دليلك لاستخدام "UX" في منصتك الرقمية

بواسطة مصطفى فتحي
Jul 25, 2023 في استدامة وسائل الإعلام
صورة تعبيرية

أن تكون تفاصيل التجربة العملية للمستخدم مع واجهة منصتك الرقمية هي مصدر إلهامك الأساسي، ومحركك لتقديم تصميم أو كلمات واضحة وبسيطة وسهل التعامل معها، هذا باختصار شديد ما نعنيه حين نتحدث عن وظيفة كاتب الـUX في العالم الرقمي. ويختصر هذان الحرفان الـ"User Experience" أو تجربة المستخدم. 

والجدير ذكره أنّ تقنية UX أعمق من أن نختصرها في اختيار تصميم أو كلمات قوية ومؤثرة تهدف لجعل تجربة المستخدم مع منصتك الرقمية أسهل وأكثر فاعلية، إذ يمكن استخدام UX للتسويق بنجاح لأشكال عدة من المحتوى الرقمي العصري، سواء كان "بودكاست" أو "كروس ميديا" أو أي شكل رقمي آخر.  

ستعرفكم شبكة الصحفيين الدوليين على الطريقة المثلى للاستفادة من تجربة المستخدم أو UX في العالم الرقمي لعام 2023. لنغوص في هذا العالم! 

أن تكون كاتب UX 

تقنية UX أو تجربة المستخدم، هي باختصار فن صياغة النصوص والتصميمات التي تظهر عبر واجهة المنصات الرقمية (مواقع الويب، تطبيقات الجوال، إلخ)، ما يعني أنّ كل ما يمر به المستخدم في رحلته مع أي منصة رقمية، بداية من الدخول إلى المنصة الإلكترونية، ثم تصفح المنتجات المختلفة المعروضة عليها، واختيار ما يناسبه منها، ثم الدخول إلى رابط المنتج الرقمي، وصولاً إلى عملية التفاعل معه، سواء بالتعليقات أو بالمشاركة، وبعد ذلك التعامل مع الفريق التقني للمنصة في حال وجود أي مشكلة فنية. كل هذا يمثل تجربة المستخدم. 

ورغم أن تجربة المستخدم يستخدمها المسوقون الرقميون أكثر في عالم المنتجات الخاصة بالشركات الناشئة والكبرى، إلا أنه في العام 2023 بات ضروريًا أن نستفيد من هذه التقنية الذكية للتسويق للمنتجات الصحفية. 

لكن قبل أن نبحر في عالم الـUX، من المهم أن نذكر أنّ كثيرين يخلطون بين الكتابة لتجربة المستخدم وبين كتابة الإعلانات، لكن الحقيقة أن هناك فرقًا كبيرًا بين المجالين، حيث أنّ كتابة الإعلانات هي كتابة نصوص تهدف لبيع منتج أو خدمة ما، وتتم في مرحلة متأخرة بعد الانتهاء من عملية تصميم المنتج بالكامل. أما هدف الكتابة لتجربة المستخدم UX Writing فهو تقديم نصوص تدعم استخدام المنتج وتقوّي التواصل بين العميل وواجهة الاستخدام. 

ورغم أن بعض الأماكن توظف شخصًا واحدًا ليقوم بالمهمتين معًا، حيث يقوم بكتابة نصوص تسويقية ونصوص واجهة المستخدم، إلا أن جميع المؤشرات تقول إنه قريبًا سيتم فصل الوظيفتين، والسبب هو نمو الطلب على الكتابة لواجهة المستخدم في العالم، وهو ما يجعل دراسة هذا المجال والتخصص فيه، فكرة ناجحة وتستحق الاهتمام. 

وفي جملة سهلة وبسيطة، عَرف دون نورمان، وهو أول شخص استخدم مصطلح "تجربة المستخدم" حينما كان يعمل في شركة "آبل" في أوائل التسعينيات، ومؤسس أول قسم خاص بتجربة المستخدم في الشركة، حين قال إنها ما ستقوله لشخص آخر إذا طلب منك شرح منتج ما. 

ولا نعني أبدًا حين نتحدث عن UX أن نكتب قصصنا الصحفية نفسها مهما كان الشكل المقدم بها، بطريقة معينة أو باستخدام كلمات معينة. تعتمد كتابة القصص الصحفية في الأساس على أسلوبك الصحفي، وعلى مدى التزامك بالقواعد التحريرية والمهنية. أما دور الكتابة بتقنية UX فالهدف منها التسويق للمحتوى الصحفي بعد تجهيزه، سواء كان عبارة عن قصص مكتوبة أو "كروس ميديا" أو حتى "بودكاست"، فتعني أن يقوم كاتب الـUX باختيار الكلمات القادرة على تسويق هذا المحتوى بشكل أكثر فاعلية وتأثيرًا، من خلال استخدام كلمات تشويقية ومعبرة، بناءً على تجربة المستخدم، ما يجعل المستخدم يدخل على هذا المحتوى ويصبح قادرًا بسهولة على فهم الكلمات التي تطلب منه الضغط على روابط تجعل تجربته مع المنصة أسهل، مثل روابط اعرف أكثر، أو تواصل معنا، أو اقرأ أيضًا، إلى جانب وضوح كل كلمة مكتوبة في التصميمات المنشورة على المنصة، وغيرها من الأزرار والروابط. 

