برنامج مركز التوجيه: ركائز إطلاق مشاريع إعلامية

بواسطة IJNet
May 31, 2023 في استدامة وسائل الإعلام
صورة

انطلقت أُولى فعاليات جلسات برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة في 30 أيار/مايو بعنوان "ركائز إطلاق مشاريع إعلامية"، لصقل مهارات الصحفيين بأهم المعارف والأدوات اللازمة لتطوير مشروعاتهم الإعلامية، وفهم بيئة العمل الإعلامي وتحديد سمات الجمهور، وبناء نماذج أعمال تساعدهم على الاستمرارية في ظل المنافسة الشديدة بين المنصات الإعلامية، وذلك عبر زووم وصفحة شبكة الصحفيين الدوليين على فيسبوك وصفحة منتدى باميلا هوارد.

الدورة العاشرة لبرنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة 

في بداية الجلسة، أعلنت سارة عبد الله مديرة برنامج مركز التوجيه للمشروعات الإعلامية الناشئة والمحررة المسؤولة عن شبكة الصحفيين الدوليين بنسختها العربية، عن إطلاق الدورة العاشرة من برنامج مركز التوجيه للمشروعات الإعلامية الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي أطلقته شبكة الصحفيين الدوليين منذ عام 2014 بدعم من الصندوق الوطني للديمقراطية، وقد وصل عدد خريجي البرنامج إلى نحو 70 مشاركًا تمّكنوا من تطوير مشروعاتهم الإعلامية، وهذا العام فالدعوة مفتوحة لجميع الصحفيين للاستفادة من جلسات البرنامج خلال الفترة من 30 مايو/أيار إلى 4 يوليو/تموز، وسيحصل الصحفيون الذين أتمّوا ثلاث جلسات على الأقل على شهادات حضور، كما سيتم إرسال العروض التقديمية لهم في نهاية البرنامج. 

وقالت عبد الله: "أشجعُ الصحفيين الذين أطلقوا مشاريع ناشئة أن يتابعوا هذه الجلسات لكي يصبحوا مؤهلين للتقديم للمرحلة الثانية من البرنامج التي تتضمن توجيهًا لمدة 10 أشهر مع موجهين من المنطقة العربية، من أجل مساعدتهم على تطوير مشاريعهم من خلال تزويدهم بالأدوات والمهارات التي يحتاجونها لتحقيق الاستدامة لمشاريعهم الاعلامية، وبعد ذلك يتم تنظيم مُخيّم تدريبي للمشاركين الفائزين في شهر نوفمبر/تشرين الثاني، وفي ديسمبر/ كانون الأول ستُتاح الفرصة للمشاركين في البرنامج لحضور ملتقى أريج في الأردن للتشبيك مع عدد كبير من الإعلاميين والصحفيين الذين يحضرونه كل عام، وفي شهر فبراير/شباط، سيتم تنظيم تدريبات مخصصة للصحفيين المشاركين في البرنامج، وفي شهر إبريل/نيسان سيحصل المشاركون على تمويل أولي، وفرص تقدمها لهم شبكة الصحفيين الدوليين". 

أساسيات إطلاق المشروع الإعلامي

وقامت الدكتورة منى عبد المقصود مديرة المعرفة والبحوث في المنطقة العربية في "Women in News"، التي أعدّت مجموعة موارد لضمان استدامة المبادرات الناشئة بتأطير الجلسة الأولى من البرنامج، التي تناولت عدة موضوعات وهي: "أساسيات إطلاق المشروع الإعلامي وكيفية تمويله"، و"تعلُم كيفية إنشاء قائمة المهام والتقييم الذاتي"، "أهم الخطوات التي يجب أن يستند إليها الصحفيون/ات لإطلاق مشاريع إعلامية بدءًا من وضع الخطة، إلى التقييم الذاتي وأبرز مراحل المشروع"، و"تحديد الجمهور المستهدف"، "التعرف على جماعات المصلحة"، و"قطاعات السوق الإعلامي الرقمي". 

وبدأت عبد المقصود حديثها بمقولة مهمة لـبيل جروس الذي يعد أحد الرواد في مجال احتضان الأفكار الناشئة وصاحب Idea Lab، وهي: "يمكن للمشروعات الناشئة أن تُغير العالم نحو الأفضل..إذا أخذنا مجموعة من الناس لديهم حوافز قوية لإنجاز فكرة ما، وقمنا بمساعدتهم على تنظيم أنفسهم في كيان محدد، فإننا نفرد المساحة للإبداع والإبتكار وإطلاق العنان للقدرات البشرية من أجل تحقيق إنجازات لا محدودة"، كما دعت الحاضرين لقراءة كتاب "The Big Thaw" الصادر عام 2018، وذلك لمعرفة التغيرات التي شهدها قطاع الإعلام، وكيف يتمكن أصحاب المشروعات الإعلامية من رصد البيئة الجديدة لوسائل الإعلامية. 

