6 مؤشرات تحدد مشاركة القراء ذوي الثقة المحدودة في الإعلام

بواسطة Shraddha Chakradhar
Oct 26, 2022 في إشراك الجمهور
أصابع رجل

كيف يختار الأشخاص الذين لا يثقون بمصادر الأخبار المنشورات التي يمكنهم أن يثقوا بها؟ هذا هو السؤال المحوري في تقرير نشره معهد رويترز لدراسة الصحافة ضمن مشروع "الثقة في الأخبار".

الإجابة هي أنّ الناس يتسرعون في إصدار الأحكام المسبقة عند تقييم مصادر الأخبار عبر المنصات الرقمية الشائعة. وهذه القرارات المتسرعة مبنية على مجموعة من المعايير التي يأخذها الناس بعين الاعتبار، بما في ذلك مؤسسات الأخبار التي نشرت القصة.

وللإجابة على هذا السؤال، أجرى الباحثون استطلاعًا للرأي بمشاركة 100 شخص من أربع دول – البرازيل والهند والمملكة المتحدة والولايات المتحدة – لسؤالهم عن عاداتهم فيما يتعلق بمتابعة الأخبار.

واختار الباحثون تحديدًا المشاركين الذين "لا يثقون [في الإعلام] بشكل عام". وقد اعتبروهم كذلك بناءً على إجاباتهم على السؤالين التاليين: "ما مدى اهتمامك – إن وُجد – بالسياسة؟" و"بشكل عام، ما مدى ثقتك بالمعلومات من المصادر التالية: [قائمة تضم 15 مؤسسة إخبارية من دولة المشارك]؟" (وشملت قائمة الولايات المتحدة مؤسسات مثل ABC وNBC News وBreitbart وغيرها).

وقد تمّ تقييم إجابات المشاركين على مقياس من خمس نقاط، وتكونت العينة النهائية ممن أبدوا ثقة أقل من المتوسط في الإعلام، إلى جانب اهتمام أقل من المتوسط بالسياسة. وتبين كذلك أنّ هؤلاء الأشخاص يستخدمون تطبيقات فيسبوك وواتسآب وجوجل بانتظام.

وأجرى الباحثون مقابلات عبر الفيديو مع كل من هؤلاء المشاركين، حيث شرحوا كيفية استخدامهم لكل من منصات الإنترنت المختارة. وبحسب الباحثين، فقد "ساعد ذلك في مراقبة ما ينتبهون إليه عند تحديد أهمية المعلومات ومدى موثوقيتها بالنسبة لهم. كما أتاح لنا هذا النهج أن نتجاوز الإجابات المجردة حول استخدام منصات الإعلام، وصولًا إلى تجارب الحياة الواقعية، حيث استطعنا دراسة المشاركين بشكل أكبر فيما تعلق بأمثلة محددة وملموسة".

وإليكم نتائج الدراسة:

وجدت الدراسة أنّ هؤلاء المتطوعين الذين "لا يثقون [في الإعلام] بشكل عام" نادرًا ما ينتبهون إلى الأخبار عبر منصاتهم العادية، أو أنّهم لا يبالون بها. وفي المرات القليلة التي انتبهوا فيها لوجود الأخبار، كانت القصص في الأغلب تركز على موضوعات أكثر بساطة، مثل الترفيه.

وعند انتباه المشاركين إلى مقالات الأخبار عبر فيسبوك أو جوجل أو واتسآب، كانوا يصدرون أحكامًا سريعة على مصداقية المعلومات الواردة بها، وكانت هذه الأحكام مبنية على ستة عوامل رئيسية كالتالي:

 

 

فيما يتعلق بعناوين الأخبار كعامل تُبنى عليه الأحكام، وجد الباحثون أنّها لا تستوقف الأشخاص غير المعتادين على متابعة الأخبار، بل إنّها تحدث تأثيرًا معاكسًا لما تقصده المؤسسة الناشرة. وفي هذا السياق، قال أحد المشاركين من البرازيل: "كلما كان العنوان جذابًا، كلما شككت به"، وهو ما أكدّه مشارك آخر من المملكة المتحدة، قائلًا: "أعتقد أن العناوين المملة أكثر جدارة بالثقة".