هنا، سنذكر مثالُا عمليًا، لنفترض أنك صممت منصة لعرض محتواك من البودكاست، وبات هذا المحتوى عامًا، فحين يقرر مستخدم ما الدخول للمنصة، ثم البحث عن بودكسات معين يتماشى واهتماماته من مكتبتك الرقمية، مرورًا بالضغط على زر الاستماع، ووصولًا إلى المرحلة التي يقرر فيها التفاعل مع هذا المحتوى، سواء عبر كتابة تعليق أو عبر مشاركته مع أصدقائه، والتواصل مع فريق الدعم الفني إذا واجهته مشكلة ما أثناء عملية التصفح. مراقبة كل ما سبق يجعلنا نمتلك "تجربة مستخدم" تستحق أن ننظر لها، لنعرف إذا كانت تجربة هذا المستخدم سهلة أم بها تعقيدات. 

هل الفقرة المكتوبة في وصف البودكاست كانت شيقة وسهلة وبسيطة؟ هل عنوان البودكاست نفسه في الصفحة الرئيسية يلبي احتياجات المستخدم؟ هل جملة "اضغط هنا للاستماع" كانت مناسبة أكثر من جملة "استمع للبودكاست الآن"؟ هل استطاع المستخدم أن يصل بسهولة للجزء الخاص بعرض خدمة الدعم الفني؟ وأسئلة أكثر تجعلنا إجاباتها نستفيد من تجربة المستخدم لتحسين ما نقدمه للمستخدمين. 

UX في الـ"كروس ميديا" والـ"بودكاست".. وأكثر 

الـ"كروس ميديا" هي تقنية مبتكرة يمكننا عبرها سرد القصص الصحفية بطريقة تفاعلية مع القراء، عبر استخدام عدة وسائط في قصة صحفية واحدة، وبعيدًا عن اللغة الصحفية المكتوب بها القصة الصحفية، هناك أمور أخرى تستخدم فيها "الكلمة" لتشجيع المستخدمين على قراءة ومشاهدة قصصنا بتقنية الـ"كروس ميديا"، مثل تصميم معين على الصفحة الرئيسية للمنصة يشجع المستخدمين على الدخول لقراءة القصة، أو وصف القصة التشويقي عبر المنصات المختلفة، ولتكن حسابات المنصة على وسائل التواصل، فحين نتعامل مع كل كلمة سنكتبها لدعوة الناس للدخول إلى رابط القصة بشكل مختلف معتمد في الأساس على تجربة المستخدم، فهذه طريقة مضمونة لإنجاح الموضوع الصحفي ووصوله لأكبر عدد من المستخدمين. 

نفس الأمر مع البودكاست، وهو التدوين الصوتي، هل نستخدم على حسابات وسائل التواصل المختلفة الكلمات الصحيحة القادرة على تشجيع الناس على الدخول لهذا المحتوى؟ هل الكلمات التي نصف بها الأزرار التي سيضغط عليها المستخدم هي الأفضل؟ هل اسم القسم الذي يحوي ملفات البودكاست على المنصة تم اختياره بشكل معبر يجذب المستخدم؟ نفس الأمر مع الأشكال الصحفية الإبداعية الأخرى، مثل مقاطع الفيديو، والملفات الصوتية، وألبومات الصور، والتحقيقات التفاعلية، وغيرها من الأشكال الإبداعية. 

وتقديم منتجات صحفية معتمدة على تجربة المستخدم هي عملية مقصود بها تصميم وتنفيذ منتجك بشكل يلبي حاجة المستخدم ويتلافى المشكلات التي يواجهها، ولنتعمق أكثر في "تجربة المستخدم"، سنعرض عليك مثالًا عمليًا تخيليًا؛ لو لديك منصة لعرض القصص الصحفية بتقنية الكروس ميديا، وبعد فترة وجدت أن تعليقات المستخدمين تتشارك في أن نوع الخط المستخدم في سرد القصة غير واضح، والرسومات التوضيحية صغيرة جدًا، معرفة "تجربة المستخدم" ستجعلك تعيد التفكير في طريقة تصميم كل الخدمات الرقمية التي تقدمها لجمهورك، نفس الأمر مع طريقة الدعاية لهذه الخدمات، والتي غالبًا ما تكون عبر أقسام خاصة على الصفحة الرئيسية للموقع أو على حسابات وسائل التواصل، إذا كانت الكلمات المستخدمة في هذه الأقسام الدعائية لحث المستخدمين على الدخول للخدمات غير واضحة أو مملة، فهذا سيظهر في قلة عدد المتفاعلين مع المنشورات، لكنك ستعرفه بعمق أكثر حين تعرف عن قرب "تجربة المستخدم" مع منصتك. 

