إنشاء محتوى لوسائل التواصل الاجتماعي

بواسطةIJNetJun 28, 2023 في الصحافة متعددة الوسائط
صورة تعبيرية

يوم الخميس، الموافق 16 مارس/آذار، قدم المركز الدولي للصحفيين وبدعم من مؤسسة سكريبس هوارد، الجلسة الثالثة من المؤتمر العالمي لتمكين الحقيقة "Empowering the Truth"، تحت عنوان "إنشاء محتوى لوسائل التواصل الاجتماعي"، تناولت فيها المدربة سارة حطيط، وهي صحفية متخصصة في الإنتاج السمعي والبصري، ومدربة في مجال الإعلام الرقمي، وكاتبة في موقع شبكة الصحفيين الدوليين، أهمية المحتوى المنشور على شبكات التواصل الاجتماعي بالنسبة للصحفيين، وكيفية اختيار المعلومات التي يمكن تقديمها بصريًا، فضلًا عن نصائح حول ما يجب فعله وما لا يجب فعله عند تصميم المحتوى لمنصات التواصل مع عرض أمثلة من العالم والشرق الأوسط. 

جلسة "إنشاء محتوى لوسائل التواصل الاجتماعي" هي ثالث جلسات المؤتمر العالمي لتمكين الحقيقة "Empowering the Truth"، والذي يقدمه المركز الدولي للصحفيين كل خميس من شهر مارس/آذار الجاري، وهذه الجلسات تقدّم بأكثر من لغة، وقد استهلّت بجلستين مهمتين، الأولى تناولت البودكاست في المنطقة العربية وكيفية توظيف الصوت في السرد القصصي، والجلسة الثانية كانت عن رواية القصص باستخدام الهاتف المحمول وكيفية إعداد الفيديوهات. وتبث الجلسات على صفحة فيسبوك الخاصة بشبكة الصحفيين الدوليين ويمكن مشاهدتها من خلال النقر هنا

في بداية الجلسة، تحدثت سارة حطيط عن أهمية إنشاء محتوى على منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدة أنّ تواجد الصحفي –كشخص وليس كمؤسسة- على منصات التواصل يجعله يصل لجمهور أكبر، ولا يصبح محصورًا في منطقة معينة، ويتيح له التفاعل الدائم، ويساعده على بناء مصداقية بين الجمهور، ويمكنه من أن يحقق علامته التجارية، إضافة إلى القدرة على نشر محتواه في الوقت الفعلي. 

قدمت حطيط في الجلسة معلومات عن أهم المنصات التي تجذب الجمهور، وخصائص تلك المنصات، وأشكال وأنواع المحتوى الأنسب لكل منصة، كما عرضت عدة أرقام مهمة مصدرها هو أحدث تقرير أصدرته منصة "داتا ريبورتر" في كانون الثاني/يناير من العام 2023، والذي كشف أن مستخدمي الإنترنت يقضون وقتًا على وسائل التواصل بمختلف أشكالها، يتراوح بين ساعتين وساعتين ونصف يوميًا، وهو ما يزيد كثيرًا عمّا كان يحدث في العام 2013 مثلًا، إذا كان المستخدمون حينها يقضون على هذه المنصات ساعة ونصف الساعة فقط يوميًا. 

منصات تجذب المستخدمين أكثر 

بحسب نفس التقرير الذي عرضته سارة حطيط، فإنّ "فيسبوك" يأتي في المرتبة الأولى عالميًا، كأكثر منصة تجذب الجمهور، حيث هناك 2.958 مليار مستخدم ينشطون على الموقع شهريًا، وهو ما يقارب 37 % من إجمالي سكان العالم، للأشخاص في المرحلة العمرية من بعد التخرج وحتى آخر يوم قبل التقاعد. في المرتبة الثانية نجد منصة "يوتيوب"، التي تجذب 2.514 مليارشخص، يليها "واتسآب" بنحو 2 مليار مستخدم، ثم تطبيق إنستجرام، يليه "وي تشات" ثم "تيك توك"، ثم "فيسبوك ماسنجر"، ويأتي "تويتر" قبل "بينترست". 

وعن الوقت الذي يقضيه الأشخاص على التطبيقات، ذكرت حطيط بناءً على معلومات التقرير أنّ "تيك توك" هي المنصة الأولى التي يقضي عليها المستخدمون وقتًا أطول، تقريبًا 23 ساعة ونصف الساعة في الشهر، وعلى "يوتيوب" يقضون 23.1 ساعة في الشهر، وفي المرتبة الثالثة سنجد "فيسبوك"، والذي يقضي عليه المستخدمون 19 ساعة في الشهر، أما "واتسآب" فيقضي عليه الجمهور 17 ساعة في الشهر، و"إنستجرام" 12 ساعة، و"لاين" 5 ساعات ونصف، و"تيليجرام" 4 ساعات، أما "سناب شات" فيقضي عليه الجمهور 3 ساعات ونصف، و"فيسبوك ماسنجر" 3 ساعات وأقل من نصف الساعة. 

