أطلق معهد الجزيرة للإعلام، أحدث إصداراته وهو "أدوات كتابة القصة - دليل عملي لتحرير النصوص" لمؤلفه رشاد عبدالقادر. ويعدّ الكتاب لبنة جديدة، تعكس حجم أهمية الكتابة وأدوات القصة كمصدر مهم من مصادر المعلومات ووضع العديد من النصائح الواضحة والتدريبات العملية المتنّوعة والإضاءات اللغوية والثقافية والسياقية العديدة والإلمام الواسع بتقنيات الكتابة الحسنة في الصحافة الغربية الحديثة.
وجاءت أهمية هذا الكتاب اتساقًا مع الإيمان بدور الكتابة الصحفية بوصفها شرطاً للتنمية الثقافية الحرّة واستشعاراً للحاجة الماسة إلى تنوير درب الكتابة وتعلمها لأجيال جديدة من الصحفيين والصحفيات في العالم العربي. ونستعرض في السطور المقبلة أهم ما جاء في هذا الكتاب من نصائح وأدوات تساعد الصحفيين على كتابة القصة.
في حديثه لشبكة الصحفيين الدوليين، أوضح عبدالقادر الأسباب التي دفعته لتأليف هذا الكتاب، حيث قال: "يكتشف الكاتب؛ أيّ كاتب، عند مرحلة ما، أنّ الكتابة ليست كتابة أفكار، وليست كتابة معانٍ؛ بل هي كتابة "الجملة الحسنة". يقول الجاحظ "المعاني مطروحة في الطريق يَعْرفُها العجميّ والعربيّ، والقرويّ والبدويّ، وإنما الشأنُ في إقامة الوزن وتخيّر اللفظ". وأنتَ عندما تقرأ نصّاً، فإن ما تحمله معك بعد الانتهاء منه، هي جملٌ بعينها؛ جملٌ عظيمة بتضافر المبنى والمعنى في كتلة واحدة، قادرة على النفاذ عبر حدود الثقافات، حدود الزمان والمكان".
الكتابة "صنعة"
الكتابة الصحفية الجيدة "صنعة" وليست "فنًا" ولحسن الحظ ثمة أدوات لذلك. هل يمكن تدريسها؟ ربما لا، لكن يمكن تعلم معظمها بالعمل الدؤوب. والكتابة الجيدة لا أسرار فيها؛ بل ببساطة هي نتاج عمل شاق، فهي لا تأتي بالفطرة، والجملة الواضحة ليست بنت المصادفة، ونادراً ما تأتي من المحاولة الأولى أو الثانية أو حتى الثالثة. تذكّر هذا في لحظات اليأس إذا وجدت الكتابة صعبة؛ ذلك لأنها فعلًا صعبة.
وهنا يقول عبدالقادر: "يحتاج الصحفي إلى "الصنعة" كي يحقق الهدف النهائي من مهنته وهو "الإفهام". مع ذلك، فإنّ طرفي معادلة "المهارة-الإبداع" لا يمكن الفصل بينهما، حتى وإنْ كان الإبداع هدماً لمهارة قديمة ببناء مهارة جديدة".
10 نصائح عامة
هذه النصائح مستمدة من تجارب بعض أفضل الكتاب الذين صاروا كذلك، لأنهم خرقوا القواعد يومًا ما:
1-ابتعد عن قصتك: لا تدفعها للنشر مباشرة، عدّل واحذف بلا تردد.
2-اجذب انتباه القارئ: ابدأ القصة في قلب الحدث.
3-اقرأ بصوت عالٍ: يعزز الحس الدرامي، ويضبط الإيقاع، السرعة، والإلقاء.
4-لا شيء مقدس:. اكسر القاعدة كلما استطعت.
5-اعرض لا تخبر: الأفعال والأسماء أهم من الصفات والظروف، والأكشن أهم من العرض والشرح.
6-احرص على البساطة: استخدم الكلمات قصيرة الدلالة وجملًا بدون زوائد.
7-تخلص من النثر المنمق: احذر النشر الذي يحفل بالمحسنات والصور البديعية والجمل التي تقيد المعنى.
8-ركز على بنية القصة: بداية مثيرة للقصة، ومنتصف يحث على مواصلة القراءة، ونهاية لها أثرها.
9-الأخطاء والترتيب: تجنب الأخطاء النحوية والتباس المعنى وراعِ الترتيب في القصة.
10-الامتحان النهائي: يجب أن تكون قصتك مفهومة، موجزة، متماسكة، ومستحوذة على الانتباه.
مراحل التحرير
مخطط تحرير المضمون
يغطي 5 مجالات: الفكرة العامة، الحبكة، نمو الشخصية، التأثير الدرامي، الاستمرارية والمصداقية والاتساق والسببية.