كما ساهم موضوع الخبر في كيفية تحديد المشاركين لمدى ثقتهم بالمؤسسات الناشرة. فبينما مال هؤلاء إلى الشك في كافة الأخبار، اتضح أنهم يشككون بشكل خاص في الأخبار المتعلقة بالموضوعات السياسية. وفيما يلي ما قاله أحد المشاركين من المملكة المتحدة:

عندما تتحدث عن "الثقة"، يعتمد الموضوع على أمور عدّة. الثقة [بالمؤسسات الإعلامية] من أي جانب؟ فمثلًا، إذا كنت أتابع قصة حول الفيضانات في جنوب البلاد، هل أرى أنّ التغطية تمّت بشكل صحيح؟ ربما. ولكن إذا كنت أقرأ مقالًا حول الإحصائيات التي تهم السياسيين، هل أصدقه؟ لا، لأن كل مؤسسات الإعلام يملكها سياسيون.

وقد اعتمد ما انتبه إليه المشاركون على المنصة التي ورد فيها الخبر. فعبر فيسبوك وواتسآب، كان أهم عامل هو "من" شارك المعلومات، مما ساعد المشاركين في تحديد رؤيتهم للخبر وتفاعلهم معه (الإعجاب أو التعليقات أو ما إلى ذلك). كما ساعدت ميزات التحقق والتسميات لدى فيسبوك في نفس الأمر. فعلى سبيل المثال، قال أحد المشاركين من الهند إنّه يثق بالمؤسسة الإعلامية "لأن لديها علامة التحقق الزرقاء، ما يعني أنّها مضمونة من خلال فيسبوك".

وفي الوقت ذاته، بدا أنّ المشاركين – مثل عموم الناس – لا يدركون كيف تعمل المنصات لإطلاعهم على الأخبار. ولاحظوا أنّ مصدر الأخبار لم يكن واضحًا دائمًا. كما شككوا في قيمة القصص المصنفة على أنها محتوى إعلاني، وهو ما علّق عليه أحد المشاركين من الولايات المتحدة فيما يتعلق ببحث جوجل:

"جوجل شركة خاصة يمكن دفع الأموال لها مقابل الظهور كأول نتيجة للبحث، لذا، بالنسبة لموضوعات معينة، دائمًا ما أتذكر أنّه من السهل للغاية الدفع مقابل الظهور في قمة نتائج بحث جوجل".

كما أعرب المشاركون عن قلقهم – وهم محقون في ذلك – بشأن الطبيعة الاجتماعية لهذه المنصات (أي مشاركة الأصدقاء والعائلة للأخبار، ما يؤدي إلى الثقة بهؤلاء كمصادر)، ويسهل ذلك نشر الأخبار المضللة أو إخفاء الممارسات المشبوهة.

فعلى سبيل المثال، يقدم تطبيق واتسآب أكثر من مجرد رسائل نصية، وغالبًا ما تتم مشاركة الأخبار عبره في صيغة تسجيلات صوتية. ولكن بعض المشاركين أعربوا عن قلقهم بشأن هذا الأمر كذلك. وهذا ما قالته إحدى المشاركات من البرازيل عن استخدام والدها لخاصية الرسائل الصوتية في واتسآب:

"بالكاد يستطيع [والدي] القراءة والكتابة، ولا يستخدم سوى الرسائل الصوتية. لذا، بالنسبة له، تعتبر الأخبار موثوقة لأنه لا يعلم مصدرها، أي أنّه من المرجح أن يصدق أي خبر يتلقاه من أي أحد".

ماذا يعني ذلك بالنسبة للمؤسسات التي تسعى لكسب ثقة الجمهور؟

في تغريدة لها عبر تويتر، قالت إيمي روس أرجيداس، الباحثة لدى معهد رويتزر وكاتبة التقرير: "بالنسبة لمؤسسات الأخبار، قد يتطلب الوصول إلى هذه الشريحة من الجمهور جهودًا دعائية أكثر اتساقًا واستدامة، بالإضافة إلى المزيد من الاهتمام بطرق عرض القصص في المساحات الرقمية وتأثيرها على الثقة".

ولأنّ هؤلاء المشاركين يرون الأخبار عبر منصات التواصل الاجتماعي، وليس عبر المواقع الإلكترونية الخاصة بالمؤسسات الناشرة، فإن الدراسة "تضع عبئًا على المنصات للنظر بعناية أكبر في الدور الذي تؤديه تصميماتها وتقنياتها في تشكيل تقييمات المستخدمين للأخبار"، بحسب الباحثين.

يمكنكم الاطلاع على التقرير الكامل عبر هذا الرابط.


نُشر هذا المقال للمرة الأولى عبر موقع مختبر نيمان وتمت إعادة نشره هنا بعد الحصول على الإذن بذلك.

الصورة الرئيسية من انسبلاش بواسطة Kreative Kwame.