وقد تباينت آراء المشاركين في الجلسة عبر "زووم" حول بعض الأمور المتعلقة بالمشاريع الإعلامية الناشئة والتي شاركتها معهم عبد المقصود أثناء الجلسة، حيث أشار 84% إلى أنّ الجمهور العربي في حاجة إلى المزيد من المشروعات الإعلامية لتلبية احتياجاتهم، وقد أبدى 44% من الحضور تخوفهم من مشاركة مشاريعهم الإعلامية حتى لا تتمّ سرقتها، كما رأى 82% منهم أنّ التمويل يعدّ من أهم العوائق التي قد تؤدي إلى فشل المشروعات الناشئة. 

نماذج مُلهمة قبل إطلاق مشروعك الإعلامي 

تحدثت عبد المقصود عن نموذج التفكير الذي وضعته جامعة "ستانفورد" لتصميم مشروعات مبتكرة والذي يدفعنا للتفكير جيدًا في مدى قرب مشروعنا الإعلامي لمشكلات الناس، ويتكون النموذج من العناصر الآتية: فهم طبيعة الجمهور، تحديد القنوات الإعلامية التي يتعرض لها الجمهور، ومعرفة احتياجات الجمهور، وتوقيت تعرض الجمهور لوسائل الإعلام، ومصادر المعلومات التي يعتمد عليها الجمهور، والقضايا المُلحة للجمهور، وطموحات الجمهور.  

وهناك نموذج آخر وضعه إريك رايز حول المراحل الأساسية لكل مشروع ريادي وذلك انطلاقًا من بناء الفكرة والتي ستتحول إلى رسالة تنفيذية على أرض الواقع، ثم مرحلة جمع البيانات (لمعرفة الجمهور الذي أقبل على الفكرة) تليها مرحلة قياس المعلومات الناتجة عن التنفيذ، والتعلُم المستمر الذي نطبقه في مرحلة الإعداد لمشروعنا. 

تحديد خصائص وسمات الجمهور المستهدف 

ركزت عبد المقصود على أهمية فهم شرائح الجمهور المستهدف قبل البدء في مشروعنا الإعلامي، حيث شاركت مع الحاضرين في الجلسة رسمًا بيانيًا يوضح تلك شرائح الجمهور ونمط استهلاكهم الإعلامي، والأحداث التي مروا بها، وخصائصهم، وذلك كما يلي: 

-جيل الصامتين (75-92) عامًا: عاصروا الحرب العالمية الثانية والانهيار الاقتصادي، يتمتعون بالانضباط، ويحملون قيم الإخلاص والولاء، ويفضلون الاتصال المباشر عن استخدام التكنولوجيا. 

- الكبار/الناقدون (56-74) عامًا: يتسمون بالالتزام، والاكتفاء الذاتي والاعتماد على النفس. 

- الجيل إكس (40-55) عامًا: يتسم هذا الجيل بقدرته على التعامل مع المشكلات، وبقدرته على التفكير المنطقي.  

-جيل الألفية (24 -39) عامًا: هو الجيل الأول الرقمي، يتمتع بالثقة، والفضول. 

- الجيل زد (9-23 ) عامًا: جمهور صعب الإرضاء، يبحث دائمًا عن الجديد، لا يسعى وراء الحصول على الخبر وإنما ينتظر أن يصل إليه، والحياة لديه تعني التكنولوجيا، ويتسم بالطموح، والثقة بالنفس، ويثق في آراء وأفكار وتوصيات الأصدقاء، وأكثر انفتاحًا على الأفكار الجديدة، ويتابع القضايا الاقتصادية والسياسية عن بُعد، ولديه نظرة تشاؤمية للمستقبل. 

-جيل ألفا (سنة الولادة-13 عامًا). 

وذكرت عبد المقصود أنّ منحنى النمو السكاني يتزايد في جيل الألفية، وجيل Z وذلك وفقًا لما أشارت إليه بعض الدراسات، وبالتالي فهناك عدد كبير من المنصات موجهه لهم، ونلاحظ بأنهم الأكثر استخدامًا لمنصات التواصل الاجتماعي. 

وهناك بحث تم إجراؤه على 1200 شخصًا من أوغندا، وكينيا وتنزانيا وذلك خلال الفترة من أيار/مايو إلى تموز/يوليو 2022، لمعرفة سمات جيل الألفية، وجيل Z، وأشارت النتائج إلى أنهم يودون معرفة الأخبار الجارية بنسبة 52%، وأن يكون لديه دخل مادي 45%، وأن يبدأوا مشروعهم الإعلامي بنسبة 39%. 