الفكرة العامة للقصة/النص:
تتناول عدة أمور منها القصة والهدف والحدث المركزي فيها والصراع والتيمة والشخصية الرئيسية.
عم تتحدث قصتك؟ ما الحدث المركزي فيها؟ ما الصراع؟ ما الفرضية (أو إحدى المقدمتين الصغرى والكبرى Premise)؟ ما التيمة Theme؟
• من الشخصية الرئيسية؟ هل هي فريدة؟ هل سيميزها القارئ؟
• هل زمن القصة يخدم القصة؟
• أين تجري أحداث القصة؟ هل يعزز المكان الأحداث؟
• هل تثير قصتك اهتمام القارئ؟ هل تثير المشاعر؟
الحبكة:
سلسلة من الأفعال التي تصمم بعناية وتتشابك صلاتها وتتقدم عبر صراع قوي بين الأضداد إلى الذروة.
نمو الشخصية:
هنا تبرز بعض النقاط، مثل خلفية الشخصية الرئيسية ومدى تأثيرها في قراراتها وأفعالها، وما إذا كان الشكلُ يعكس المضمون.
التأثير الدرامي:
ابدأ القصة بالحدث الأكثر درامية، وتطرق إلى العناصر والشخصيات وكل ما يمكن حذفه لإضفاء الزخم على قصتك.
المقابلات
حضِّر جيدًا للحصول على الثقة اللازمة ولا تبدأ الحوار مباشرة، واكسر الجليد مع المتحدث بشرح ما تنوي فعله. دعه يسترسل ويبدأ الحديث من النقطة التي تريحه، ودع فضولك يقودك.
تدوين الملاحظات
خصّص لكل مشهد صفحة، وفي الزاوية اليمنى العليا، سجل التاريخ والوقت، وفي الهامش العلوي، اكتب ما تستشعره بحواسك، وفي الهامش الأيمن، ضع سهماً عندما يخبرك شخص بالعودة وطرح أسئلة تتعلق بذلك الشيء، وفي نهاية اللقاء عُد إلى تلك الأسهم لتسأله عنها.
وقسّم وسط الصفحة إلى 3 أقسام:
- ما يقوله الشخص: لا تكتب ما يقوله حرفاً بحرف.
- الاقتباسات: عندما تسمع جملة أو عبارة حسنة، اكتبها.
- تعليقاتك الشخصية: ضعها بين أقواس كبيرة.
تحرير الجملة
- اعلم ما تقوله ولا تقوله والذي تلمح الجمل إليه ضمنًا.
- كوِّن جملًا قصيرة لخلق التنوع في أطوالها، واترك مساحة بينها.
- تكفيك بساطة المعلومة، والتزم قواعد اللغة والإشارات الاجتماعية.
مخطط تحرير الجملة
تجنب الحشو، وتأكد من البناء اللغوي للجُمَل، وتغطية الأسئلة على مستوى الأسلوب في أكثر من مجال.
بنية الجملة الديناميكية
يجب أن تكون الجمل متنوعة وواضحة وتختلف في الطول وبها إيقاع وتتضمن تفاصيل ملموسة ووثيقة الصلة بموضوع القصة.
علاقة الشخصية بالفاعل
عبّر عن "الأكشن" بالأفعال أكثر من الشخصيات، لأنّ استخدام الأسماء المجردة فاعلًا في الجملة بدون سبب يتسبب في تشويش القارئ.
الوضوح لا السذاجة
هنا تبرز بعض الظواهر اللغوية، مثل استخدام الفعل المضارع للتعبير عن حدث مستقبلي، واستخدام الفعل الماضي للتعبير عن الحال، واستخدام صيغة الحاضر للتعبير عن حدث ماضٍ.
الكلمات القوية: الأسماء والأفعال
- يجب أن تكون الأفعال مبنية للمعلوم، أو أن تعبر عن الأكشن والأسماء محددة.
- استبدل الأفعال الضعيفة والعبارات الحالية والظرفية بأفعال قوية.
- استبدل الأسماء المجردة والغامضة بأسماء وصفية ملموسة.
اللغة
اكتب بلغة واضحة ولامس العواطف، وارسم صورة، واجعل لكل كلمة قيمة.
سُلَّم التجريد
يجب أن يصعد الكاتب سلم اللغة ويهبط منه باستمرار، أعلى السلم هو المجردات، مثل شهرة، قوة، سمعة وأسفل السلم هو المحسوسات، مثل جوائز إيمي وغرامي، والأكواب.
النبرة، الأسلوب، الصوت
يجب أن تكون النبرة متسقة، كما أن صوت السرد يجب أن يكون مقنعًا ومتدفقًا بسهولة، يأسر خيال القارئ.
الحوار الجيد
الحوار يجعل الشخصيات مركبة، ويمنح القارئ الإشباع العاطفي، ويرسم حبكة مقنعة، وينقل معلومات.
