برنامج مركز التوجيه: إدارة وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وإﺷﺮاك اﻟﺠﻤﻬﻮر

بواسطة IJNet
Jul 6, 2023 في موضوعات متخصصة
صورة لوسائل التواصل الاجتماعي

تسعى وسائل الإعلام بصفة عامة ومنها المؤسسات الناشئة إلى مواكبة التطور التكنولوجي اعتمادًا على منصات التواصل الاجتماعي لزيادة التواصل والتفاعل مع الجمهور المستهدف، لكن هل تعرف هذه الشركات الناشئة جمهورها جيدًا؟ وهل تمتلك استراتيجية واضحة على منصات التواصل الإجتماعي؟ 

في هذا المقال، تقدم شبكة الصحفيين الدوليين آليات إدارة وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وإﺷﺮاك اﻟﺠﻤﻬﻮر وتمدكم بأفكار جديدة لتطويع تلك الوسائل بخدمة أهداف مؤسساتكم، بناءً على المعلومات التي قدّمها المدرب نصري عصمت في الجلسة الخامسة والأخيرة من تدريبات برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة التي قدّمتها شبكة الصحفيين الدوليين بمناسبة إطلاق الدورة العاشرة من البرنامج.

 

ﻛﻴﻒ ﺗﺨﺘﺎر ﻣﻨﺼﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻤﺸﺮوﻋﻚ؟ 

هناك حوالى 10 منصات تواصل معروفة وأكثر استعمالًا بين الصحفيين وجمهورهم حول العالم، لهذا ينبغي أن يعرف الصحفي كيف يختار المنصات المناسبة لمحتواه وهل عليه التواجد في كل هذه المنصات، وكيف يزيد عدد المتابعين/ات لجذب الممولين وضمان استدامة مشروعه الإعلامي.

هذه الأسئلة يطرحها دائمًا صاحب كل مشروع ناشئ وتحدّد الإجابات هذا الجمهور حسب الشريحة العمرية (شباب/نساء/أطفال)، ويجب التفكير بصفة أعمق لذلك ينبغي معرفة تفاصيل هذا الجمهور وطرح أسئلة أعمق من الفئة العمرية، كتحديد نوع هذا الجمهور واهتماماته، فمثلًا علينا طرح هذه الأسئلة: متى يستعمل هذا الجمهور منصات التواصل الاجتماعي، كم مدة الاستعمال؟ في أي مكان؟ ما هي دورة حياته اليومية؟ هل يصله الانترنت بصفة دورية؟ كيف يستهلك المحتوى وما هي منصاته المفضلة. وذلك لأنّ الاهتمام بهذه المنصات يختلف حسب البلد وبناء على ذلك يمكن تحديد وفهم الجمهور. 

بعد تحديد هذه المعلومات عليك اختيار على أي منصة ستنشر المحتوى، فحسب تقرير رويترز لدراسة الأخبار الرقمية، تبين أنّ الناس لا يهتمون بمنصة واحدة وأصبح التوجه أكثر نحو واتسآب وتيك توك وانستجرام.

أما بخصوص التواجد والتفاعل على هذه المنصات، فمن المستحسن أن تكون المؤسسة الإعلامية الناشئة موجودة على منصتين أو أكثر، لكي يضمن صاحبها أن يصل المحتوى بشكل جيد، وبالتالي على أصحاب المشاريع الناشئة معرفة مميزات وخصائص المنصات جيدًا.  

السمات العامة للمنصات  

لكلّ منصة تواصل اجتماعي جمهورها وقواعدها وطرق الاستفادة منها: 

فيسبوك: يضمّ جمهورًا عامًا وقوالب مختلفة، كما أنّ الخوارزميات الخاصة به صعبة. 

تيك توك: تشير أبحاث كثيرة إلى تقدّم تيك توك القائم على الفيديوهات القصيرة، وبحسب تقرير رويترز فإنه منتشر جدًا لدى الذين تبلغ أعمارهم من 18 إلى 24 سنة، كما يضمّ أعمارًا أخرى.

تويتر: منصة مهمة للاطلاع على آخر الأخبار والاتجاهات، وقد تظهر تغييرات جديدة. 

انستجرام: من المنصات الأكثر شعبية وهي بصرية قائمة على الفيديو ذي النزعة التجارية ويمكن استخدام التطبيق كأداة تسويق. 

يوتيوب: يعدّ المكتبة الأكبر في التاريخ، جمهوره كبير ويجذب المشاهدات ويحتوي اشتراكات وخوارزميات خاصة به، يمنح فرصًا أكثر للمشاهدات.

