يواجه الصحفيون تحديات متزايدة في توفير المعلومات الدقيقة والموثوقة، وأصبح استخدام المصادر المفتوحة ضرورة أساسية للتحقيقات وأمرًا حاسمًا في عالم الصحافة، وتوفر هذه المصادر للصحفيين معلومات وبيانات دقيقة، لا سيما عند تغطية الحروب.
أهمية استخدام المصادر المفتوحة في تغطية الحروب
تكمن اهمية استخدام المصادر المفتوحة في اعتبارها أداة قوية وفعالة في تغطية الحروب، حيث تساعد في توفير معلومات موثوقة وشاملة عن التطورات من خلال إتاحة الوصول الحر والسهل للمعلومات، كما تساهم في توسيع رؤية الصحفيين وزيادة تنوعها، مما يسمح لهم بتوجيه الضوء على جوانب الحرب التي قد لا تُغطى بشكل كافٍ من قبل وسائل الإعلام التقليدية. كما تشجع على التفاعل مع القرّاء والمشاهدين، حيث يمكنهم إضافة المعلومات والآراء الخاصة بهم، مما يساهم في تعزيز الشفافية والتشاركية في تغطية الحروب.
في هذا السياق، شدّد الصحفي اليمني بسام غبر على أهمية المصادر المفتوحة بالنسبة للصحفيين نظرًا لتدفق المعلومات الهائلة على شبكات الانترنت، موضحًا أنّها اكتسبت أهمية كبيرة في وقتنا الحاضر نتيجة لما ينبثق منها من معلومات غزيرة. كما أصبحت شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي منصات لطرح الكثير من القضايا والتساؤلات، مما يوجب امتلاك الصحفيين معرفة بتحقيقات المصادر المفتوحة ليتمكنوا من كشف التضليل.
ولفت غبر في حديثه لشبكة الصحفيين الدوليين إلى إتاحة المصادر المفتوحة الفرصة للصحفيين للوصول إلى معلومات دقيقة ومحدثة بطريقة سهلة وفعالة، بدلاً من الاعتماد على مصادر محدودة أو عرض التحديات والمخاطر المرتبطة بالتجمعات البشرية في المناطق المتضررة فحسب، حيث يمكن للصحفيين الاعتماد على المعلومات المفتوحة والتقارير الإعلامية الحية التي تتوفر عبر الإنترنت، كما أنّ التكاليف أقلّ بالمقارنة مع مصادر تجارية مغلقة.
وأوضح أنّ المصادر المفتوحة تساهم في إنجاز تحقيقات تتعلق بالقضايا الحقوقية والإنسانية والتوصل إلى المعلومات الصحيحة، مشيرًا إلى موقع الأرشيف اليمني الذي يعمل على إنتاج تحقيقات صحفية في مناطق الحرب باستخدام المصادر المفتوحة عبر الأقمار الصناعية من google earth.
من جهته، رأى الصحفي اليمني فاروق الكمالي أنّ استخدام مقاطع الفيديو والصور الملتقطة في مناطق الحروب يلعب دورًا مهمًا في تحديد المسؤولية الجنائية في الجرائم والانتهاكات ضد الإنسانية، خصوصًا حين تتكامل هذه المقاطع والصور مع خرائط وصور عبر الأقمار الاصطناعية المحدثة والتي يمكن من خلالها مطابقة المواقع التي تظهر مما يعزز من الشفافية والمصداقية لدى الصحفيين.
ولفت إلى أنّ استخدام المصادر المفتوحة قد يغني الصحفيين عن التواجد في أماكن النزاع أو المناطق الخطرة، إذ يمكنهم الاستفادة من غزارة المعلومات المتاحة عبر الإنترنت والتي تشمل التقارير الحية والصور والفيديوهات والتقارير من مصادر مختلفة، مما يضمن توفير وجهات نظر مختلفة ومتعددة.
وبحسب دراسة في الوحدة التعليمية عن المصادر المفتوحة وصحافة المواطن فإنّ استخدام المصادر المفتوحة يمكّن الصحفيين والناشطين من جمع المعلومات والأخبار وتحليلها بسهولة، ويمكنهم أيضًا من تغطية شاملة لكافة المجالات ومن زوايا مختلفة.
أدوات البحث على المصادر المفتوحة في تغطية الحروب
في ظلّ الأحداث المتسارعة والتقدم التكنولوجي السريع، أصبحت الأدوات والتقنيات المفتوحة تلعب دورًا حاسمًا في توثيق الانتهاكات الحربية وتحمل المسؤولية لمرتكبيها. باستخدام البرمجيات والأجهزة المفتوحة المصدر، يمكن للصحفيين جمع البيانات وتوثيق جرائم الحرب، وتعتبر أدوات مثل كاميرات الهواتف الذكية وتطبيقات تحليل الصوت والفيديو مثالية لهذا الغرض، حيث يتمكن المراسلون من توثيق الأحداث على الفور ونقل الأخبار بدقة عالية.