وحول أهمية الكتابة الصحفية الجيدة في السياق الإعلامي العربي يقول عبدالقادر: "سواء أكنت كاتباً، أو باحثاً، أو صحفياً، فإنّ "إفهام" الآخر هو الغاية النهائية من عملك. وطريقك إلى ذلك هو "الوضوح" أو إزالة اللَّبس. والكتابة الصحفية العربية بها الكثير من عدم الوضوح، ما يمنعها من تحقيق غايتها النهائية في إفهام الجمهور".
شخصية الصحفي
يجب أن يتجنب الحديث عن تفكيره أو عن القارئ. والمشكلة تكمن في تجنب إشارة الصحفيين إلى أنفسهم، واستبدال ذلك بصيغة المجهول مثل "يذكر أن" أو "يعد"؛ حرصًا على الموضوعية، ولكن القراء يمكنهم معرفة من يقف وراء النص.
تحرير النص
- اجعل الشخصيات الرئيسية بصيغة "الفاعل" في الجملة.
- اجعل الأكشن بصيغة "الفعل" في الجملة.
- ضع المعلومات المألوفة قبل المعلومات الجديدة، أو مهّد لها.
وفي هذا السياق، نفهم بعض الأمور:
عن الاختيار والصواب
الأولوية في بناء الجملة من زاوية الاختيار وليس الصواب.
لكن على عكس الوضوح، يبدو أن الصواب ليس مسألة اختيار، بل مسألة التزام بالقواعد.
الاختيار يتطلب محاكمة عقلية سليمة، وملكة في التمييز، بينما الصواب يتطلب ذاكرة جيدة في حفظ القواعد.
بناء الجملة في اللغة العربية
الأصل في الجمل الانفصال، والأصل في المفردات الارتباط والتركيب.
الجملة دائماً لها معنىً دلالي، وليس عدة معان، حتى لو كان لها أكثر من تفسير، ولدواعي الإيجاز، فإن الجملة الواحدة أولى من الجملتين.
دع الكلمات والجمل تتصادم
لا تخشَ الفجوة بين الجمل؛ فالقارئ لن يحس بوجود جسر ناقص سيقع بسبب في الفراغ، ودع الكلمات والجمل تتصادم بدون إفراط في أدوات الربط؛ فبدون التصادم لا احتكاك، أو رؤية، فيغيب المعنى.
وحول الأخطاء الأكثر شيوعاً التي يقع فيها الصحفيون أثناء تحرير النصوص، وكيف يمكن تجنبها، يقول عبد القادر: "الكتاب لا يتناول الأخطاء الشائعة لغوياً، بل ينظر إلى بناء الجملة من زاوية الاختيار، وليس الصواب النحوي. الكاتب الجيد يضع الأولوية دائماً للاختيار، ولا شيء يفوق ذلك أهمية؛ أي أن تكون لديك جملتان صائبتان نحوياً وتتحدثان عن الفكرة ذاتها، بصياغتين مختلفتين، فتختار أحدهما بناء على "تأثير" معين تريد أن توصله إلى القارئ".
ويضيف أنه من هنا يختلف "الاختيار" عن "الصواب". الصواب التزام بالقواعد، بينما الاختيار يتطلب محاكمة عقلية سليمة، ومَلَكة في التمييز. ومما يحزن أنّ الكثير مما يُنشر عن الكتابة الصحفية يركز على "الصواب" وليس الاختيار.
كيف تنهي الجمل؟
إذا كتبت جملك بحيث تكون صيغة "الفاعل" هي الشخصيات الأساسية في القصة، وربطت الأكشن الذي تقوم به بـ"أفعال" قوية، فسيكون ما تبقى من مكوناتها واضحاً. وإذا كانت بداية الجملة تستحق انتباهًا خاصًا، فإنّ نهايتها هي التي تظل في ذاكرة القارئ.
مفهوم النبرة
التشديد على بعض الكلمات أو المقاطع والأصوات.
الصفات والظروف أثقل من حروف الجر، ولكنها أخف من الأسماء، وصيغة المصدر أثقل الأسماء، وتكون إشكالية إذا أستخدمت بديلًا للفعل؛ وتدل على حدث من دون زمان أو أكشن.
الحسن: محاولة للفهم
يمكن للبساطة المبالغ فيها، أن تتحول الكتابة إلى لغة جافة عقيمة لا حياة فيها. ولا يوجد طريقة واحدة للحسن، وستصبح كتابتك حسنة عندما تعرف استخدام الأدوات المناسبة.
ومن بين تلك الأدوات:
التوازن والتناظر:
يمكنك خلق التوازن باستخدام أدوات العطف أو الاستدراك، أو أدوات الربط، ولكن، الاستخدام المفرط لهذه الأداة سيبدو تحاذقاً.
