رحلة مركز التوجيه: تجربة صحفية جزائريّة

بواسطةمنى عبدالمقصودOct 7, 2021 في استدامة وسائل الإعلام
صورة

شاركت الصحفيّة الجزائريّة سميرة الدهري في برنامج التوجيه للمبادرات الإعلاميّة الناشئة التابع لشبكة الصحفيين الدوليين في العام 2017.

صورةنقطة الانطلاق

منذ طفولتها، كانت سميرة تحلم بأن تُصبح صحفية، لكنّ عائلتها آثرت أن تختار وظيفة أخرى بعيدًا عن المتاعب ويتقبلها المجتمع الجزائري في الوقت نفسه، وهذا ما حصل، فقد اضطرت سميرة للإختيار بين بعض التخصصات في العلوم الإنسانية وكانت كلية الاتصال والصحافة في ذيل القائمة كرغبة أخيرة في الأوراق الرسمية، لكنّ الحظ أبى إلا أن يحقق لسميرة حلمها وينتصر القدر للمجال الذي تعشقه.

تنقلت سميرة بعد التخرج للعمل بين عددٍ من القنوات التلفزيونية والوكالات الصحفية حتى عام 2013 الذي شهد حدثًا جديدًا ساهم في تبديل مسارها المهني، إذ استقلت سيارة أجرة والتقت فيها بسيدة أخبرتها عن توفّر فرصة للإلتحاق بدورة تكوينية في إذاعة "صوت المرأة"، ومن هنا بدأت الرحلة. 

تقول سميرة: "تواصلت مع مديرة المشروع وأرسلت لها الوثائق اللازمة، وشاركتُ في الدورات التكوينية لمدة عام كامل بالشراكة بين جمعية المرأة والمعهد الاعلامي البريطاني. لقد استفدت كثيرًا من الدورات، لا سيما بما يتعلّق في تقنيات العمل الإذاعي، ومنذ ذلك الوقت ارتبطت بالإذاعة بشكل تطوعي واستمرينا في المضي قدمًا سعيًا نحو تغيير الصورة النمطية للمرأة الجزائرية".

وأضافت: "كنّا 16 شابّة من مناطق جزائرية مختلفة وشاركنا في الدورات التكوينية ثمّ عملنا معًا في مشروع إسمه (حكايات جزائرية) كمخرجات جديدات، وبعد ذلك، أصبحت عضوة في الجمعية وقدّمت مع صحفيات أخريات ملفات عن المرأة وحماية البيئة والإعلام".

صورة

الجدير ذكره أنّ الجمهور لاحظ أهمية الإذاعة في تغطيتها لقضايا تُلامس قضايا المواطنين والمواطنات اليومية، وانطلقت محطات النجاح بعد التركيز على الحراك في الجزائر ودور المرأة. وانفردت الإذاعة بإجراء مقابلات حصرية مع النساء، وهي خطوة ساهمت في زيادة المتابعات ونشر الفيديوهات ومتابعة برامج الإذاعة. وتوالت قصص النجاح لتنطلق إذاعة صوت المرأة بحلتها الجديدة كموقع على الإنترنت عام 2015 وكإذاعة جمعوية مختصة بالتصدي للصور النمطية للنساء.

إقرأوا أيضًا: صحفيات عراقيات حققنَّ طموحهنَّ عبر شبكة الصحفيين الدوليين

برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية

صورة

شاركت سميرة في برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية في العام 2017، بدورته الرابعة. واستمرّ البرنامج نحو ثمانية أشهر، تلقى فيها المتدربون/ات دورات تدريبية متعددة عن بُعد ومتخصصة بطريقة التخطيط والإعداد للمشروع والجدولة، إضافة إلى بعض اللقاءات المباشرة مع المدرّبين في الأردن. كذلك تأهل المشاركون والمشاركات لحضور فعاليات مؤتمر أريج السنوي للصحافة الاستقصائية.