قالت حطيط في الجلسة إنّ "فيسبوك" لديها أكثر عدد من المستخدمين، ولكن "تيك توك" هي المنصة الأولى التي تجذب اهتمام المستخدمين. ولفتت إلى نقطة هامة وهي أنّ المستخدمين موجودون على كل المنصات، بمعنى أنهم قد يقضون وقتًا أطول على منصة معينة، لكنهم يتنقلون ما بين منصة وأخرى. 

وتقول وكالات الإعلانات إن "إنستجرام" هي المنصة الأولى التي يزورها المستخدمين للبحث عن موضوع معين يتعلق بالحياة اليومية وليس بالسياسة مثلًا، على سبيل المثال يبحث المستخدمون على "إنستجرام" عن أفضل المطاعم أو شراء المنتجات أو التعرف على مناطق جديدة، بدلًا من جوجل أو جوجل ماب. 

وترى حطيط أنّ أهمية معرفة أحدث الأرقام المتعلقة بالمنصات الرقمية، يجعلنا نعرف كيف نوظف هذه الأرقام في عملنا الصحفي، ويساعدنا على إنشاء محتوى هادف، وأن نصل بالمحتوى الغني الذي ننجزه إلى أعداد أكبر، وسيجعل لنا تواجد على منصات التواصل.  

خريطة الطريق 

لنفترض أن لدينا فكرة برنامج بودكاست أو أردنا إطلاق قناة على "يوتيوب" أو أي محتوى آخر، من أين نبدأ؟ تُجيب حطيط على هذا السؤال خلال الجلسة، وتقول: "إن ما يصنع فرقًا حقيقيًا في تواجدنا على منصات التواصل هو أن نقدم محتوى مختلفًا، يساعدنا في أن نصبح كصحفيين لدينا "علامة تجارية"، ما يعني أننا سنكون في هذه الحالة أشخاصًا فاعلين على وسائل التواصل وليس مجرد مستخدمين عاديين، وبالتالي سيصبح عدد متابعينا أكبر بكثير من عدد من نتابعهم". 

وتضع لنا سارة حطيط خريطة طريق، تبدأ بأن نحدد الهدف من التواجد على وسائل التواصل، ونحدد ما المميز في المحتوى الذي سنقدمه، ونعرف لماذا سيهتم جمهورنا به. والخطوة الثانية هي اختيار المنصة الأنسب لعلامتنا التجارية، وتحديد شكل المحتوى الذي يهتم به جمهور هذه المنصة، وأن نعرف جيدًا على أي منصة يتواجد جمهورنا المستهدف، أما الخطوة الثالثة فهي إنشاء استراتيجية محتوى تتوافق مع المحتوى والأهداف، يليها تحديد وتيرة ووقت النشر الأنسب، بمعنى أن أضع خطة لأول أسبوع، ثم ماذا سأقدم في الأسبوع الثاني، وأن ننشر وصفًا دقيقًا ومعبرًا عن ما نقدمه على وسائل التواصل. 

فاصل قبل أن نواصل 

هنا تعرض المحررة المسؤولة عن شبكة الصحفيين الدوليين بنسختها العربية سارة عبدالله سؤالًا من أحد متابعي الجلسة وتقول: "هل يمكن اعتبار منصات التواصل وسيلة موثوقة مثل المنصات الصحفية؟". فأجابت حطيط بأنّ "وسائل التواصل مجرد وسيلة، ويمكن أن تكون أحيانًا مصدرًا للعمل الصحفي، مثلًا يمكن أن نجد على فيسبوك شخصًا نشر معلومة ما تخص زلزال تركيا، هنا السؤال الذي سيطرح نفسه: هل أي خبر على المنصة يتمتع بمصداقية؟ يجب أن نفكر في هذا، هل من نشر المعلومة مؤسسة محترفة؟ أو هل هو صحفي موثوق يقدم معلومات من مصادر؟ هل الحساب موثق من فيسبوك؟ رغم أنني لا أثق في كل الحسابات الموثقة، فقد نجد حسابًا موثقًا لكن صاحبه ينشر الأكاذيب". 

