شعبية للإعلام. إذ تمثل الأخبار العاجلة نسبة 56 في المئة من المحتوى المباشر الأكثر مشاهدة، وتحل المؤتمرات والمتحدثين إضافة الى الحفلات الموسيقية والمهرجانات في المرتبة الثانية بنسبة 43 في المئة.
هذا الانتقال بعيدًا عن البث التقليدي إلى الفيديو المباشر عبر الإنترنت يؤثر على نماذج الأعمال الخاصة بوكالات الأخبار المرتكزة على الفيديو.
من جانبه، قال لوكي أروني مؤسس ومنتج برنامج الفيديو الكومبودي في زيمبابوي "Bustop TV": "تمكنا من جذب المزيد من المشاهدين باستخدامنا للهجاء والدعابة لتقديم الأخبار، هذا العدد من المشاهدين الذين كانوا يتناغمون مع هذا الأمر هو الذي أعطانا القدرة على جذب المعلنين إلى منصتنا". وقد حصلت القناة عام 2018 على 3500 دولار أميركي من عائدات الإعلانات على قناتها على يوتيوب.
امّا لولو بريندا هاريس، وهي صحفية وخبيرة في الإعلام الرقمي في زيمبابوي فرأت أنّ التحدي الذي يواجه الصحفيين هو التفكير بشكل مبتكر والتكيف مع اتجاهات الإنترنت التي تجذب المزيد من الجماهير. وأشارت إلى أنه من خلال الأبحاث، فضل المشاهدون الأصغر سنًا مشاهدة العروض عبر الإنترنت، حيث وجدوا أنها أكثر ديناميكية من ناحية الإثارة بخلاف التلفزيون التقليدي الذي كان جامدًا.
وقالت: "ليس على الصحفيين الآن أن يبتكروا محتوىً جديدًا فقط، ولكن عليهم أن يقلقوا على الطريقة التي سينقلون بها هذا المحتوى إلى الجماهير، حيث أن طريقة الإيصال مهمة أيضًا الآن".
وتتمثل إحدى طرق إنشاء محتوى أكثر ديناميكية بدمج الجمهور في تجميع الأخبار بحيث لا يصبح المحتوى أحادي الجانب.
من جهتها، قالت رحيلة محمد، مقدمة برامج ومنتجة في قناة الجزيرة الإنجليزية: " نحن بحاجة إلى إيجاد طرق للتواجد في كل مكان في وقت واحد والتواصل مع الجماهير، وتكريس الموارد للبقاء على اتصال مع المشاهدين ويتم ذلك من خلال إشراك المشاهدين في إرسال مقاطع الفيديو أو التسجيلات الصوتية".
وأضافت أن المحتوى الذي يولده المستخدم يأتي على شكل مقاطع فيديو وصور وتسجيلات صوتية، والتي تعد جميعها عبارة عن جمع أخبار حيوي.
وتقول رحيلة محمد: "يتوفر المزيد من المحتوى، بما في ذلك الصور ومقاطع الفيديو من المصادر عبر الإنترنت"، وتضيف: "إننا نصل إلى المعلومات بوتيرة أسرع بكثير ويمكن أن تكون مفيدة في سيناريو الأخبار العاجلة. إن تلقي مواد جديدة حقيقية يشرك الجمهور أيضا بطريقة مباشرة وفي الوقت المناسب".
من جانبهم، يقول خبراء رقميون إنه بحلول عام 2019، ستشكل حركة المستهلكين العالميين للفيديو على الإنترنت نسبة 80 بالمئة من عدد الزيارات عبر الإنترنت. ويشير يوتيوب إلى ارتفاع متابعة الفيديو على الهاتف المحمول بنسبة 100 في المئة سنويًا.
وهنا أضافت محمد: "مع ذلك، فإن التحدي المتمثل في دمج المحتوى الذي ينشئه المستخدم هو العثور عليه، الأمر يتعلق بالتأكد من أن لدينا إمكانية الوصول إلى جميع المنصات التي يتم توجيه هذه المعلومات إليها ومعرفة كيفية استخدامها في البث".
ووفقا لها، ففي بث الأخبار الرقمية، يكمن هدف أي أداة رقمية مستعملة في تبسيط وترشيد تدفق العمل بحيث يمكن للصحفيين والمنتجين قضاء المزيد من الوقت في تحضير مل هو مهم، وهو إعداد التقارير.
وسألت شبكة الصحفيين الدوليين رحيلة محمد عن الأدوات التي يستخدمونها في برنامج NewsGrid - برنامج الجزيرة الإنجليزية التفاعلي - من أجل إيجاد ومشاركة المحتوى الذي ينتجه المواطنون، خصوصًا أولئك الذين يعيشون خارج الشبكات الاجتماعية التقليدية.
وفيما يلي قائمة بأبرز الأدوات:
- Telegram: يجمع هذا التطبيق المحتوى عبر الإنترنت ويساعد المستخدمين على اكتشاف ما ينشط المحادثة عبر الإنترنت. تقترح محمد الحسابات التي تم التحقق منها، والصحفيين والمحللين الموثوق بهم.
- يساعد Trendsmap في تحديد المحادثة الأكثر نشاطا، وأين تتم مناقشتها. يقوم بتجميع أعلى التغريدات حول موضوع محدد وإنشاء خريطة ساخنة تعطيك إحساسًا بكيفية إجراء محادثة عبر الإنترنت على مستوى العالم.
- Tweetdeck يخلق قوائم من المؤثرين على تويتر حول مواضيع محددة.
- Dataminr هو مورد إخباري عاجل يقوم بجمع المعلومات من وسائل التواصل الإجتماعي ويرسل تنبيهات حول الأحداث الإخبارية العاجلة، مع إعطاء الأولوية للأمور التي يحددها المستخدم.
- يتيح Brighteye Screen Record للمستخدمين التسجيل المرئي على الشاشة لأي مادة عن الإنترنت أو عن صفحة من صفحات وسائل التواصل الاجتماعي.
- Storyful هو مصدر الفيديو الذي يتم إنشاؤه بواسطة المستخدم والذي يجمعه الموقع بعد التحقق منه بالفعل.
- ينشر Buffer على عدد من منصات وسائل التواصل الإجتماعي في آن واحد.
- يبقي Liveuamap المستخدمين على إطلاع على أحدث المعلومات في مناطق النزاع.
- يساعد موقع Youtube Data Viewer التابع لمنظمة العفو الدولية على التحقق من مقاطع الفيديو التي تم تحميلها على يوتيوب.
- يتحقق Google Maps Satellite من المعالم في المناطق المجاورة للمساعدة في التحقق من المحتوى المرئي.
- يعطي Wolframalpha.Com توقعات الطقس في أي مكان في العالم وفي أي تاريخ.
الصورة الرئيسة هي لقطة من أخبار الجزيرة