لينكدإن: أصبح منصة مستخدمة من قبل المحترفين والمهنيين ووجهة للباحثين عن العمل، وفي الفترة الأخيرة باتَ رواده ينشرون محتوى حول تطوير القدرات والمبادرات الإعلامية وبإمكان الشركات الناشئة التسويق للمحتوى وبناء علاقات في آن واحد عبر هذه المنصة التي يستخدمها 22 مليون مستخدم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حسب موقع Step Feed.

تيليغرام: منصة مهمة لها حضور في بعض البلدان ويمكن أن تكون بديلًا لتويتر، سهلة الإستعمال وتمكنك من الوصول إلى مجموعات أوسع.

سناب شات: يعدّ من المنصات المهمة ويمكن للشركات الناشئة في دول الخليج الاعتماد على هذا التطبيق، لما له من جمهور وتأثير. 

النشرة البريدية: هي آلية مهمة لربط الجمهور بالمحتوى بدون البقاء رهينة لمنصات التواصل  الإجتماعي ويمكنك من خلالها قياس تفاعل الجمهور بطريقة جيدة. ويمكن لتقييمات التطبيقات المتاحة أن تساعدك في تصميم المحتوى الذي تريده للجمهور الذي تستهدفه. 

أما في مناطق النزاع مثلًا، فيمكنك قياس الجمهور عبر الإعتماد على المصادر الأولية من الزملاء أو العلاقات الخاصة بك كشركة.

والجدير ذكره أنّ لهذه المنصات  قواعد مختلفة تتطور وتتغير يوميًا، لذلك يجب أن يتماشى المحتوى الذي يقدمه أي مشروع إعلامي ناشئ مع ذلك التطور.  

فقبل البدء بعملية النشر، يجب دراسة الجمهور والبلدان التي ستعمل وتتواجد فيها هذه المنصات، فإن أردت العمل في المنطقة العربية وشمال أفريقيا مثلًا، ادرس أي المنصات استعمالًا في كل بلد. 

 

ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ وﻗﻮاﻋﺪ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻹدارة ﻣﻨﺼﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ الإجتماعي 

الخوارزميات: هي مجموعة اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪد ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻤﻨﺸﻮرات اﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﻲ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، وعليك معرفتها فهي تتغير دائمًا وبدون الإعلان عنها، لذلك عليك البحث دائمًا. 

معدلات الوصول  

وهو عدد الأشخاص الذي سيظهر منشورك في حساباتهم ويزيد عند نشر المحتوى الكثير الجدل، وكصاحب مشروع يجب عليك أن تعرف عدد الأشخاص الذين يظهر منشورك لديهم لتعرف وتقيس معدلات الوصول للجمهور وﻛﻞ ردود اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻤﻤﻜﻦ ﻗﻴﺎﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺸﻮر وﻣﻌﺪﻻت اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ. 

الاتجاهات وﻗﻮاﻋﺪ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ اﻟﻤﺤﺘﻮى ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﻟﻲ 

في البداية، عليك معرفة اهتمامات هذه المنصات، فعصر الصفحات التي يتابعها الملايين أصبح مكلفًا جدًا ومن المهم الاعتماد على ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻓﻴﺴﺒﻮك لأنها اﻷﻧﺠﺢ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﻟﻲ من ناحية التفاعل. 

ﺗﺨﺒﻂ ﺗﻮﻳﺘﺮ 

نتيجة للقواعد الصعبة، فقد وضع تويتر حدًا لعدد التغريدات لكل صاحب حساب، لذلك لا تعتمد عليه كمنصة فردية تسوق عليها أخبارك. 

ﺻﻌﻮد ﺗﻴﻚ ﺗﻮك 

وذلك من خلال ﺻﻌﻮد ﻣﻨﺘﺠﺎت اﻟﻔﻴﺪﻳﻮ اﻟﻘﺼﻴﺮ والتي نسجت على منوالها  ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻤﻨﺼﺎت وتعطي فرصًا أكثر لظهور المحتوى، فمثلًا إن كنت تقوم بإعداد محتوى له مدة طويلة، فمن المهم أن تعدّ فيديو قصيرًا وجذابًا وترويجيًا لتنشره على تيك توك أو تقسم عملك المنجز إلى فيديوهات  قصيرة مختارة جيدًا وبعناية وتحتوي رسائل هادفة وتشد الانتباه.

ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺼﺤﻔﻲ "اﻟﻤﺆﺛﺮ"

مواكبةً للتطور، اختار العديد من الصحفيين الظهور بأنفسهم وشرح وتوضيح فكرة أو وضع مبادرة، فمثلًا استندت "واشنطن بوست" الى زملاء لديهم حسابات على تيك توك لإنجاز المحتوى عبر فيديوهات لها علاقة بالأخبار التي تنشرها من خلال التعليق على الأحداث حول العالم وبذلك توجهت أكثر للفئات التي تتابع تيك توك وزادت من جمهورها. 

خاصية القصص

تستمر ﻫﻴﻤﻨﺔ "اﻟﺘﺎﻳﻢ ﻻﻳﻦ اﻷﻓﻘﻲ" وخاصية القصص على المنصات وهي مهمة ولكن ﺑﺪرﺟﺔ اهتمام أﻗﻞ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺑﻖ لأنها سريعة الاختفاء. وبعد التعرف على المنصات الأكثر إستخدامًا وﻗﻮاﻋﺪ إدارتها، عليك في المرحلة القادمة إدراك أفضل الممارسات لتفاعل الجمهور عبرها. 

ﻣﺎ هي أﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ اﻟﺠﻤﻬﻮر؟ 

طبقًا لبحث إستراتيجيات التفاعل مع القراء لجامعة نيويورك الأميركية، فإنّ "الهدف الأسمى للتفاعل هو بناء علاقة دائمة مع الجمهور تقوم على ولائهم لمنصتك، والذي يمكن تحويله دائمًا الى عضويات واشتراكات وحتى لجذب المعلنين الذين يبحثون عن الجمهور الشغوف والمتفاعل"، وبالتالي عليك: 

-وضع قواعد للنقاش وإجابة الجمهور في التعليقات والتفاعل الدائم معهم. 

-اﺷﺮح ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻌﻠﻪ action to Call، واﻃﺮح أﺳﺌﻠﺔ على الجمهور.

-اﺳﺘﻐﻞ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺮاﺋﺠﺔ ﻣﻊ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻢ ﻣﺸﺮوﻋﻚ: أي عدم الانزلاق وراء نشر ما هو رائج حتى وإن كان فارغ المحتوى.

-اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ اﻟﻤﻤﻴﺰ مهم ويجب الاستفادة من إﻣﻜﺎﻧﺎت اﻟﻤﻨﺼﺎت اﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻴﺔ. 

ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذه الممارسات لا تتحقق بدون إستراتيجية واضحة. 

ﻛﻴﻒ ﺗﻌﺪ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺘﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺼﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ؟ 

يجب أن تسأل دائمًا ﻣﺎ ﻫﻲ أﻫﺪاﻓﻲ؟ ﻫﻞ ﻫﻲ:    

-ﻧﺸﺮ وﻋﻲ ﺑﻔﻜﺮة ﺗﺴﻮﻳﻖ اﺳﻢ ﻣﺒﺎدرﺗﻲ أو ﻣﺆﺳﺴﺘﻲ؟

-ﺗﺤﻘﻴﻖ زﻳﺎرات ﻟﻤﻮﻗﻌﻲ، ﺑﻴﻊ ﺧﺪﻣﺎﺗﻲ أو ﺳﻠﻌﺘﻲ أي ما هي الإجراءات المعتمدة لمنصتي؟

عليك أيضًا معرفة ﻣﺘﻰ تنشر المحتوى وﻛﻴﻒ ﺳﺘﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت؟ وما هي ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﻨﺸﻮرة. 

من أهم الخطوات التي تستخدمها الشركات في إدارة الحسابات الرسمية لمنصات التواصل الاجتماعي هي بناء استراتيجية للقنوات الرقمية وإنشاء سياسات لمواقع التواصل الاجتماعي وتوزيعها على الموظفين وأيضًا الوكالات التسويقية التي تتعامل معها. لذلك يجب أن تكون لديك هوية على منصات التواصل الإجتماعي وتذكر دائمًا أنّه ليس عليك التواجد عليها جميعها فهذا لن يخدمك، وقم بإنشاء محتوى جيد ومختلف يحتوي على النص المكتوب والفيديوهات القصيرة والبودكاست، وتفاعل دائمًا مع متابعيك وأجب بطريقة جيدة على تعليقاتهم المنتقدة، وعليك أن تسعى دائمًا لإشراكهم في محتواك وقصصك التي تنشرها. 

وتذكر دائمًا أنّ مواقع التواصل الإجتماعي هي أدوات متاحة تتغير إعداداتها وخوارزمياتها حسب مالكيها، إعرف جيدًا آليات إستخدامها وقواعدها وضع إستراتيجية واضحة لنشر محتواك واسأل دائمًا من هو جمهورك؟  

 الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة فيرمبي