وتكمل حطيط: "قد يكون الشخص مصدرًا موثوقًا، مثل خبير زلازل، وهنا يجب أن أبحث عن اسمه للتأكد من مدى مصداقيته، وحينها يمكن أن أتواصل معه بشكل مباشر للحصول على معلومات أكثر عن ما نشره"، وتؤكد سارة أنّ "منصات التواصل لا يجب أن تلغي دورنا كصحفيين يبحثون عن الحقيقة". 

تطرح عبدالله على حطيط سؤالًا ثانيًا من متابع للجلسة: "حين يتعلق الأمر باختيار المنصة الأفضل، هل من المهم أن نجرب نشر المحتوى نفسه على عدة منصات لاختبار مكانه الأفضل؟". وتُجيب المدربة بأنّ "اختبار المنصات جزء مهم وأساسي. يمكن تجربة أكثر من منصة. هي حقل تجارب سيجعلني أعرف أين أكون موجودًا. تقوم جميع المنصات بعمل تحديثات لخصائصها بشكل مستمر، لذا فالتجربة مهمة، مثلًا لم يكن يوتيوب ينشر  القصص أو المقاطع القصيرة، الآن بات يفعل، والتجربة مهمة". 

خصائص كل منصة تحدد شكل المحتوى 

ترى حطيط أنّ "يوتيوب" هو منصة الفيديو الأولى حتى الآن، وتضيف أن هناك نوعين من النشر على هذه المنصة، الأول بالطول، ويكون أقل من 60 ثانية، وهو ما يطلق عليه الفيديو السريع، أما النوع الثاني فهو بالعرض ويكون أكثر من 15 دقيقة، وهو الأفضل لعرض أفلام وثائقية وبودكاست وتجارب شخصية وحلقات، وتكمل أن التجارب الشخصية هي ما يفضله الناس أكثر. 

وتكمل سارة حطيط أنّ "يوتيوب" يعد مثل "باك آب" للمستخدم، إذ "يمكن أن أنشر مقطعًا تشويقيًا على فيسبوك، وإذا أراد المستخدم متابعة الفيديو كاملًا فسيذهب إلى يوتيوب". وتكشف عن عدة حقائق عن "يوتيوب" منها أن جمهوره من الفئة العمرية من 25 إلى 34 سنة، وعدد الرجال عليه يفوق عدد النساء، وتوضح أن هذه النسب عالمية، لكن قد تختلف النتائج مع كل بلد على حدة. 

أما منصة "إنستجرام" فهي أقرب لدمج بين "يوتيوب" و"تيك توك"، ويمكن نشر صور وفيديوهات عليها، ويمكن نشر "ريلز" عليها من 15 إلى 90 ثانية، وتوفر ميزة تحرير المقاطع عبر التطبيق. والفئة العمرية التي تتابع الريلز تتراوح ما بين 18 و24 سنة، وهي نفس الفئة على "تيك توك"، وتتشابه خصائص الريلز بين "إنستجرام" و"تيك توك" ما عدا في مدة النشر، إذ كان يسمح "تيك توك" بنشر مقاطع حتى 15 ثانية، لكن وصل الأمر في النهاية حتى 10 دقائق. 

أما منصة "فيسبوك" التي يتابعها جمهور من 25 إلى 34 سنة، فتوفر عدة خصائص للنشر، منها النص والصورة والمقاطع، لكن يظل النص هو الأكثر إقبالًا، إذ أن النسبة الأكبر تذهب للمنصة من أجل القراءة، رُغم أن "فيسبوك" يشجع المقاطع أكثر. 

أشكال النشر على المنصات 

تصل بنا الجلسة إلى محطة شكل المحتوى الأنسب لكل منصة، وترى حطيط أنّ "تحديد شكل المحتوى سيجعلني أعرف المنصة الأنسب، فإذا كان المحتوى مرئيًا مثل فيلم وثائقي، فالأفضل هنا هو "يوتيوب"، وحينها يمكن استخدام المنصات الأخرى لعمل دعاية تشويقية للفيديو لنجذب المستخدمين إلى "يوتيوب" لمشاهدته". "كلما عرفت الجمهور المستهدف أكثر كلما استطعت أن أصل للمنصة الأنسب"، هكذا تقول حطيط. 

وتجيب على سؤال من متابع للجلسة عن أفضل شكل للكتابة على وسائل التواصل بأن "أسلوب الكتابة مهم جدًا، ويجب أن يتميز الأسلوب بالاختصار والوضوح وحذف أي إضافات غير ضرورية، بمعنى أن أعطي الحقيقة للناس من دون أي وصف أو مشاعر". 