وتعد الصور والفيديوهات المفتوحة المصدر أداة فعالة لتوثيق الأحداث والتقارير الحربية، وتمكن الصحفيين من استخدام هذه المواد لنقل الوقائع وإظهار حجم الدمار والآثار الإنسانية للصراعات. بفضل المصادر المفتوحة، يمكن للصحفيين الوصول إلى صور وفيديوهات التحرير واستخدامها في تقاريرهم بدون قيود حقوق النشر.
في إطار تدريب صحفي أقامته مؤسسة قرار للإعلام، زودت الصحفية المصرية صفاء عاشور المتدربين ببعض الأدوات التي يمكن استخدامها للبحث عن المعلومات والتحقق من المصادر المفتوحة وهي كالتالي:
● Google محرك البحث الشهير يوفر الكثير من المعلومات المفتوحة.
- Google Maps لتحديد الزمان والمكان بدقة عالية، كذلك لتحديد المعالم في المناطق المجاورة.
- Google Earth وهي أداة تتضمن صورًا عبر الأقمار الاصطناعية وخرائط، ويمكن استخدامها لتحريك المعلومات الجغرافية وإنشاء صور ثابتة أو فيديوهات.
- TinEye أداة للبحث عن صور مشابهة على الإنترنت، ويمكن استخدامها للتحقق من صور ملكية الحقوق أو التلاعب بالصور.
- Internet Archive مكتبة رقمية توفر وصولًا مفتوحًا إلى مجموعة هائلة من المواد المؤرشفة على الإنترنت.
هذه الأدوات تساعد الصحفيين في العثور على المعلومات والتحقق منها في وقت قياسي. وفيما يلي بعض المصادر المهمة لبيانات حكومية مفتوحة تشمل:
● Data.gov موقع للبيانات الحكومية المفتوحة في الولايات المتحدة.
● European Union Open Data Portal بوابة بيانات الاتحاد الأوروبي المفتوحة.
● data.gov.uk موقع للبيانات الحكومية المفتوحة في المملكة المتحدة.
تستخدم مصادر البيانات الحكومية المفتوحة في العديد من المجالات مثل التحقق من المعلومات وتحليل البيانات وإنتاج التقارير الصحفية العميقة.
هناك بعض المواقع التي تساعد في الحصول على بيانات موثوقة
climateactiontracker: متتبع العمل المناخي وهو مشروع علمي مستقل يتتبع العمل الحكومي بشأن المناخ، ويقوم بتحديد وتقييم أهداف وسياسات وإجراءات التخفيف من تغير المناخ.
findagrave هو موقع يسمح للجمهور بالبحث والإضافة إلى قاعدة بيانات عبر الإنترنت لسجلات المقابر البشرية.
موقع البيانات المفتوحة للبنك الدولي وهو مجاني ويتيح البيانات المتعلقة بالتنمية في مختلف أنحاء العالم.
التحديات التي تواجه استخدام المصادر المفتوحة في تغطية الحروب
أثناء استخدام المصادر المفتوحة في تغطية الحروب، يواجه الصحفيون العديد من التحديات للحصول على المعلومات وتدقيقها وتحليلها، ويلخصها غبر بما يلي:
1. تدقيق المعلومات والتحقق منها
قد يكون من الصعب التحقق من صحة المعلومات الموجودة في المصادر المفتوحة، بسبب التدفق السريع للمعلومات، إضافة إلى وجود منافذ ومصادر للمعلومات بشكل كبير مما يتطلب من الصحفي التحقق منها، وتتضاعف تلك التحديات أثناء الحروب والصراعات، حيث يلجأ أطراف الصراع إلى بث الشائعات والمعلومات الزائفة.
2. تحديات تقنية
ينبغي أن يمتلك الصحفيون بعض المهارات التقنية والمعرفة بأسس الأمن الرقمي كي يحافظوا على سلامة المعلومات التي يحصلون عليها.
3. تحديث المعلومات
قد تتوفر معلومات غير محدثة ويصعب تحديثها، ومن المهم البحث الجيد عن المعلومات وتحديثها.
4. تعقيدات أمنية
قد يكون استخدام المصادر المفتوحة في تغطية الحروب مصاحبًا لتعقيدات أمنية، حيث أنه قد يكون هناك مخاطر أمنية تتعلق بسلامة الصحفي الشخصية كونه الناقل للمعلومات.
على الرغم من هذه التحديات، يمكن استخدام المصادر المفتوحة بشكل فعال إذا تم الالتزام بمبادئ التحقق من المعلومات والتأكد من صحتها قبل نشرها.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة دانيال فازيو.