وستتمكن من معرفة تفاصيل تجربة المستخدم، عبر عدة تقنيات، أبرزها استطلاعات المستخدم، والمقابلات، واختبار A/B.

إذا طالعنا مقال أنيا ويدبيرج، الكاتبة المتخصصة في الـUX، سنتعرف على ستة مهارت أساسية ستجعلك كاتبًا متميزًا، وهي: مهارات الكتابة غير التقليدية، ومعرفة استراتيجية المحتوى، ومعرفة تجربة المستخدم، وامتلاك أدوات التصميم، وامتلاك مهارات الاتصال بما فيها امتلاك الكثير من الصبر، وأخيرًا الفضول وحب الاطلاع على كل جديد. 

وعن مهارة الكتابة غير التقليدية، ترى ويدبيرج أن كاتب الـUX يتعامل مع الكلمات، لذا فهو بحاجة إلى امتلاك مهارات كتابة قوية، بما في ذلك معرفة بالقواعد اللغوية والنحوية، لكنها تكمل أن كتابة UX تختلف بشكل كبير عن الأنواع الأخرى من وظائف الكتابة. إذ يؤمن كاتب الـUX أن الكلمات جزء من التصميم، لذا فهو يبحث عن بديل لكل كلمة بهدف الوصول لفرص أفضل للتأثير في المستخدم. 

أما فيما يخص نقطة معرفة استراتيجية المحتوى، فتعني أن يكون لديك فهم للتأثير المطلوب من كل كلمة ستستخدمها، وهذا سيحتاج منك معرفة الأهداف المطلوبة، ليس فقط للشركة ولكن لمنتجها أو منتجاتها، وقد يساعدك التعاون مع كاتب القصة الصحفية في أن تضع استراتيجية خاصة للمطلوب من كلماتك ككاتب UX أن تحققه. 

وتعني مهارة معرفة أدوات التصميم، أن يكون لديك فكرة ومعرفة بأدوات التصميم الأكثر شيوعًا، لأنه بصفتك كاتب تجربة مستخدم، ستعتاد على رؤية الكلمات كجزء من التصميم العام، وسيمنحك تعلم استخدام أدوات التصميم رؤى لا تقدر بثمن حول كيفية عمل المصممين. بالإضافة إلى أنك ستعمل عن كثب مع المصممين وسيكون التعاون أسهل إذا كان لديك فهم للأدوات التي يستخدمونها. 

وفيما يتعلق بمهاراة الاتصال، فمطلوب منك أن تكون مستعدًا لشرح أهمية دورك ككاتب تجربة المستخدم للشركات التي تنتج منتجات رقمية، وحينها سيتحرمون دورك ويقدرونه. 

وأخيرًا فإنّ مهارة الفضول تعني أنك ككاتب تجربة المستخدم تتعامل مع المنتجات الرقمية، وهي صناعة تتغير باستمرار، لهذا تأكد من مواكبة أحدث الاتجاهات والأخبار. 

طريقك لاحتراف الـUX 

قد يلعب مجال الـUX دورًا مهمًا في المستقبل وسيكون مهنة مطلوبة. ولتتعلمها بشكل محترف يمكنك الحصول على ورشة مجانية عن بُعد من منصة UX Writing Hub، ستتعرف فيها على هذا المجال. هناك كذلك ورشة مجانية تقدمها نفس المنصة، لكن عبر إرسال الدروس إلى بريدك الإلكتروني، وهي دروس ستعرفك على تجربة المستخدم، وكيفية كتابة أبحاث UX، وكيفية اختيار الكلمات الأكثر تأثيرًا وغيرها. 

وننصحكم بمتابعة موقع UX Writing بالعربية، وهو موقع مهم لكل من يرغب في أن يكون كاتب UX محترف. كما يوفر لكم موقع مستقل، دليلًا باللغة العربية سيعطيكم فكرة شاملة عن الـUX. 

وأخيرًا.. 

دعونا نتعلم الـUX ونطبقه في عالم الصحافة الرقمية، والنتيجة النهائية ستكون وصول ما نقدمه من خدمات وأفكار إلى أكبر عدد من الناس. ماذا تنتظر؟ هناك مكان ما ينتظر توظيفك ككاتب UX، لا تفوت الفرصة! 

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة وكالة "يوم إكس إندونيسيا".