التشويق
استخدم الجمل المتوازية، لتأخير الوصول لذروة الجملة، وخلق التشويق، ويمكن ذلك، بـ4 طرق:
- الجملة التي تنتهي بكلمة قوية، أو الأفضل، بكلمتين قويتين.
- الجملة التي تنتهي بعبارة تردد صدى عبارة سابقة.
- الجملة التي تنتهي بعبارة تتقاطع مع عبارة أخرى.
- ابنِ الجملة بحيث تتصاعد فيها الدراما تدريجيًا.
القصة.. كيف تصبح قصة؟
لا صراع، لا تغيير، لا قصة. تأخذ القصة زخمها عندما يقرر البطل إحداث تغيير، مثل الفوز بقلب شخص ما.
قد تكون القصة عن محاولة تغيير فشلت، وكان لهذا الفشل تبعاته، والقصة لا تصبح قصة من دون وجود صراع.
مراحل يمر بها البطل
1.حياة عادية روتينية: تتيح فهم شخصيته بالتعرف إلى دوافعها، ورغباتها، ومشكلاتها.
2. دعوة للتغيير: هي العجلة التي تقود القصة، وتخلخل التوازن في عالم البطل، وتضع أمامه تحدياً عليه إنجازه.
3. رفض التغيير: يرفض البطلُ التغيير، بسبب المخاوف، وهو ما يضيف المزيد من التشويق على القصة.
4. اللقاء بالناصح: يلتقي البطل بالناصح للتغلب على مخاوفه وكسب بعض الثقة لاجتياز العتبة الأولى من التغيير.
5. اجتياز العتبة الأولى: يتقبل البطل دعوة التغيير، ويتطلب هذا الأمر أكثر من مجرد التغلب على المخاوف، إذ يقع حدث يدفع بالبطل رغماً عنه إلى اجتياز العتبة الأولى.
6. الإنجاز: يخوض البطل التجارب بعد النجاح، ويكوّن الأصدقاء، ويصطدم مع الأعداء.
7. الرهبة والترقب: اكتمل استعداد البطل، لكن قبل خوض غمار لحظة "التغيير" الكبرى، يحتاج للحظة يختلي فيها إلى نفسه.
8. المحنة: اللحظة الكبرى؛ حيث يختبر فيها البطل "الحياة" و"الموت"، ويواجه فيها أعظم مخاوفه، وقد تكون سيئة مثل الموت أو انهيار علاقة حب.
9. المكافأة: يتغلب البطل على مخاوفه وتجاوز الأزمة الكبرى، ورغم ذلك، القصة لم تنته عند هذا الحد.
10. العودة/العواقب: على البطل أن يكمل رحلته والانتقال من "العالم الخاص" إلى "الحياة العادية الروتينية".
لكن هذا الانتقال ليس بالأمر اليسير، إذ إن نجاحه في "العالم الخاص" قد يحول دون ذلك؛ فهنالك تبعات للنجاح، وينبغي أن يدفع ثمنها قبل أن تعود حياته إلى إيقاعها "الاعتيادي".
11.الولادة الجديدة: يدرك البطل أن حياته لن تعود إلى إيقاعها العادي إلا إذا قدّم تضحية كبيرة.
12. الخاتمة: يعود البطل إلى روتينه اليومي ومعه "إكسير الحياة"، الذي قد حبا، أو حكمة، أو حتى مجرد "بقائه على قيد الحياة".
وحول أبرز التحديات التي واجهت الكاتب أثناء إعداد هذا الكتاب يقول عبد القادر: "المكتبة العربية فقيرة بأدبيات الكتابة عن الكتابة، وغنية بأدبيات النحوي اللغوي، أي اللغة بوصفها لغة، وليس بوصفها أداة تواصل. دأب النحاة في درسهم على إعانة المتلقي على صحة تلاوة القرآن لا على تدبّر معانيه، إذ تركوا هذه المهمة للمتكلّمين والمتأدبين والبلاغيين. وفصلوا آليات بناء الجملة، وأغفلوا الجوانب المعنوية المهمة في بناء الجملة؛ أي أغفلوا دور المتكلم في بناء الجملة. وكان هذا أكبر تحدّ واجهته في تأليف الكتاب. فالكتاب لا يركز على "الصواب"، بل على "الاختيار"؛ أي دور المتكلم في اختيار صيغة دون أخرى في بناء الجملة الحسنة".
ويقدم عبد القادر نصيحته للصحفيين الشباب الذين يعانون من صعوبة في الكتابة أو التحرير، قائلًا: "التكرار. عندما تقرأ نصاً جيداً، أعد قراءته؛ ليس مرة واحدة، بل عشرات المرات. ثمة نصوص أعدت قراءتها مئات المرات. والنص الجيد هو الذي يحرّك بداخلك شيئاً ما، في كل مرة تعيد فيها قراءته".
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة مارتن بجورك.