صورة

وهنا أوضحت سميرة قائلةً: "لقد استفدت من أمور كثيرة خلال مشاركتي في البرنامج، منها طريقة كتابة المشاريع والتقديم للمنح والتخطيط الاستراتيجيي للمشروع وكيفية البحث عن مصادر للتمويل وتسيير فريق العمل. وبعدما استكلمت الدورات والبرنامج استطعت المساهمة في جلب تمويل لمشروع جديد للإذاعة مع الوكالة الفرنسية للإعلام من بين 150 مشروعًا"، مضيفةً أنّ "المبلغ كان صغيرًا، لكنّ الخطوة كبيرة".

محطات النجاح  

صورة

  شراكات وتعاون

صورة

 تحديات على الطريق

صورة

  • تواجه الإذاعة عددًا من الصعوبات التي تتعلق بالتمويل بظلّ وجود قواعد ولوائح تعيق العمل التنموي وتجعل اجراءات الموافقة على النواحي المالية معقدة للغاية.
  • يضاعف من هذا التحدي عدم القدرة على الحصول على إشهار في ظل القانون الجمعوي فى الجزائر، الذي لا يجعل إذاعات الإنترنت التي تديرها جمعيات المجتمع المدني معترفًا بها في ظل قانون الإعلام الحالي.
  • يجتهد فريق إذاعة صوت المرأة في مجال كتابة مقترحات المشاريع والتقدم بأفكار جديدة، وحتى إن لم يتم قبول مشروع  ما، يستمرّ الفريق بالبحث عن الأسباب وتطوير طريقة الكتابة، كما يستعين الأعضاء بعين متخصصة للبحث عن المشكلة وتقديم حلول واقعية لها.   
  • نظراً لطابع الإذاعة كوسيلة إعلامية جمعوية فإنها تعتمد بشكل كبير على تقديم جرعة مكثفة من المحتوى الإعلامي الجاد الذي قد لا يلائم الجمهور العام، ويعتمد على التوجه للنخبة.
  • يحدّ حصر الشريحة المستهدفة في المجتمع المدني أحيانًا من الوصول للشارع الجزائري والالتحام مع شرائح المجتمع كافّة.
  • أيقنَ الفريق أنه في ظل العصر الرقمي لا بد من دراسة ما يريده الجمهور مع ضمان عدم تراجع المستوى أو الإبتعاد عن الذوق العام وضمان معالجة الموضوعات المختصة بالمرأة والمجتمع.  
  • يجتهد الفريق في دراسة القوالب الجديدة والتواجد على منصات مواقع التواصل الاجتماعي والبحث في إمكانية تمرير رسائل القضايا بطريقة ملاءمة فنية أو كوميدية قريبة للناس.

صورةصوت المرأة.. صوت المجتمع 

صورة

عن المشروع

إذاعة صوت المرأة: انطلقت الإذاعة عام 2009 لتعالج بشكل أساسي المواضيع المختلفة المتعلقة بمطالب النساء وسرد القصص والتوعية بالقضايا ونشر ثقافة داعمة لتأكيد مشاركة النساء في المجتمع ومكافحة التمييز ضد المرأة في مختلف المجالات بغرض ممارسة المواطنة الكاملة وتوحيد النساء في المنطقة الأورومتوسطية من خلال تكنولوجيا المعلومات والتواصل.

الفئات المستهدفة: النساء في المرحلة الأولى ثم الشباب وبعدهم جميع فئات المجتمع.

الأهداف المستقبلية: أن تصبح الإذاعة وسيلة إعلاميّة قائمة ويتمّ الإعتراف بها في ظلّ منصة قانونية كإعلام متخصص وهادف، وأن تتحول الإذاعة لنموذج لمشاريع أخرى للشباب في مجال الإعلام، بتوفير فرص حقيقية للفئات المهمشة وإيصال أصوات النساء من مختلف المناطق الجزائرية وليس من العاصمة فقط.