وعرضت حطيط شريحة بها ثلاثة نماذج للنشر على "إنستجرام"، الأول من منصة أوان اللبنانية، الثاني والثالث من منصة "فايننشال تايمز". في النموذج الأول سنجد معلومة مع صورة معدلة، وهو الشكل الذي صار محببًا للجمهور"، لأنه تقديم بصري للمعلومة. في هذا النموذج سنجد العنصر البصري، ونحو سبع كلمات فقط تعرض المعلومة. 

صورة

 

أما النموذج الثاني فهو عبارة عن نص فقط، وهو يتناول خبرًا عن أشخاص يقومون بتحويل الأموال من أكبر وأضخم بنك في العالم. في هذا الشكل البسيط لا نحتاج إلى مصمم، فقط جملة واحدة تقول المعلومة. 

والنموذج الأخير، عبارة عن رسم بياني، من إعداد أشخاص يعملون في صحافة البيانات، ويتم فيه إبراز أهم النتائج من أي دراسة أو تحقيق وتحويلها إلى منشور. 

وأوضحت حطيط أننا في الثلاثة نماذج لن نعرض كل المعلومات، وسنطلب من كل من يريد معلومات أكثر أن يزور الرابط الموجود في خاصية "البايو". 

كما عرضت نموذجًا هامًا، وهو الفوكس بوب (آراء واقعية من المواطنين حول قضايا محددة)، واختارت حطيط نموذجًا يتعلق بقصص نساء من أفغانستان بعد استلام "طالبان" الحكم، وفي هذا النموذج يتم عرض صورة لسيدة، وفي أعلى الصورة وأسفلها سنجد عبارات وجملًا بها الحكاية باختصار. 

صورة

ومع هذا الشكل سيكون هناك وصف مصاحب للصور يتكون من ثلاثة أجزاء، الأول يجيب على سؤال "لماذا اخترنا هذه القصة"، والجزء الثاني يشرح "ما الذي حدث"، أما الجزء الثالث فيشرح "ما قامت به الصحيفة لنقل ما يحدث مع وضع رابط به القصة كاملة على موقع الصحيفة". 

السرد القصصي.. الفيديوهات نموذجًا 

تحدثت حطيط في الجلسة أيضًا عن السرد القصصي بالفيديو، وتحديدًا عن نوعين؛ الأول هو السرد التقليدي الذي يبدأ بالتمهيد ثم تطور القصة مرورًا بالذروة ثم تقلص الأحداث ووصولًا إلى الحل، أما النوع الثاني على منصات التواصل فيقدم مسارًا مختلفًا للقصص، من خلال بداية قوية، ثم عرض المشكلة الذروة، ثم الأحداث الرئيسية، وصولًا إلى الحل، ثم عرض مزيد من القصص لمن يحب. 

وعرضت سارة حطيط نماذج من هذا المسار تخص زلزال تركيا وهو النموذج الذي يمكنكم الاطلاع عليه بالضغط هنا (ستجدونه تحديدًا بدءًا من الدقيقة 1.11.20). 

تطبيقات لإنشاء محتوى لوسائل التواصل 

عرضت حطيط في هذا الجزء تطبيقات تفضلها لإنشاء محتوى مناسب لوسائل التواصل الاجتماعي، مثل: Adobe Creative Cloud Express وAdobe Premiere Rush وCapCut وCANVA وغيرها من التطبيقات. 

وأنهت حطيط جلستها بتقديم مجموعة نصائح مهمة لإنشاء محتوى فعال على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي: 

معرفة الجمهور: المكان الجغرافي، العمر، الاهتمامات. 

العرض البصري: جذب الانتباه بصور وفيديوهات مع مراعاة أن تكون بجودة عالية. 

الاختصار والدقة: تقديم تعليقات موجزة تتضمن معلومات. 

الابتكار: من خلال تقديم محتوى مختلف وجديد، واختبار خصائص ومزايا جديدة. 

النشر المتواصل: وذلك للتماشي مع الخوارزميات ورغبة الجمهور. 

التفاعل: من المهم التفاعل الدائم مع جمهورك. 

وأخيرًا: قياس النتائج. 

يمكنكم مشاهدة الجلسة الأولى بعنوان "رواية القصص الصوتية المتقدمة للصحفيين" التي قدمها المدرب سليم سلامه، من خلال النقر هنا.

يمكنكم مشاهدة الجلسة الثانية بعنوان "إعداد القصص والفيديوهات باستخدام الموبايل" التي قدمها المدرب عبدالله الكفاوين من خلال النقر هنا.

يمكنكم مشاهدة الجلسة الثالثة بعنوان "إنشاء محتوى لوسائل التواصل الاجتماعي" التي قدمتها المدربة سارة حطيط من خلال النقر هنا.

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة كيني إلياسون