تعرف أعداد مستخدمي الإنترنت في المغرب تزايدا مهما يوما بعد يوم، إذ بلغت نسبتهم بحسب إحصائيات البنك الدولي لسنة 2015 أكثر من 57% من مجموع سكان المغرب البالغ عددهم في نفس العام أكثر من 34 مليون نسمة، ولا زال عدد المستخدمين في ارتفاع متواصل.
أرقام كانت سببا في إشعال فتيل حرب باردة بين عدة مواقع إلكترونية للإستحواذ على النسبة الأعلى من الزيارات، فإذا اطلعنا على قائمة أليكسا لأكثر 50 موقعا إلكترونيا متابعة بالمغرب سنجد أن هذه القائمة تضم بالإضافة للمواقع العالمية الشهيرة 24 موقعا إلكترونيا مغربيا 19 منها مواقع إخبارية متنوعة بين الشاملة والرياضية والفنية بأعداد زيارات يمكن إحصاؤها بالملايين شهريا، لنطرح أسئلة عن كيفية وصول المواقع الإخبارية لهذه الأرقام، ولماذا المواقع الإخبارية بالذات؟
للإجابة عن هذه الأسئلة أجرينا بحثا عن مصادر الزيارات والطرق التي تنهجها هذه المواقع للوصول لهذه الأرقام، وتوصلنا إلى أربع استراتيجيات تستعملها هذه المواقع في زيادة أرقام زوارها وهي كالتالي:
الأخبار الكاذبة و Buzz
أسهل الإستراتيجيات المستعملة وأشهرها حيث تعرف الكثير من المواقع الإخبارية المغربية بعدم المصداقية بنشرها لأخبار كاذبة معتمدة في سردها القصصي دائما على افتتاحيات أصبحت جد معروفة مثل أكدت مصادر متطابقة أو مصادر موثوق بها من دون التعريف بهذه المصادر، ولا تتوقف عند هذا الحد بل قد تعود نفس المواقع لتكذب الخبر الذي نشرته هي نفسها، وربما تعود في مرة ثالثة وتنشر مقالا آخر عن ردود الأفعال بمواقع التواصل الإجتماعي بعد انتشار الخبر الكاذب، وقد تطرق موقعLEDESK في نسخته العربية لهذه الظاهرة وربطها بأسباب مادية متعلقة بالمستشهرين الذين لا يهمهم المحتوى ومصداقيته بقدر ما تهمهم الأرقام.
استخدام حسابات وهمية بأسماء فتيات على فايسبوك
تستخدم هذه الطريقة من قبل العديد من المواقع الإخبارية ولاكتشافها لن يتطلب منك الأمر ذكاء كبيرا فقط يكفي أن تقوم بزيارة سريعة لمجموعات فيسبوكية خاصة بنشطاء الأحزاب السياسية والحركات السياسية لتجد العشرات من روابط لمواقع إخبارية منشورة من قبل حسابات تحمل أسماء وصور فتيات، وإذا نقرت على أحد هذه الحسابات ستجد حائطها ممتلئ بروابط لنفس الموقع الإخباري مما يدل بشكل قطعي انها حسابات أنشأت فقط لغرض نشر محتوى الموقع، وتنشط هذه الحسابات كذلك في المجموعات النسائية الخاصة بالطبخ والجمال والأزياء، لتقوم بنفس المهمة وهي نشر الروابط بكثافة، إلى ان يتم إغلاقها أو حذفها من المجموعة من قبل القيّمين على المواقع.
شراء الصفحات الكبيرة على فايسبوك أو استعارة مساحات للنشر فيها
من أشهر الطرق المعروفة في عالم التلاعب بالأرقام هي شراء صفحات كبيرة ودمجها مع الصفحة الرئيسية للموقع على فيسبوك للحصول على عدد كبير من المتابعين بسرعة، أو شراء الصفحات الكبيرة النشيطة أو فقط استعارة مساحات منها للنشر فيها، وفي تصريح لأحد الشباب المغاربة الذين يملكون العديد من الصفحات الترفيهية والذي فضل عدم الكشف عن هويته للحفاظ على أعماله قدم لنا شرحا لطريقة عمله مع المواقع الإخبارية والتي تتلخص في نشر روابط للمواقع الإخبارية على صفحاته مقابل مبلغ مالي يبدأ من 5000 درهم شهريا (ما يعادل 500 دولار تقريبا) ويكون الإتفاق بينهم على عدد زوار بين 10.000 و20.000 يوميا مشترطا أن تكون نوعية المواضيع ترفيهية أو قادرة على خلق ضجة، وأكد أنه اشتغل مع العشرات من المواقع الإخبارية الشهيرة بالمغرب، كما أنه أشار الى أن العديد من الشباب المغاربة يستفيدون من مداخيل مادية مهمة من تقديم هذا النوع من الخدمات.
وهذه الطريقة ليست حكرا على المواقع الإخبارية المغربية فقط بل أصبحت متداولة حتى من المواقع التابعة لمؤسسات إعلامية عالمية (مثال).
مواقع اختصار الروابط وبيع النقرات
تعد أقل الإستراتيجات تكلفة ويعد ADfly المعروف باختصار الروابط أشهر موقع يقدم هذه الخدمة، بحيث يقدم هذا الموقع 10000 زائر مقابل 5 دولارات فقط، ولكن مشكلته في توقيت الزيارة الذي يكون قصيرا جدا وهو ما يشكل مشكلة للمواقع التي تستخدمه لكونها لا تستطيع الصعود في ترتيب أليكسا بسرعة بالرغم من توفرها على عدد كبير من زيارات، كما أن هذه الإستراتيجية تشكل خطرا على حسابات أدسنس لهذه المواقع لدى نجد هذه الطريقة تستخدم من المواقع غالبا كمكمل مع الإستراتيجيات السابقة.
الصورة الرئيسية تحمل رخصة المشاع الإبداعي.