كما شاركت عبد المقصود نتائج دراسة حديثة تم إجراؤها على الجمهور السوري، وأشار إلى أنّ مواقع التواصل الاجتماعي تُلبي 60% من احتياجات الجمهور من الأخبار، وأنّ الجمهور يريد تغطية ميدانية دقيقة، وقصصًا إنسانية، ونماذج إيجابية، ويريد تفعيل دور المساءلة في الإعلام، كما يهتم جمهور السوشيال ميديا بقراءة تعليقات الآخرين على الخبر، لمناقشتها مع أصدقائهم وزملائهم، وبالنسبة لنمط الأخبار التي يريدونها، فهي: الأخبار المحلية، والاقتصادية، والكوارث الطبيعية، والترفيه، والموضة، ويهتمون أيضًا بالخدمات الأساسية والتعليم، فيما كانوا أقل اهتمامًا بقضايا النوع الاجتماعي، والبيئة والنوع الاجتماعي. 

أسباب نجاح/فشل المشروعات الإعلامية 

أشار الحاضرون في الجلسة إلى أن "التمويل"، و"سوء التخطيط" يعدان سببين رئيسيين في فشل المشروعات الإعلامية. 

وهناك خمسة عوامل تقود لنجاح/فشل المشروعات الناشئة من خلال التحليل الذي أجراه بيل جروس على 200 شركة عام 2015، وهي: 

-الأفكار: طبيعة الموضوعات وأهميتها، ومدى ارتباطها بالجمهور. 

-فريق العمل الذي يعمل على المشروع: مدى قدرته على الصبر والاحتمال لتنفيذ المشروع على أرض الواقع. 

-نموذج الاستدامة المناسب لطبيعة المشروع. 

-مصادر الدخل. 

- التوقيت. 

وقد أشارت عبد المقصود إلى أنّ التوقيت يعدّ من أهم العناصر لنجاح المشروعات الإعلامية، وليس التمويل كما يظن الكثيرون، حيث جاء في المرتبة الأولى بنسبة 42%، ثم فريق العمل بنسبة 32%، وبعد ذلك الأفكار بنسبة 28%، ثم نموذج الاستدامة بنسبة 24%، ثم التمويل بنسبة 14%، وذلك من خلال نتائج تحليل الشركات التي أجراها بيل جروس.

مسح البيئة المحيطة 

تأتي هنا مرحلة تحليل السوق الحالي والتعرف على أهم المنافسين، ومتابعة النماذج المُلهمة، وقراءة التقارير والبحوث الخاصة بالابتكار والتكنولوجيا في الإعلام، ومتابعة النشرات البريدية. وهناك ثلاث خطوات مهمة تساعدك في تلبية احتياجات الجمهور وهي: 

-مرحلة الإلهام: الانغماس المباشر في حياة الناس وفهم احتياجاتهم عن قرب. 

-مرحلة التفكير: الاستفادة مما تم تعلمه في تطوير وتصميم فكرة تحل مشاكل الناس. 

-مرحلة التنفيذ: تقديم الفكرة للسوق والبدء في الاختبار، والتجريب، والتعديل. 

تحليل الموقف الراهن 

يمكنك تحليل الموقف الراهن من وجهة نظر المنافسين، ومعرفة ما إذا كانت هناك منتجات/خدمات أخرى تقدم حلولًا بديلة للمشكلة نفسها. 

قطاعات السوق الإعلامي الرقمي  

معظم أفكار المشروعات الإعلامية الناشئة تدور حول تطبيقات الهواتف المحمولة، منصات التعلُم الرقمية، مجالات التسويق والدعاية والإعلان، وإنشاء منصات لتجميع أو توزيع المحتوى الإعلامي. 

كما أشارت عبد المقصود إلى أهمية الاستناد إلى مخطط يساعدك في تنظيم أفكارك عندما تكون بصدد إطلاق مشروع إعلامي، ومن أشهرها: مَن هو جمهورك، علاقاتك مع جمهورك، قنوات توصيل الخدمة، مصادر الإيرادات، المنتج/الخدمة المقترحة، الأنشطة، الموارد، الشراكات، التكاليف والمصروفات. 

واختتمت عبد المقصود حديثها قائلةً: "عناصر النجاح من وجهة نظر إيلون ماسك هي: تقديم خدمة/منتج رائع للجمهور، أن يكون لديك فريق عمل يساعدك في التنفيذ، أن تخصص وقتك وجهدك لتحقيق غاية معينة، أن تبدأ فورًا".

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة JESHOOTS.COM.